خبر وتعليق ارفعوا السقف عاليا
الخبر:
أغلقت الليلة الماضية صناديق الاقتراع في مصر بعد ثلاثة أيام من التصويت، وأعلنت لجنة الانتخابات نسباً أولية تشير إلى ارتفاع أعداد المشاركين. وكان مصدر في لجنة انتخابات الرئاسة أفاد بأن أكثر من 21 مليون ناخب أدلوا بأصواتهم. وأشار عضو الأمانة العامة للجنة المستشار طارق شبل في تصريح صحفي إلى أن نسبة من صوتوا تخطت 40%، مؤكدا أن هذا الرقم ليس نهائيا.
لكن في المقابل قال المرصد العربي للحقوق والحريات في تقريره إن نسبة التصويت مع نهاية الاقتراع بلغت نحو 12% من إجمالي عدد الناخبين، مع رصد مزيد من الانتهاكات التي شابت سير الانتخابات.
التعليق:
ما يحدث في مصر فعلا مهزلة بكل المقاييس لأنّ من يرى الصورة على حقيقتها يدرك الهوة الشاسعة بين الموجودين في الحكم وبين الأمة في مصر؛ ويدرك أنّ علاقة الحاكم بالمحكوم هناك قائمة فعلا على غصب وسلب إرادة الناس.
إنّ ما يسوقه الإعلام المصري من كذب وتزييف للحقائق بشأن تأييد الناس العارم للسيسي قد بان بالكاشف زيفه ومخالفته للواقع، ويكفي دليلا عليه التسجيلات التي تعكس ضحالة الإقبال على صناديق الاقتراع بل والنسب المسربّة التي تقول إنّ نسبة الإقبال كانت بمعدل خمسة ناخبين في الساعة.
ورغم المحاولات الحثيثة لرفع نسب المشاركة في الانتخابات عبر ترغيب الناخبين في التوجه إلى لجان الاقتراع وتمديد فترة الانتخاب وبعض الإغراءات تارة، وترهيبهم من غرامات مالية تارة أخرى، فإن إصرار أهلنا في مصر وعزمهم أن لا يفعلوا هو أمر ملموس، وهذا أمر يثلج الصدر.. ونرجو من الله أن يصاحب ذلك وعي ينبثق عن الوحي وهدي الإسلام.
فيا أهلنا في الكنانة؛ إنّ الحكومات التي تعاقبت على مصر بعد خروجكم منادين بإسقاط النظام لا تعكس السقف العالي الذي ترنون إليها؛ ولا تعكس شوقكم لتحرير الأقصى الذي تناديم به أمام سفارة يهود عندكم؛ ولذلك وجب عليكم المطالبة بكل قوة أن يكون من في الحكم يعكس تطلعاتكم بل متناغماً مع ما تتبنونه من مفاهيم ومقاييس وقناعات، فالأصل أن يكون السلطان للأمة.
“إنكم يا أهل الكنانة مدد الإسلام وقوة المسلمين، أنتم أبطال حطين وعين جالوت، أنتم أبطال رمضان، ولولا تآمر المتآمرين لحزتم شرف تحرير بيت المقدس يوم اجتزتم القناة مكبرين منذ سنين. ولولا تآمر حكامكم العملاء بالأمس واليوم لفعلتم ذلك”.
فهلّا وحدتم مطلبكم وجعلتموه مطلبا يرضي الله ورسوله لا ترضون عنه بديلا: خليفة مسلما تقيا نقيا يقيم شرع الله فيكم يكنس السيسي وأمثاله من العملاء؛ يعلن النفير لتلبية نداء الأقصى الأسير، ويجدد فيكم سيرة صلاح الدين، فيجمع جناحي العقاب أجناد مصر والشام، لتحلِّقوا بأمة الإسلام وتنقضّوا على كيان يهود فتطهروا الأرض المقدسة من رجسهم؟
إنكم أهل ذلك وقادرون عليه بإذن الله، فانظروا المخلصين من أهل القوة والمنعة فيكم واجمعوا أمركم على كلمة سواء والله الموفق إلى سواء السبيل.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم أنس – تونس