خبر وتعليق التضحية والوعي عند الأمة
الخبر:
نقل موقع الجزيرة نت خبرا تحت عنوان (مقتل 25 شخصا بانهيار مبنى ببرميل متفجر في حلب).
أفاد مراسل الجزيرة بمقتل 25 شخصا على الأقل إثر انهيار مبنى سكني من ستة طوابق في حي بستان القصر في حلب، وذلك نتيجة القصف المتواصل الذي يشنه الطيران الحربي بـالبراميل المتفجرة منذ يومين على غربي حلب.
وقال مراسل الجزيرة في حلب عمرو حلبي إن حي بستان القصر يتعرض كغيره من أحياء حلب الغربية لقصف مكثف بالبراميل المتفجرة منذ يومين، وإن أحد البراميل سقط صباح اليوم على بناء من ستة طوابق فأحاله إلى دمار بالكامل، وهو ما أدى لمقتل 25 على الأقل وجرح العشرات حسب تقديرات فرق الإنقاذ.
وأضاف المراسل من موقع الحدث أن فرق الإنقاذ ما زالت تسعى لانتشال أكثر من سبع عوائل تحت الأنقاض، مشيرا إلى أن بطء تقدم عملية الإنقاذ يعود لافتقاد هذه الفرق للكثير من الأدوات والمعدات.
وذكر المراسل أن القصف أدى أيضا لانهيار مبنى آخر في الحي، ولدمار جزئي في مبان أخرى مجاورة، حيث يواصل النظام القصف طوال الليل على أحياء أخرى مثل الميسر والقاطرجي وبعيدين ودوار الجندول.
التعليق:
ليس جديدا حجم الدمار الذي يخلفه نظام بشار المجرم، وليس جديدا أن دول الكفر قاطبة تدعم بشار سرا وعلانية، كل ذلك حقدا على الأمة الإسلامية من أجل تركيعها لرغباتهم وإبعادها عن مسارها الصحيح وهو مسار تطبيق الشريعة بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.
وليس جديدا أن الأمة عامة والثورة السورية خاصة ما زالت ثابتة بعون الله وتوفيقه، وليس جديدا حجم التضحية عند الأمة الإسلامية فلو نزلت نصف هذه البراميل أو ربعها لا بل عُشر معشارها على أي أمة أخرى لغيرت وبدلت واستجابت لمطلب عدوها مباشرة، وليس جديدا أن هذه البراميل يسبقها ويتبعها مؤامرات سياسية ليس آخرها ما يسمى “ميثاق الشرف الثوري” وحُق أن يسمى “ميثاق القرف التآمري”.
ولكن الجديد الذي لا بد أن نلفت النظر إليه أن الأرض تشتعلُ اليوم تحت أقدام الاستعمار في الشام والعراق… وهي كذلك تهتز أيضاً في مصر وتونس وغيرها، في حالة متقدمة من الوعي والتحرر والنهضة والتضحية. جعلت شعوب الغرب تحاكيها لولا قمع دولهم لهم، كما حدث في بريطانيا وفرنسا وأميركا وإيطاليا… حتى ملأت الدماء الميادين والطرق عندهم.
لقد كانت في الأمة دائماً قوى عميلة مرتهنة في الغالب للمستعمر في بلادنا، وتبدد تضحياتها في خدمة الاستعمار، وهذه القوى تمثلت بدعاة القومية ورموزها في العرب والترك وباكستان وإندونيسيا… ومن هؤلاء دعاة البعثية في سوريا والعراق، ودعاة الوطنية في فلسطين… لكن الأمة اليوم صارت طرفاً يشار له بالبنان في الصراع الدائر وفي العمل السياسي عموماً، ولم يبقَ لها إلا أن تهتدي إلى قيادتها السياسية المخلصة والواعية لتأخذ بيدها إلى النصر والتمكين حتى تستطيع أن تقطف ثمار كفاحها في ظل هذه القيادة الجديدة . إن الأمة الإسلامية اليوم، ومعها حزب التحرير، يقفون أمام تحدٍّ كبير في إنجاز مشروع الخلافة الراشدة الثانية على أنقاض دول العمالة والخيانة والتبعية. وأميركا ومعها دول العالم جميعاً تحارب بكل وسيلة لمنع ذلك، قال تعالى: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو إسراء