خبر وتعليق مصر ليست بحاجة إلى أموالك المشبوهة
الخبر:
نشر موقع العربية نت خبرا بعنوان “السيسي: سأتنازل عن نصف راتبي وأملاكي حتى ميراث والدي” جاء فيه: أعلن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، خلال كلمته في حفل تخرج الدفعة 108 من الكلية الحربية، اليوم الثلاثاء، تنازله عن نصف راتبه الذي يتقاضاه من مؤسسة الرئاسة، إضافة إلى نصف ما يمتلكه، حتى من ميراثه من والده، لصالح مصر.
وقال بالحرف الواحد إنه سيتنازل عن “نص (نصف) ما أمتلكه حتى اللي ورثته عن أبويا أنا حاتنازل عنه (عن نصفه)”.
وشدد السيسي على أن إحياء الاقتصاد المصري يحتاج لتضحيات من كل المواطنين.
التعليق:
السؤال الذي يتبادر إلى الذهن، لماذا قام السيسي وأعلن عن مثل هكذا تصرف؟ هل لأنه يخاف الله في رعيته فقام بذلك بدافع الورع والتقوى؟ أم حلم في الليلة الماضية بمنامه وجاءه من يشعره بمعنى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”؟ ولماذا السيسي بالذات من بين حكام المسلمين والعالم هو من اتخذ مثل هذا القرار في زماننا هذا؟ أم أنه شعر بتأنيب الضمير كما يقولون؟
فالناظر إلى المدعو ذاته ويرى حكمه وأفعاله لا يجد واحدا من الأسباب المذكورة أعلاه. فكيف يكون ذلك وهو الذي جاء للحكم بانقلاب عسكري بإيعاز من أمريكا سفك فيه دماء الأبرياء من المسلمين ونكل بهم وزجَّ بهم في السجون! ووضع دستوراً وضعياً يحكم بالطاغوت ليحكم به أهل مصر الكنانة، بل أبشع من ذلك لتصل الحال به وبنظامه أن يحارب ملصقاً يدعو للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، حيث انطلقت منذ عدة أيام حملة في الإسكندرية وعدد من المحافظات، تدعو “للصلاة على النبي”. انتشرت الملصقات على السيارات وأبواب المحال التجارية والشوارع، لكن وزارة الداخلية بدأت بالتصدي للحملة، وتغريم أصحاب السيارات، الذين يضعون هذه الملصقات، في ظل استغراب من أهل مصر المسلمين من رد الفعل على دعوة يرونها طبيعيةً في ظل قدوم شهر رمضان الفضيل. وما زالت حرب السيسي ونظامه على ملصق الصلاة على النبي مستمرة.
إن مثل السيسي لا يفترض أن يُظن به وبأفعاله خيرا، حيث طغى وبغى وشرّه عمَّ وطم، وما هذا التصرف من “إعلان تبرعه بنصف راتبه” إلا لأنه تميز في إجرامه بحق أهل مصر، فأراد ذلك من باب الدعاية والتغطية عن جرائمه السياسية التي ينفذها بحق أهل مصر. هذا في حال إن صدق ونفذ ما أعلن.
أما مصر يا عميل أميركا، فليست فقيرة ولا هي بحاجة لراتبك أو ما ورثته عن أبيك، فهي غنية برجالها الأتقياء الأنقياء الأقوياء بدينهم وإسلامهم، وبثرواتها المنهوبة من نظامكم الفاسد وبجندها وجيشها الممدوح من قبل رب العالمين.
فأهل مصر ليسوا بحاجة لأموالك ـ المشكوك بمصدرها ـ فاذهب بها إلى مشاريع فسادك الممنهج كالسياحة والسينما والملاهي الليلية والخمارات المرخصة من نظامك.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو أنس – بيت المقدس