خبر وتعليق قوة حزب التحرير تقلق كيان يهود وأبو مازن
الخبر:
نشر موقع يا عيني بتاريخ 2014/06/02م الخبر التالي: “بثت القناة الأولى من التلفزيون الإسرائيلي تقريراً خصصته لرصد المسيرات التي أجراها حزب التحرير الإسلامي في الخليل ورام الله في ذكرى هدم الخلافة العثمانية. وربط مراسل القناة بين حزب التحرير وتنظيم القاعدة بالزعم أن حزب التحرير يعتنق فكراً دينياً سلفياً نمى منه تنظيم القاعدة. وبحسب التقديرات الإسرائيلية التي أوردها مراسل القناة فإن أنصار حزب التحرير في الضفة الغربية يقدرون بعشرات الآلاف.
وقالت القناة: “على خلفية الأزمة السياسية، تتعاظم قوة الحركات الإسلامية في المناطق، في نهاية الأسبوع أجريت في الخليل ورام الله مسيرات لحزب التحرير، ودعا خطباء الحزب جيوش الإسلام للمبادرة إلى الجهاد لتحرير فلسطين”.
وأضاف المراسل الإسرائيلي “المسجد الأقصى يناديكم لتحريره من أيادي الكفار” وقال “بهذه الرسالة هتف أنصار حزب التحرير خلال المسيرات السنوية لهم في المناطق، رايات حزب التحرير تشابه رايات تنظيم القاعدة. الآلاف شاركوا في رام الله بإحياء الذكرى ثلاثة وتسعين عاما لانهيار دولة الخلافة العثمانية ويتمنون إقامتها من جديد”. ولفت المراسل إلى “أن قادة حزب التحرير رفضوا إجراء مقابلة معه” وقال “محاولة إجراء مقابلة مع قادة الحزب رفضت بحجة أنهم لا يتحدثون مع اليهود”.
وعن الفرق بين حماس وحزب التحرير قالت القناة “بين حماس وحزب التحرير، تنافس على قلوب المتطرفين الإسلاميين، وكلاهما يدعوان إلى الجهاد والحرب المقدسة لهزيمة الكفار”. وربط التلفزيون الإسرائيلي بين حزب التحرير وتنظيم القاعدة بالقول “لحزب التحرير عشرات الآلاف من الأنصار في الضفة الغربية ويعتنق أيدلوجية دينية سلفية التي نبت منها تنظيم القاعدة، الرسائل التي صدرت خلال المسيرات هذا العام أصبحت أكثر تتميز بروح قتالية أكثر من السابق”.
وختمت القناة تقريرها بالادعاء “أن الوضع السياسي المعقد يدفع الكثير من الشبان إلى أحضان حزب التحرير” وأضافت “سواء إسرائيل أم أبو مازن يتابعون بقلق صعود قوة حزب التحرير في المناطق، الوضع السياسي المعقد والضائقة الاقتصادية، تدفع الكثيرين خصوصاً الشبان إلى أحضان متطرفي حزب التحرير الذي يطرح حل طوباوي يضع حدا لمآسي المسلمين في العالم”.
التعليق:
بغض النظر عن المقارنة المقصودة في التقرير، بين حزب التحرير وتنظيم القاعدة، والذي غايته وصم الحزب بالتطرف والإرهاب في العالم، وبالتالي تحريض الأنظمة والدول الأجنبية وكذلك السلطة على زيادة الوتيرة في مطاردة شباب حزب التحرير وتعذيبهم بل وحتى قتلهم؛ وفيه تضليل مقصود، لأن كل متابع لأعمال حزب التحرير، يعلم أن الحزب حزبٌ سياسي يتأسى بطريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم السياسية في إقامة الخلافة الإسلامية؛ ولأن كل من يعرف حزب التحرير يعلم أنه لم يولد من رحم أي حركة أخرى، ولم تُولد أو تنشأ منه حركة أخرى، وإنما هو نشأ وتأسس استجابة لأمر الله سبحانه وتعالى في الآية الكريمة:
﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾، ويسعى لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الدولة الإسلامية، دولة الخلافة الراشدة الثانية بالطريقة نفسها التي أقام بها الرسول صلى الله عليه وسلم الدولة الإسلامية الأولى دون حيد قيد شعرة.
