خبر وتعليق هل بريطانيا أشد حرصاً على فتيات المسلمين من شريعة الله
الخبر:
تناقلت وسائل الإعلام وكذا الجهات السياسية قضية معضلة ألا وهي زواج الصغيرات، وحتى في محاور قضايا نقاش الحوار الوطني كان لها صدى إعلامي كبير؛ فقد برزت وكأنها أكبر قضية في شؤون المرأة وأظهر الإعلام عدة صور تظهر حال الفتيات وما يعانينه في حالة قام ولي الأمر بتزويجها وهي في سن صغيرة أو ما دون الـ18 عاماً، وجرم الإعلام فعل مثل هذا الأمر وتداعت المنظمات الأجنبية كاليونسيف وغيرها وكذا المنظمات المدنية.
لكن المثير للعجب هو ما جرى مؤخراً من سفيرة بريطانيا جين ماريوت حيث قامت بمقابلة اليدومي ممثل حزب الإصلاح وقد ذكر هذا براقش نت: “أكدت مصادر رفيعة أن السفيرة البريطانية في صنعاء السيدة “جين ماريوت” طالبت رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح محمد عبد الله اليدومي بتحديد الحزب موقفا من قضية زواج الصغيرات في اليمن. وامتدحت السفيرة حزب الإصلاح”، وذكر هذا في العين أونلاين: “أعلنت اليوم السفيرة البريطانية عن تقديرها البالغ لمواقف الإصلاح وجهوده الكبيرة في دعم عملية الانتقال السياسي السلمي في اليمن. وأشادت “جين ماريوت” بالمواقف العقلانية للتجمع اليمني للإصلاح، التي قالت أنها تغلب المصلحة العليا لليمن”.
وذكر أيضا في المصدر نفسه “كما أعرب رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح الأستاذ محمد عبد الله اليدومي عن تقديره البالغ للجهود التي تبذلها حكومة المملكة المتحدة وسفيرتها بصنعاء، في إطار مجموعة أصدقاء اليمن ورعاة المبادرة الخليجية. وأكد اليدومي على أهمية مواصلة هذه الجهود، لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في اليمن، واستكمال عملية انتقال السلطة، معرباً عن الشكر والتقدير لكل الجهود التي تصب في هذا الإطار”.
التعليق:
تتوجه السفيرة إلى جهة حزبية معروفة عند اليمنيين بطابعها الديني والذي كان يعارض سن قانون يحدد سن الزواج وتبع لهذا القانون يفرض عقوبات على من يخالف مثل هذه القوانين، حيث إن قانون تحديد سن الزواج بدأ إدراجه في أعمال مجلس النواب في عهد صالح عام 2009م، وكان حزب الإصلاح يعارض هذا القانون مجتهدا ومستشهداً أنه ينطق باسم الدين وقامت مسيرات ضد هذا القانون وتزعمها حزب الإصلاح.
أما الآن فقد هرعت سفيرة بريطانيا الدولة التي ما زالت دماء أهلنا في العراق وأعراض فتياتنا التي استبيحت على أيديهم ماثلة أمام أعيننا، هُرعت بادعاء رعاية شؤون أهل اليمن، والجدير ذكره هو ما قدمته سفيرة دولة الكفر من ثناء على ممثل الإصلاح وحزبه ودوره في التبعية للسفيرة البريطانية وكذا ما طرحه اليدومي من الثناء على جهود السفيرة في ضربها للناحية الاجتماعية بدلا من قول كلمة الحق في وجهها وردها ردا يرضي الله ورسوله وليس ثناء يرضي سفيرة بريطانيا!! وما ثناء السفيرة لهم إلا من باب التبعية قال تعالى: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُم﴾.
وقامت بريطانيا باستحداث قوانين تجرم من زواج الفتيات أو الصغيرات وكأنها حمامة سلام ومسؤولة عن تزويج الفتيات!!
والسؤال الذي يفرض نفسه في هذا الخبر هو: ما دخل السفيرة في شئون المسلمين الاجتماعية وهي الآتية من بلد يعاني من التفكك الاجتماعي وكثرة الأبناء غير الشرعيين وكثرة الإجهاض وكذا اغتصاب الفتيات في سن التاسعة وأقل من ذلك وانتشار الاغتصاب والزنا في مجتمعاتهم؟
والجواب واضح وضوح الشمس وهو أن السفيرة تلبس ثياب الناسك وهي الذئب حسداً منها ومن بريطانيا الدولة العجوز عدوة الإسلام والمسلمين التي تمد يدها لنا بالسم الزعاف مدعية أنها تريد لنا الخير والخلاص. بينما هي تمكر بالمرأة المسلمة وبيتها لأنها الحصن الحصين والدرة المكنونة في كل بيت من بيوت المسلمين، وقوة كل بيت من بيوت المسلمين هو في تحصينها بصون أعراض الفتيات بتزويجهن وإقامة أسرة كريمة والحفاظ عليهن.
إن واجب الأمة الآن هو العمل الحثيث للانعتاق من هذه التبعية لبريطانيا والغرب وحمل مشروع الإسلام الذي يخشاه الغرب كله وهو مشروع الخلافة التي تحمي أهل اليمن كله رجاله ونساءه وشبابه وفتياته بدلا من تشدق تلك الشمطاء علينا بأقاويل الحرص على الفتيات القاصرات.
إن الحرص على القاصرات من فتيات اليمن وغيره لا يكون بقوانين من وضع البشر ولن يأتي من هؤلاء أرباب الدياثة وإنما يأتي بالتزام الأحكام الشرعية، وهذا لا يكون إلا بدولة الخلافة التي تطبق الإسلام كاملا غير منقوص فيعم عدلها الأرض، ولا تهتم بالفتيات فقط ولا الفقراء فقط وإنما بكل الأمة فتحفظ كرامة الإنسان وتعيد الحقوق إلى أصحابها ويلقي عدل الإسلام بجرانه على الأرض.
وإن الأمة لن تقبل إلا بعدل الإسلام ولن يرضي طموحها غيره وغير أحكامه المنبثقة عن عقيدته..
ولذا ندعوكم للعمل مع المخلصين من أبناء الأمة لإقامتها خلافة على منهاج النبوة تعيد الأمور إلى نصابها وتعطي كل ذي حق حقه.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم أبرار