خبر وتعليق الفوضى في كراتشي يتم استغلالها لإرهاب أهلها
الخبر:
في 6 من حزيران/ يونيو 2014م، تمّ الإفراج عن زعيم حزب الحركة القومية الباكستانية المنفي (ألطاف حسين)، بكفالة من قبل شرطة لندن، بعد أن تم القبض عليه واستجوابه للاشتباه فيه بغسيل للأموال. وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها التحقيق مع حسين من قبل السلطات البريطانية منذ وصوله إلى البلاد في عام 1992م. حيث في سبتمبر 2010م، استُجوب حسين بعد مقتل زعيم بارز في حزب الحركة القومية المتحدة (عمران فاروق) في لندن، ولكن لم يتم اتهام أي أحد بشكل رسمي. وعلى أيّ حال، فقد كانت هناك احتفالات بالإفراج عن حسين في بعض المناطق من كراتشي، تلك المدينة التي تسعى للعودة إلى ما يشبه الحياة الطبيعية، وهي أكبر المدن الباكستانية.
التعليق:
إذا نحينا جانبا مسألة التحقيق في غسيل الأموال، فقد فشلت الحكومة البريطانية مرارا في التحقيق مع ألطاف حسين في جريمة التحريض على الإرهاب في شوارع كراتشي. ففي مناسبات عديدة، ألقى ألطاف خُطبًا نارية من مقر إقامته في لندن، تُحرّض على التوترات الطائفية في كراتشي، فهو يعمل بشكل روتيني باستخدام اللغة التحريضية ضد خصومه، ويهددهم بتعبيرات الإرهاب مثل “أكياس الجثث”. وعلى الرغم من هذا، فإن الحكومة البريطانية لم تحاول مطلقا اتهامه بجريمة الإرهاب، أو التحريض ضده، وهو ما يعد غطاء له ولما يعمل. وفي المقابل اتّهمت الحكومة البريطانية عدة أشخاص بجريمة التحريض على الإرهاب بأقل من تلك من الأدلة.
إنّ دعم الحكومة البريطانية الضمني لألطاف حسين يشير إلى أن زعيم الحركة القومية المتحدة يجري استغلاله لتحقيق السياسة العامة لبريطانيا في زعزعة استقرار باكستان؛ فباستخدام بطاقة المهاجرين في كراتشي يتم التحريض على التوترات الطائفية، حيث يتم استخدامها كتكتيك لزعزعة الاستقرار، ويتم تقديم الدعم لعناصر قومية في بلوشستان ومساعدة بعض عناصر من طالبان لتنفيذ هجمات ضد باكستان.
إنّ حكومة نواز/ شريف تدرك تماما دعم بريطانيا السري لألطاف، ولكن بدلا من الضغط باتجاه وضع لائحة اتهام ضده، يقدّم شريف جميع أنواع الدعم القانوني والمعنوي له، ويظهر موقف شريف هذا على خلاف المشاعر الشعبية في باكستان، ولكنه ليس مستغربا.
لقد كان ألطاف دائما رصيدا لجهاز الاستخبارات الباكستاني، فقد تم إنشاء الحركة القومية المتحدة من قبل الجيش الباكستاني من أجل ضرب القاعدة الشعبية لحزب الشعب الباكستاني في كراتشي، ولا يزال الجيش لهذا اليوم يستخدم ألطاف للحفاظ على الفصائل الطائفية المختلفة “إقطاعيات” عاملة في كراتشي.
لقد تجاهل العديد من أنصار الحركة القومية المتحدة حجم تواطؤ ألطاف لتحقيق أهداف كل من بريطانيا وحكومة رحيل/ نواز، ولكن ذلك تم لمسه على نطاق واسع من قبل الجمهور الباكستاني، ولكن على الرغم من هذا لم تتخذ الحكومة أيّة إجراءات ضد حسين وحركته، وقد رفضت الحكومات الباكستانية المتعاقبة هذه الفكرة، وتركت سكان المدينة يعانون من أعمال العنف.
إنه ومن خلال الإسلام وحده يمكن للفصائل المتحاربة في كراتشي التوحد مع أهل المدينة، والعيش في سلام ووئام. قال الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾.
وبالنسبة لأولئك الذين يشكّكون في إمكانية المصالحة، ويرددون سؤال: كيف يمكن تحقيق المصالحة بعد مرور سنوات من الكراهية وسفك الدماء بين الفرقاء؟ فإن عليهم التأمل في معنى الآية الكريمة: ﴿وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو هاشم