فإن اللافت للنظر هو ما جاء في نهاية الخبر الذي نشره موقع يا عيني نقلا عن تلفزيون كيان يهود، من أنه سواء أكان كيان يهود أم أبو مازن يتابعون بقلق صعود قوة حزب التحرير في المناطق، ففي الحقيقة أن قلق كيان يهود ومن أسسه ويتكفل به من دول الغرب، ومن شايعه وأيده ومكن له ويمده بأسباب الحياة من رويبضات المسلمين، هذا القلق ليس وليد اليوم، وليس نتيجة لفعاليات الحزب الأخيرة فقط، بل هو موجود منذ اليوم الذي وجد فيه الحزب؛ ذلك أنهم جميعا يدركون الهدف الذي يسعى له الحزب، وأن هذا الهدف “الخلافة الإسلامية” إذا تحقق فلن يبقي على واحد منهم ولن يذر، وسيجعلهم جميعا أثرا بعد عين، ولهذا فإن حربهم للحزب لم تفتر يوما ولم تخبُ.
لكن هذه الفعاليات الأخيرة من ندوات ومؤتمرات ومسيرات، في كافة أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة، التي نظمها حزب التحرير تحت شعار “المسجد الأقصى يستصرخ الأمة وجيوشها لإقامة الخلافة وتحرير الأرض المباركة”، والتي صدحت فيها حناجر عشرات الآلاف تستصرخ الأمة وجيوشها لإقامة الخلافة وتحرير المسرى والأسرى والأرض المباركة، جعلت كيان يهود يشعر بدنو أجله؛ لأن المعادلة تغيرت، فهذه الدعوات والهتافات، بل الصرخات ليست وطنية ولا قومية، تلك الدعوات التي دأب الغرب، وحكام المسلمين، ويهود على إيجادها ثم ترسيخها وتجسيدها بين المسلمين، حيث فيها الإبقاء على دويلات الضرار، وبالتالي المحافظة على كيان يهود، إن الدعوات الوطنية والقومية يطرب لها الغرب ويهود أيما طرب، لأنها تبقي على تشرذم المسلمين وتفرقهم منذ سقوط خلافتهم، وتبقي على سيطرة الغرب ونفوذه على بلاد المسلمين، وتبعية المسلمين لهم، وتبقي على كيان يهود خنجرا مسموما في قلب الأمة الإسلامية، وتمد في عمره.
أما عندما تصبح هتافات المسلمين ودعواتهم، بهذا الحجم الضخم، وبهذه الأعداد التي تتنامى وتعظم يوما بعد يوم، دعوات إسلامية صرفة، تستنهض الأمة وتستنفر جيوشها لإقامة الخلافة، وتحرير المسجد الأقصى والأرض المباركة، فهذا يعني أن الدعوات الوطنية بدأت تخبو وتتلاشى كما تلاشت الدعوات القومية من قبلها أو كادت، وأن الأمة عادت إلى إسلامها، وترنو لأن تتوحد على أساس الإسلام، وأن الخلافة باتت قاب قوسين أو أدنى إن شاء الله، وأن بوصلة جيش الخلافة ستتجه نحو بيت المقدس، لتحرر مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم والأرض المباركة فلسطين من رجس ودنس يهود، ويعني قطعا أن نهاية كيان يهود المسخ واستئصاله قد باتت قريبة جدا.
هذا ما أقلق كيان يهود ودب الرعب في أوصاله من فعاليات حزب التحرير الأخيرة في الأرض المباركة فلسطين، وهي دنو أجله على يد خليفة المسلمين القادم قريبا وجيشه الجرار، وهذا أيضا ما جعل عباس يتابع هذه الفعاليات بقلق؛ ذلك أنه كما قال جاء لينهي عذابات يهود.
﴿فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك