مع الحديث الشريف باب ما جاء في الغيبة والرفث للصائم
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في حاشية السندي، في شرح سنن ابن ماجة “بتصرف”، في “باب ما جاء في الغيبة والرفث للصائم”
حدثنا عمرُو بْنُ رافعٍ حدثنا عبدُ الله بْنُ المبارَك عن ابْنِ أبي ذِئْبٍ عن سعيدٍ الْمِقْبَرِيِّ عن أبيه، عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من لم يَدَعْ قَوْلَ الزُّوْرِ والْجَهْلَ والعَمَلَ به، فلا حاجةَ لله في أن يَدَعَ طعامَه وشرابَه”.
قوله (من لم يَدَعْ) أي لم يترك، قوله (الزور) أي الكذب، (والجهل) أي صفات الجهل أو أحوال الجهل، (والعمل به) أي بالجهل، والمعاصيْ كلُّها عَمَلٌ بالجهلِ، فدخلَ الغِيبةُ فيها. قيل يُحْتَمَلُ أنَّ المرادَ مَنْ لَمْ يَدَعْ ذلك مُطلقاً غيرَ مُقَيَّدٍ بصومٍ، أيْ مَنْ لم يترك المعاصيَ ماذا يصنع بطاعته، ويُحْتَمَلُ أنّ المرادَ من لم يترك حالة الصوم وهو الموافق لبعض الروايات، قوله (فلا حاجةَ إلخ) كنايةٌ عن عدم القبول وإلا فلا حاجة لله تعالى إلى عبادةِ أحد.
الصيام ركن عظيم من أركان الإسلام، وله معانٍ عظيمةٌ، وإنَّ مِمَّا يَفُتُّ في القلب، أن نرى المسلمين اليوم، – وهم يصومون هذا الشهرَ العظيمَ، وهم يسارعون لنيلِ رضوان الله تعالى -، بعيداً عن هذه المعاني؛ بعيداً عن الالتزام بأحكام الصيام، فنرى بعضا منهم صائماً عاصياً، ذاكراً مُستغيباً، مُصلياً قابلاً للمنكر، لا يعملُ لتغييرِه. وهل يُقْبَلُ من مسلمٍ أن يصليَ ويصومَ ويتصفَ بهذه الصفات؟ لذلك كان التحذيرُ من الرسول – صلى الله عليه وسلم – من أنْ لا يقبلَ اللهُ هذا الصيامَ. فحذارِ حذارِ أيها المسلمون، من أن تقعوا في هذا المنكرِ، فيردَّ اللهُ عليكم صيامَكم.
أيها المسلمون: نعلمُ أنَّ حالَ المسلمين في الصيام أو غيرِه من أحكام الإسلام، لا يستقيمُ حَقَّ الاستقامة، إلا في ظل دولةٍ ترعاهم، فتطبقُ فيهم هذا الحكم، كما يريدُ اللهُ ربُّ العالمين. فلنعمل جميعا لإيجاد هذه الدولة الإسلامية، دولةِ الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة. اللهم اجعلنا من جنودها ومن العاملين لإيجادها في واقع الحياة من جديد.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.