Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق الحكومة الصينية توغل في إصدار وتنفيذ أحكام الإعدام بحق مسلمي تركستان الشرقية (مترجم)


الخبر:

ذكر تقرير أوردته وكالة BBC الإخبارية يوم 28 أيار/مايو 2014 أنه “صدرت أحكام بحق خمسة وخمسين شخصاً عقب اتهامهم بالإرهاب والمطالبة بالانفصال عن الصين وارتكاب أعمال قتل في ملعب للرياضة في منطقة شينجيانغ الشمالية الغربية، حسبما أفادت وسائل الإعلام التابعة للدولة.” وقد حكم على ثلاثة من هؤلاء الأشخاص بالإعدام. وجاء ذلك عقب هجوم على سوق في أحد شوارع أورومكي في إقليم شينجيانغ، وهو الاسم الذي أطلقته الصين على تركستان الشرقية. ولم تدّعِ أية جماعة إيغورية مسؤوليتها عن الحادث.

وعادت وكالة BBC الإخبارية في 31 أيار/مايو 2014 فقالت أنه صدرت أحكام بحق 8 أشخاص آخرين تمت إدانتهم لصلتهم بحادث وقع في تشرين الأول/أكتوبر الماضي في ساحة تيانانمين ببكين.

 

التعليق:

بعد عقود من “إخفاء نارها”، ها هي الصين، التي طالما زعمت أنها أمة متحضّرة، تظهر الآن على حقيقتها: المستأسد مضطرب العقل في المنطقة. فعلى الرغم من أنها تمتلك من البراجماتية ما يكفي للحفاظ على العلاقات التجارية، إلا أنها تعامل جيرانها بنفس العجرفة والاستبداد الذي تصب جامه على مواطنيها وبالقدر ذاته من الرعب الذي تقذف حممه على شعب تركستان الشرقية.

فقد بات المسلمون هناك غرباء ومتسوّلين في بلدهم وعلى أرضهم. وبالرغم من أن تركستان الشرقية غنية بالمصادر المعدنية، بما فيها المواد الهيدروكربونية والذهب واليورانيوم، فإن مستويات معيشة مسلمي الإيغور من بين أدنى المستويات في الصين.

وبينما يتم استقدام ملايين الأشخاص من عِرق هان الصينيين المعبّأين بنزعة الهندسة الاجتماعية الشيوعية إلى المنطقة لإغراق شعبها المسلم، يتم إجبار نساء الإيغور المسلمات على إجهاض حملهن فيما يظهر على أنه تنفيذ لسياسة “الطفل الواحد للأسرة”، لكنه في الحقيقة يهدف إلى تقليص عدد المسلمين في المنطقة. كما دأبت الحكومة الصينية على شن الهجمات الشرسة ضد كل ما يرمز إلى الهوية الإسلامية بما فيها حجاب أخواتنا المسلمات. ولقد أعلنت صحيفة Xinjiang Daily التي يديرها الحزب الشيوعي رأيها بصراحة في 2013 من أن الجلابيب السوداء تبعث على الاكتئاب وتسبب الرعب لدى الأطفال.

إن الصين ما كادت أن تنفض عن نفسها غبار بؤس الشيوعية حتى سارعت للارتماء في أحضان اليأس المادي للرأسمالية الذي يقوم على توجيهه الحزب الشيوعي المهيمن على السلطة تحت حراب الجيش الأحمر. وإنه ليبدو أن الطاغوتين قد عمدا إلى طمس كل إثارةٍ لإيديولوجية متّسقة متناسقة، بل حتى لنظام قِيَميّ أو حِسٍّ بما هو صحيح وما هو خطأ. ووضعا مكانها عوضاً عن ذلك البوصلة ثنائية المؤشر: المادية الأنانية والمغالاة في الوطنية الصينية. ما يجعل أي عمل، وكل عمل، بغض النظر عما ينطوي عليه من عنف وظلم، عملاً مبرراً ما دام مطابقاً لهذين المؤشرين.

غير أن الحضارة الحقيقية يجب أن تبنى على أساسٍ فكريّ يقبله ويؤيده العقل السليم ويتفق مع فطرتنا كبشر. أما إن بنيت على أساس نظام يقوم على الجشع والمغالاة في الوطنية فإنها لن تكون حضارة تناسب النوع الإنساني.

إن الخلافة، وحدها، هي التي أوجدت ورسّخت أركان العدل الحقيقي والمثل العليا الصحيحة للبشرية، وحمتها ودفعت عنها بكل ما أوتيت من قوة. كما لم يَمَّحِ التمييز العنصري من حياة البشر إلا في ظل حكم الإسلام. ولن ينعم المسلمون، ومعهم النوع الإنساني كله، بالحرية الحقيقية والعيش في أمن وطمأنينة من جديد إلا في ظل دولة الخلافة.

فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم والدين الإسلامي هما النعمة المهداة إلى البشرية جمعاء. وإن الإسلام لن يحرر مسلمي تركستان الشرقية فحسب، بل وفي مقدوره أيضاً أن يحرر الصين نفسها من دياجير العمى التي يهرعون إليها لا يلوون على شيء. وما من سبب يدعو الصين إلى تبنّي وتطبيق إيديولوجية غربية جديدة ثبت فسادها وبان عوارها حتى في بلادها وبين أصحابها. إن ما تحتاج إليه الصين بحق هو الإسلام، الإسلام الذي خبِرته الصين وعمر ديارها لقرون خلت. فقد قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد حمزة