خبر وتعليق تصاعد المشاعر المعادية للصين مع توسع الصين في إقامة منشآتٍ لها في المياه المتنازع عليها (مترجم)
الخبر:
تصاعدت المخاوف جرّاء تنامي عرض الصين قوّتها في المنطقة إلى مستوى جديد مع اندلاع أعمال الشغب في فيتنام، وذلك رداً على مطالبة الصين مؤخراً بتركيب منصة غير قانونية لاستخراج النفط في المياه الإقليمية المتنازع عليها مع فيتنام.
فقد أوردت مصادر إعلامية كبيرة أن الصين أصدرت أوامر بإخلاء مواطنيها الموجودين في فيتنام، وذلك عقب سلسلة أعمال الشغب العنيفة التي اندلعت في فيتنام وتسببت في وفاة ما لا يقل عن اثنين وإصابة عشرات المواطنين الصينيين. وكانت أعمال الشغب قد انطلقت في البدء احتجاجاً على قرار الصين نقل منصة حفر بحرية لاستخراج النفط إلى مناطق تدّعي فيتنام أنها تقع ضمن منطقتها الاقتصادية الخاصة ورفِّها القارّي. [المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية وشبكة أخبار آسيا وغيرها]
التعليق:
تم تسليط الأضواء الكاشفة على الصين خلال الأسابيع القليلة الماضية فيما يتصل بأعمالها في منطقة بحر الصين الجنوبي. فقد أثارت تلك الأعمال القلق والضيق لدى الكثيرين في المنطقة، وليس لدى فيتنام، جارتها الجنوبية، فحسب. فقد باتت هذه الأعمال أكثر جرأة في الفترة الأخيرة، وذات طبيعة استفزازية. ففي حادث ذي صلةٍ هذا الأسبوع، أشعلت الصين أيضاً فتيل شجارٍ مع مانيلا بشأن أنشطتها في المنطقة المتنازع عليها حول شِعب جونسون الجنوبي. حيث اتهمت مانيلا الصين بالقيام بأعمال استصلاح أراضٍ وإنشاء مهبط طائرات هناك، ما سيزيد التهديدات للبلدان المجاورة الأخرى، التي تقدمت هي أيضاً بمطالب تدّعي فيها ملكيتها للمنطقة.
إن النزاعات حول هذه المناطق ليست بالشيء الجديد، وتطلعات الصين لكي تصبح القوة العظمى الإقليمية الوحيدة هناك يمكن أن ترى بوضوح من خلال أعمالها في الماضي والحاضر والمستقبل المنظور. لكن أعمالها ضد جيرانها الضعفاء أكثر تنمُّراً، في حين تكون مواقفها تجاه منافسيها الأكثر قوة في الإقليم أكثر اعتدالاً. ويمكن للمرء أن يلمس ذلك عند مقارنة أعمال الصين في تعاملها مع جيرانها الجنوبيين (الفلبين وفيتنام وماليزيا وبروناي) مع نزاعها مع اليابان بشأن جزر سينكاكو.
إلا أن اللافت هو ازدياد عدد المسائل التي تثار ضد الصين خلال الأسابيع الأخيرة، أي بعد فترة قصيرة نسبياً من زيارة أوباما لعدد من بلدان المنطقة. ويبدو الأمر كما لو كان تصعيداً مقصوداً في الضغط على الصين، ما يوسّع نطاق قبضة الأمريكيين على محور آسيا. وذلك لأن البلدان المجاورة المنافسة للصين يمكن أن تسعى لإقامة علاقات مع القوة العظمى الأولى في العالم لدعم مطالباتها بشأن المناطق المتنازع عليها. ولكن لا ينبغي للمرء أن ينسى أن المساعدة الأمريكية لا تأتي لقاء ثمن قليل، كما أن أي اهتمام أو رغبة للعم سام في تقديم المساعدة تكون في الحقيقة من أجل خدمة مصالحه هو، وليست ناجمة عن طبيعةٍ خيّرة لديه تدفعه لحماية الضعفاء من الأقوياء المستأسدين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يوسف إدريس