خبر وتعليق كتائب إسلامية توقع ميثاق شرف ثوري
الخبر:
نشر موقع الجزيرة نت خبر قيام بعض الكتائب الإسلامية المقاتلة في الشام بتوقيع ميثاق شرف ثوري جاء فيه “العمل على إسقاط النظام عملية تشاركية بين مختلف القوى الثورية، وانطلاقا من وعي هذه القوى للبعد الإقليمي والدولي للأزمة السورية فإننا نرحب باللقاء والتعاون مع الأطراف الإقليمية والدولية المتضامنة مع محنة الشعب السوري بما يخدم مصالح الثورة”، ودعا الميثاق إلى “الحفاظ على وحدة التراب السوري ومنع أي مشروع تقسيمي بكل الوسائل المتاحة هو ثابت ثوري غير قابل للتفاوض”، ثم يقول الميثاق: “يهدف الشعب السوري إلى إقامة دولة العدل والقانون والحريات”.
التعليق:
ما كانت ثورة الشام المباركة لتستمر لولا رعاية الله سبحانه لها، ثمّ وعي القائمين عليها على القوى الغربية الاستعمارية، التي لا تنام الليل وهي تفكر في كيفية إجهاضها وحرفها عن مسارها، بعد أن وضعتها ثورة الشام في مأزق كبير، لم تعرف حتى هذه اللحظة كيفية الخروج منه بما يحقق مصالحها، فهذه الثورة كشفت وفضحت الغرب المجرم وكل أولئك الذين استخدمهم الغرب لهذه الغاية، كالمجلس الوطني والائتلاف، وجعلت منهم رأس حربتها في ضرب هذه الثورة، فما عاد أحد يثق بهم، إلا أن أخشى ما نخشاه هو أن تؤتى هذه الثورة من قبل بعض أبنائها الذين رفعوا يوما شعارات إسلامية، ونادوا بقيام دولة إسلامية في الشام، تكون الشام عقر دارها ثم تتوسع لتوحد جميع بلاد المسلمين تحت رايتها. لقد قامت بعض الكتائب الإسلامية بإعلان ميثاق أسموه ميثاق شرف ثوري، مع أنه يخلو من أي ذكر لتلك الأهداف العظيمة، ليس هذا فحسب بل إن بعض بنود هذا الميثاق فيها مغازلة واضحة للغرب الذي يتربص بنا وبثورة الشام الدوائر، واللجوء إلى بعض المصطلحات التي يتغنى بها الغرب ويطرب لها، كقولهم: بأن الشعب يريد دولة العدل والقانون والحرية، بعد أن كانوا من قبل يصرحون علانية دون مواربة بأنهم يريدون دولة إسلامية، أما الأعجب من هذا وذاك، فهو ترحيبهم باللقاء والتعاون مع القوى الإقليمية والدولية المتضامنة مع الشعب السوري وثورته!! فهل يجهل هؤلاء أن القوى الإقليمية والدولية هي سبب معاناة أهل الشام؟ ألا يدرك هؤلاء أن القوى الدولية هي التي تدعم بشار سرا وعلانية، وهي التي تعطيه الضوء الأخضر في القتل والتدمير؟ وأن المجرم بشار يسحق أهل الشام ويدمر الشام نيابة عن القوى الدولية؟ ثم كيف يكون ميثاقكم ميثاق شرف وأنتم على استعداد لأن تضعوا أيديكم في أيدي القوى الدولية الملطخة بدماء أهل الشام؟ إن القوى الإقليمية والدولية هي العدو الأول للمسلمين منذ زمن طويل، وهيهات هيهات أن ينسى المسلمون أن القوى الدولية هي من هدمت دولة الخلافة فمزقتهم بعد وحدة، وفرقت جمعهم بعد ألفة، وبالتالي فإن كل من يتعامل معها يكون قد خان الله ورسوله والمؤمنين، ونذكركم بقول الله عز وجل: [وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ]، لعل الذكرى تنفعكم.
إن ميثاق هذه الكتائب لا يبشر بخير، وإن لم يقم العقلاء بالأخذ على يد هؤلاء فإن التضحيات الجسام التي قدمها أهل الشام ستضيع سدى، فالحذر الحذر يا أهل الشام.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أوكاي بالا
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا