خبر وتعليق ينبغي ألا يكون للولايات المتحدة والهند القول الفصل في مستقبل بنغلادش
الخبر:
بعد فوزه في الانتخابات البرلمانية، أقسم نارندرا مودي اليمين الدستوري في 26 أيار/مايو 2014م كرئيس وزراء للهند رقم 15. ومنذ نيسان/أبريل ولغاية اليوم والدوائر السياسية في دكا تناقش تداعيات الانتخابات الهندية والآثار المترتبة على تغيير الحكومة في الهند على بنغلادش.
التعليق:
إنّ المناقشات المكثفة في الوسط السياسي ووسائل الإعلام البنغالية حول الانتخابات الهندية وتداعياتها على بنغلادش تعطي انطباعًا بأن السياسة البنغالية تدور في الفلك الهندي؛ وكأن مصير شعب بنغلادش يعتمد على من يكون رئيس وزراء الهند! بالرغم من أن اثنين من الأحداث الكبرى التي حدثت في بنغلادش (المجزرة التي راح ضحيتها 57 ضابطًا في الجيش عام 2009م، وما يسمى بانتخابات الخامس من كانون الثاني/يناير 2014م) كان قد تم دعمها من قبل نظام حزب المؤتمر الهندي، مما أوجد جوا من الهيمنة الهندية على السياسة في بنغلادش. وأيضا فإن حكومة الشيخة حسينة – وانسياقا لسياسة الولايات المتحدة والهند – قد أسلمت المفاتيح الاستراتيجية الرئيسية إلى الهند من خلال تسليم الكثير من القادة الانفصاليين في شمال شرق الهند إلى السلطة الهندية. فهل كان يمكن للخبراء من مجلس الاستخبارات القومي الأمريكي أن يتوقعوا هذه الأحداث في عام 2000م، عندما نشروا تقريرهم بعنوان “الاتجاهات العالمية عام 2015م”، الذي قالوا فيه: “سيزداد اعتماد بنغلادش على الهند بشكل أكبر… “؟
يتساءل الجميع هذه الأيام سؤالين، الأول هو: هل ستتغير العلاقة بين بنغلادش والهند؟ والثاني: هل سيؤثر التغير في الهند على النظام في بنغلادش أيضًا؟ ومع نجاح الموالين للولايات المتحدة في الانتخابات، فإن الأحزاب التي في السلطة في باكستان والهند ونظيراتها في بنغلادش، من حزب الشعب البنغالي والجماعة الإسلامية تتوقع بأنها ستكون في السلطة في وقت قريب، ومستبشرة بذلك. ولم لا؟ فأكثر بلاد المسلمين من تركيا إلى الهند، بما في ذلك سوريا، والعراق، وإيران، وأفغانستان وباكستان، يحكمها عملاء للولايات المتحدة، وتغيير النظام في بنغلادش هو انسجام مع هذا الخط!
إن قوة الولايات المتحدة كقوة بيت العنكبوت؛ فهي غير قادرة على احتواء روسيا أو الصين، ولا يمكنها قمع صعود نجم الإسلام. وتكليف الحكام الحاليين في البلاد الإسلامية من أردوغان لحسينة هو لتحقيق المستحيل ومحكوم عليه بالفشل، وتصاعد المقاومة ضد الولايات المتحدة من قبل الأمة، والمطالبة بالحكم بالإسلام يزداد قوة يوما بعد يوم. قال الله سبحانه وتعالى: ﴿… وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ [ سورة الأنفال: 30 ].
إنّ هذه الأمة لا ترجو خيرًا من الطبقة الحاكمة الحالية؛ فقد شاهدوا كيف ألقت حسينة وخالدة بنفسيهما تحت أقدام مودي. كما أن مستقبل المسلمين لا يمكن أن تحدده أهواء ورغبات الولايات المتحدة الأمريكية، والإسلام قد نهانا عن اتباع الكافرين، ووحدها الدولة الإسلامية هي التي ستحررنا من براثنهم. لذلك تعمل الأمة لإقامة الخلافة الراشدة الثانية في مدينة المساجد (دكا) وتأمل من الله وتدعوه أن يوفقها في ذلك. وإن شاء الله ستزحف جيوش دولة الخلافة إلى مدينة بابا النصارى، وتحرر المسلمين من أيدي المشركين في الهند، وفلسطين من يهود في طريقها. فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي قبيل، قال: “كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاص وسُئل أي المدينتين تفتح أولاً القسطنطينية أو رومية؟ فدعا عبد الله بصندوق له حلق، قال: فأخرج منه كتاباً قال: فقال عبد الله: بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب، إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي المدينتين تفتح أولاً قسطنطينية أو رومية؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مدينة هرقل تفتح أولاً» (يعني القسطنطينية)“.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد ريان حسن / عضو حزب التحرير في بنغلادش