Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق حكام إيران وتركيا مخالب غدر أمريكية ضد الثورة في سوريا

الخبر:

قالت إيران إن مستشاريها العسكريين موجودون بسوريا لتقديم المساعدة للشعب السوري في مواجهة من وصفتهم بالإرهابيين والمتطرفين، مشيرة إلى أنها توصلت لنتائج جيدة مع تركيا بشأن حل الأزمة السورية. (موقع الجزيرة نت -2014/5/25)

 

 

التعليق:

أعلنت طهران عن دعمها لبشار الأسد في الانتخابات القادمة في إشارة واضحة بأن إيران ومن ورائها أمريكا لا تنوي التخلي عن الأسد على الأقل في هذه المرحلة، بل تسعى لإيجاد حل توافقي يقضي بتفاوض النظام البعثي مع المعارضة الخاضعة للغرب وحلفائه والمؤتمرة بأوامرهم، وقد أوضح قائد القوة الجوية في الحرس الثوري الإيراني علي حاجي زاده في وقت سابق أن “بقاء الأسد في السلطة وعدم سقوط نظامه يعود في جزء كبير منه إلى رغبة إيران في استمراره”؛ رغبة إيرانية بإيعاز أمريكي وبتوافق مع الطرف التركي. فعلى خلاف ما يروَّج من صراعات وخلافات غير أن الواقع ينطق بأن إيران وتركيا هما رأسا حربة ومحركان أساسيان لتنفيذ المشاريع الأمريكية في المنطقة.

لقد أخفت أمريكا وجهها القبيح ودعمها لنظام مجرم بشع سام شعبه سوء العذاب وراء دول لا تملك من إرادتها شيئا ولا تستحي من أقبح الجرائم ضد البشر مثل روسيا وإيران، وتمكنت من تمرير سياساتها من خلالهم وبالتعاون والتنسيق مع الطرف التركي سيئ الذكر.

إن ما صرحت به إيران من توصل لنتائج جيدة بشأن حل الأزمة السورية لهو دليل على أن تركيا لا تمانع بقاء الأسد في حقيقة الأمر بما أن طهران من أكبر الداعمين له، كما يمكن الاستنتاج من خلال ما تصرح به إيران من محاربة الإرهابيين والمتطرفين وهو دليل قاطع على تخوف دول المنطقة من طبيعة الأطراف الساعية للتغيير في أرض الشّام؛ فكل من يطالب بدولة إسلامية واضحة المعالم ويعلن صراحة أنه يعمل لتطبيق شريعة الله وإقامة دولة الخلافة بكل ما تقتضيه من معانٍ ودلالات موصوفٌ بالإرهاب والتطرف، أما من ينادون بدولة مدنية أو دولة عدل وحقوق إنسان أو دولة مدنية بمرجعية إسلامية إلى غيرها من مصطلحات تصب في مجرىً واحد ألا وهو نمط العيش الغربي ونظام الحكم الديمقراطي العلماني فهو مقبول ولو خفّف وزُيّن ببعض المظاهر الإسلامية كما يقتضيه واقع بلاد الشّام. هذا هو مقياس إيران وتركيا وما توافقا عليه ومن ورائهما أمريكا الطامعة في تثبيت نفوذها في سوريا.

إنّ إيران تمارس الكذب الصراح ولا تستحي من أن تكون بيدق أمريكا بامتياز، بل وفي الصفوف الأولى مع أشقائها الحكام الأتراك، أخوة تجمعهم العمالة والعداوة والوقوف صفا واحدا ضد أي مشروع إسلامي يقلب الموازين في المنطقة ويعيد الأمور إلى نصابها، وها هي طهران تدعي زورا وبهتاناً أنها لا تدعم الأسد إلا بمستشارين والعالم كله يشهد بالمليشيات المتعددة الجنسيات وأبرزها مليشيات حزب إيران في لبنان التي تقاتل إلى جانب بشار الأسد، زد على ذلك بعثات الحرس الثوري وغيره من أتباع إيران في أفغانستان وباكستان والعراق وغيرهم؛ استنفار إيراني عسكري ولوجستي ومخابراتي تريد أن تخفيه الدبلوماسية الإيرانية تحت مسمى “الاستشارات”، ولن ينسى التاريخ ولا الشعب السوري وقوف حكام إيران المجرمين جنبا إلى جنب مع الأمريكان للحيلولة دون نجاح ثورتهم والخلاص من طاغية بلدهم.

إن تركيا لا يقل دورها أهمية ولا فظاعة عن الدور الإيراني بل هما في تناسق وتكامل يكون معلنا أحيانا ومخفيا أحيانا أخرى؛ فطهران داعمة رئيسة للنظام، وأنقرة الداعمة الكبرى والراعية للمعارضة السورية صنيعة أمريكا من ائتلاف وهيئات عسكرية خارجية لا تمت للثورة بصلة.

لقد برهن الوضع الحالي في العالم الإسلامي أن مشكلتنا الأولى داخلية، وأن بأس المسلمين بين بعضهم بعضاً شديد؛ فها هي الخيانات التي تنهال على أهل الشام من حكام دول يدين أهلها بالإسلام يكون لهم فيها النصيب الأوفر، وعسى وعي أهل الشام وتلبيتهم لنداءات المخلصين في سوريا لضرورة التفطن بالمكائد السياسية والوعي على المشروع الحقيقي الذي يخرج أهل الشام من عنق الزجاجة، عسى أن يكون هو الضمان والاطمئنان لعامة المسلمين بعد التوكل على الله وحده، وإن النصر حليف عباد الله الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم ما أصابهم من لئواء حتى يأتيهم نصر الله وهم كذلك»، فعسى أن يصدق حديث رسول الله في أهل الشام المرابطين، فبالوحي والوعي تنتصر الأمة وتستعيد رشدها وخلافتها وما ذلك على الله بعزيز.

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حبيب الحطاب – تونس