خبر وتعليق إما حلال أو حرام فلماذا الكيل بمكيالين بما يتعلق بأحكام الاسلام (مترجم)
الخبر:
كانت الضجة التي أثيرت على مدى الأيام والأسابيع القليلة الماضية حول الوضع الحلال لاثنين من منتجات كادبوري قد سببت الغضب العام من الجمهور والمنظمات على حد سواء، وقد أثارت القضية انتباه الجمهور عندما تسرب تقرير بأن اثنين من منتجات كادبوري الشوكولاته؛ باللوز والبندق، ليسا حلالا بالنسبة للمسلمين، وقالت وزارة الصحة في وقت سابق أن اثنين من أصل ثلاثة عينات من كادبوري الشوكولاتة تحتوي على دهن الخنزير. (1)
وأصبح الجمهور أكثر تحريضا عندما أقرت إدارة التنمية الإسلامية في ماليزيا (هيئة حكومية مسؤولة عن إصدار شهادة الحلال للمنتجات الاستهلاكية في ماليزيا) بعد الاختبارات المعملية الخاصة بهم بأن اثنين من تلك المنتجات خالية من المواد الحرام، هذا وقد دافع عن نتائجها مختبر وزارة الصحة لكنه قلل لاحقاً من أهمية هذه المسألة بالقول بأنه سوف يتم تنسيق الأمر مستقبلا تجنبا للالتباس، هذا وبسبب الغضب والارتباك إزاء الأحكام المتعارضة، وصلت تهديدات بمقاطعة جميع منتجات كادبوري، وأصبحت المسألة تهيمن على النقاشات العامة على الإنترنت، في حين أصدرت PPIM (منظمة تختص باستهلاك المسلمين المحلي) بيانا طالبت فيه بالاستيلاء على مصنع كادبوري. (2)
في حادثة آخرى، صُدم مسلمو ماليزيا من الصور التي انتشرت عن مصنع تصنيع معكرونة الأرز التي تحتوي على الفيروسات، وقد عُلم في وقت لاحق بأن المصنع تعرض لمداهمة من قبل السلطات، وأكدت إدارة التنمية الإسلامية في هذه الحالة بالذات بأن المصنع استخدم شعار ‘الحلال’ ليخدع المستهلك بأن منتجاته حلال، نتيجة لكل ذلك، أثارت مختلف الأحزاب قلقها من موثوقية ومصداقية شعار ‘الحلال’ الصادر عن إدارة التنمية الإسلامية. (المصادر: (1) وكالة برناما الإخبارية، (2) قناة AstroAwani ومصادر محلية أخرى).
التعليق:
يجب على المسلم أن يتحرى الحلال والحرام في المنتجات التي يستهلكها وأن تكون مطابقة لما أمرنا الله به أو نهانا عنه: ﴿وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ حَلاَلاً طَيِّبًا وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِيَ أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ﴾.
يمكن فهم ردة فعل الناس للموضوع، فالمسألة كلها حساسة لأنها تتعلق في النهاية بما يستهلكه المسلمون، وهذا أكثر حساسية، وسنرى بأن الموضوع، وكما حدث في السابق، سيبقى ضمن التداول لأشهر وستعلو أصوات ردود الأفعال، وللأسف لن يظهر هذا في مسائل أخرى، لماذا لا نرى هذه الصرخات تعلو عندما يُحكم بغير الإسلام، وبدستور علماني كافر يطبق على المسلمين وغير المسلمين؟ لماذا لا تحرك الجيوش عندما يُقتل المسلمون في دول مجاورة كميانمار وتايلاند؟ لماذا لا يتم الاستيلاء على البنوك التي تتعامل بالربا بشكل يومي؟ لماذا نكون حساسين جدا بما يتعلق بالأكل ولا نتأثر بتجاوزات أخرى؟
يجب على المسلمين أن يقودهم الفكر والإحساس من قبل الإسلام في جميع نواحي الحياة، وليس في بعض منها، وقد قال الله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾.
كم سيكون مختلفا عندما تنادي جميع المنظمات المحلية بتطبيق الإسلام ورفض تطبيق النظام الوضعي في جميع نواحي الحياة، إنه الله خالقنا والعالم بما هو أفضل لنا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يوسف إدريس