خبر وتعليق مواطن بريطاني أم مواطن من الدرجة الثانية؟
عندما سافر مُسلمانِ حديثا من بريطانيا إلى أوروبا، دارت بينهما محادثة غريبة قبل ذهابهما إلى المطار. إذا ما أوقف أحدهما في المطار من قبل السلطات البريطانية، فهل يكمل الآخر الرحلة دونه؟ لم يكن هذان الاثنان من تجار المخدرات أو المجرمين أو ما شابه وكانت رحلتهما بجواز سفر بريطاني في زيارة مشروعة إلى بلد أوروبي آخر. في الواقع، كان القلق كبيرا حول إمكانية التعرض للإيقاف في بريطانيا لأن هذا ما حدث سابقا ولعدة مرات. وقد عرفا أنه من غير المرجح أن يتعرض حاملو الجوازات من البريطانيين من غير المسلمين لمثل هكذا مصير.
ففي حين تحاول الحكومة البريطانية الظهور بمظهر الذي يتعامل مع مواطنيه بمساواة، إلا أن الواضح الآن أنها تعتبر بعض مواطنيها المسلمين مواطنين من الدرجة الثانية. وفي حين أن شريحة كبيرة من المسلمين تعرف ذلك من خلال التجربة، إلا أنه تم تسليط الضوء عليها عندما كتب صومالي مسلم حائز على جائزة مقالا عن تعرضه الدائم للتحرش على مدى السنوات العشر الماضية. حيث كتب جمال عثمان:
“انضممت للعمل كمراسل مع القناة الرابعة وذلك في مهمة تغطية أخبار أفريقيا في أغلب الأحيان – وهذا جعلني أحتاج السفر بشكل كبير متكرر. وهنا بدأ كابوس من المعاناة على يد الأجهزة الأمنية في بريطانيا. فقد تعرضت للاعتقال والاستجواب والمضايقة في كل مرة تقريبا مررت بها عبر مطار هيثرو. بينما وخلال عشر سنوات، تم إيقاف واحد من زملائي فقط.
وخلال الخمس سنوات الماضية حاولت الأجهزة الأمنية مرارا وتكرارا تجنيدي لصالح خدمتها”.
ويضيف “إذا كان هناك شيء تعلمته من هذه اللقاءات المتكررة بالأجهزة الأمنية، فهو بأن كونك حاملاً لجواز سفر بريطاني فلا يعني بالضرورة شعورك بأنك بريطاني. جئت لهذا البلد طالبا اللجوء. وأنا صحفي كُرمت بالحصول على جوائز مرارا. أنا مهاجر حصلت على إذن باللجوء – لكني أجبرت على الشعور بأنني لا زلت أنتظر موافقة على طلب اللجوء. أنا مسلم، أفريقي صومالي. ولا بد للأجهزة الأمنية هنا من قراءة ما يلي: أنا مواطن بريطاني. الرجاء معاملتي على هذا الأساس”.
إن كثيرا من المسلمين الذين يقرؤون ما كُتب آنفا يتساءلون: إذا كان صحفيٌّ مسلمٌ بارزٌ قد تعرض لمعاملة من هذا القبيل، فكيف يُتوقع أن تكون معاملتهم هم؟!. لذلك فمهما ادعت الحكومة البريطانية الإنصاف، فإن تجربة المطارات أوصلت الكثير من المسلمين إلى استنتاج مفاده أنهم يتم التعامل معهم على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية – على الرغم من كونهم من حملة جوازات السفر البريطانية.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
تاجي مصطفى
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا