خبر وتعليق العالم يستقبل يوم اللاجئ بـ50 مليون مشرد
الخبر:
تتجه أنظار العالم في العشرين من يونيو/حزيران كل عام إلى محنة اللاجئين الذين يضطرون إلى ترك ديارهم جراء النزاعات أو الكوارث الطبيعية بمناسبة اليوم العالمي للاجئين.
في هذا التاريخ أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تقرير لها أن عدد لاجئي العالم نتيجة الحروب والعنف تجاوز 50 مليونا وذلك للمرة الأولى منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.
وحسب المفوضية فإن عدد النازحين الذين نزحوا داخل بلادهم أو هربوا إلى دول أجنبية بسبب الحرب والعنف بلغ نهاية عام 2013 نحو 51.2 مليون لاجئ.
التعليق:
أهي فرحة يفرح العالم بها لكثرة عدد اللاجئين؟ أم أن المبدأ الرأسمالي يهنئ العالم بـ50 مليون لاجئ؟ أم أن الرئيس الأمريكي الحالي سيحصل على جائزة نوبل للاجئين في العالم؟ أم لوضعها في كتاب غينيس للأرقام القياسية؟ أي خزي وأي عار سيلحق بحكام العالم الإسلامي عندما يقال أن ما يزيد عن 90% من اللاجئين هم مسلمون؟ ما هو الجواب لرب العباد يوم الحساب عن تقصير المسلمين بإخوانهم الذين نزحوا أو شردوا أو هجروا من ديارهم؟ ما موقفكم أيها العباد عند السؤال عن أخواتكم المغتصبات المشردات المهجرات؟ أين المروءة، أين النخوة، أين الشهامة، أين الكرم، أين إغاثة الملهوف، أين إعانة ابن السبيل، أين مساعدة المقطوع؟ كل هذا كانت العرب تتباهى به قبل الإسلام، فكيف بكم بعد أن أنعم الله عليكم بهذا الدين أصبحتم كالأيتام على مائدة اللئام. أين أنتم يا أهل القوة والمنعة من أمة الإسلام؟ كيف ترون أخواتكم وأطفالهن على الحدود في العراء بلا مأكل ولا ملبس ولا مسكن ينتظرون وكالة غوث اللاجئين أو الصليب الأحمر ينقذهم. الكفار الذين هم سبب البلاء. وكالة الغوث والصليب الأحمر هم من وراء تشريد أخواتنا وأطفالهن. هم من دمر البيوت وقتل الأطفال والشيوخ والنساء وتأتي هذه الوكالة وغيرها مما تسمى مؤسسات دولية وكأنها هي المنقذ والمسعف!! تدمر البيت باليد اليمنى وتطعم الطفل باليد اليسرى والله تعالى يقول: ﴿وَلاَ تُؤْمِنُواْ إِلاَّ لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ﴾!!
إن قضية اللاجئين في العالم من أسوأ القضايا حيث إن الأنظمة الوضعية تفرق بين الأخ وأخيه والأب وابنه وغير ذلك. هذه القضية التي يعاني منها أكثر ما يعاني هم المسلمون. ابتداء من فلسطين إلى أفغانستان والعراق إلى البوسنة والهرسك وكوسوفو إلى السودان والصومال إلى ميانمار وأفريقيا الوسطى وكما يقال الحبل على الجرار.
إن من أسباب شقاء العالم أن تتحكم فيه دولة كبرى تفرض على الشعوب الالتزام بمواثيق هيئة ظالمة ومجلس أمن دولي تتحكم فيه بضع دول. هذه الدول التي بسبب وجودها وأطماعها تنشب الحروب بين الدول وبين الدولة الواحدة حيث تثار النزعات القبلية والعشائرية والنعرات الطائفية والدينية وها هي الحروب الأهلية في كثير من الدول.
إن الاستعمار هو طريقة نشر المبدأ الرأسمالي وبسبب الاستعمار تحصل قضية اللاجئين؛ لهذا فإن العلاج الناجع لما يسمى باللاجئين هو القضاء على الدول الاستعمارية، وإن تخليص البشرية من المبادئ الباطلة هو بتغيير مفاهيم الشعوب. وتحريضهم على هيئة الأمم ومجلس الأمن الدولي لذلك لا بد للشعوب أن تتفهم واقع الموقف الدولي، وإن الفقر والجهل واللاجئين هو بسبب وجود موقف دولي تتحكم فيه الدول الاستعمارية التي لا يهمها إلا مصالحها، وإن ما يسمى بالديمقراطية ليس له واقع. وباسم الديمقراطية ونشرها في ربوع العالم تستعمر الدول الكبرى باقي دول العالم.
لهذا نقول إن علاج قضية اللاجئين في العالم هو بإيجاد دولة كبرى مبدئية صحيحة. وحقا الدولة المبدئية الصحيحة هي دولة الخلافة الإسلامية التي تخلص البشرية جمعاء من ظلم وشقاء الرأسمالية التي تضع لكل مظلمة يوما، فيوم المرأة العالمي لأن المرأة مظلومة عند الرأسماليين ويوم الطفل العالمي لأن تقتيل الأطفال وتشريدهم واغتصابهم من شيم الرأسمالية لذلك أصبح يوم عند هؤلاء الرأسماليين للاجئ ويوم للعامل والمعلم والطالب وهكذا…
وأخيرا فإن دولة الخلافة الراشدة الثانية القادمة قريبا بإذن الله تعالى ستضرب بيد من حديد على يد كل ظالم. وكما قال أبو بكر الصديق مقولته فإننا نقولها: (الضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله، والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه إن شاء الله).
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو جلاء