نفائس الثمرات إن نظامَ الخلافة فرضٌ وأيُّ فرض
إن نظامَ الخلافة والحكمَ بما أنزل الله في الصغيرة والكبيرة، هو فرضٌ وأيُّ فرض، وهو معلومٌ، وليس مجهولاً، فقد عمَّر في بلاد المسلمين فوق ثلاثة عشر قرناً، يفرحُ به المؤمنون ويعزّون، ويُصعق به أعداءُ الإسلام ويذلُّون… وهذا الأمر ثابت بأمر الله سبحانه (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ) وثابت بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم «كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ وَإِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي وَسَيَكُونُ خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ قَالُوا فَمَا تَأْمُرُنَا قَالَ فُوا بِبَيْعَةِ الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ» أخرجه البخاري عن أبي هريرة. كما أن العملَ له فرضٌ ينقذُ من النار «مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ لَقِىَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لاَ حُجَّةَ لَهُ وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً» أخرجه مسلم عن عبد الله بن عمر، والبيعة هنا لا تكون إلا للخليفة، والميتة الجاهلية كناية عن الإثم العظيم الذي يقع فيه من لا يعمل للخلافة.
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته