مع الحديث الشريف ” باب الريان للصائمين”
نحييكم جميعا أيها الأحبة المستمعون في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في باب ” باب الريان للصائمين”
حدثنا خالدُ بنُ مُخْلِدٍ حدثنا سليمانُ بنُ بلالٍ قال: حدثني أبو حازمٍ عن سهلٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن في الجنة باباً يقالُ له الرَّيَّانُ يَدخُلُ منه الصائمون يومَ القيامة، لا يدخُلُ منه أحدٌ غيرُهم، يقالُ: أينَ الصائمون؟ فيقومونَ لا يدخُلُ منه أحدٌ غيرُهم، فإذا دخلوا أُغْلِقَ فلم يدخُلْ منه أحدٌ”.
أيها المستمعون الكرام:
الرَّيَّانُ، بابٌ من أبوابِ الجنةِ للصائمين، هذه نعمةُ اللهِ سبحانه وتعالى. وماذا بعد الريان؟ الجنةُ، التي فيها ما لا عينٌ رأتْ ولا أُذُنٌ سمعت، ولا خطرَ على بالِ بشرٍ. فكما منعَ الصائمون أنفسَهم عن أطايبِ الطعامِ والشرابِ، أكرمَهم اللهُ بأنواعٍ من الطعامِ لا يُعادلها ولا يقاربُها، طعامٌ أو شرابٌ في الدنيا، وقد ذُكر أنَّ أحدَ السلف، كان يرى الفاكهةَ ولا يستطيعُ شِراءَها، فسُئلَ عن ذلك، فكانَ يقولُ: الموعدُ الجنةُ إنْ شاء الله.
فالصيامُ أيُّها المسلمونَ يساويْ الجنة، الجنةَ التي هي سِلْعَةُ الرحمن، جزاءً بما كانوا يعملون، جزاءً لصيامِهم، والتزامِ أوامرِه، عن صهيبٍ رضي الله عنه ، أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم – قال: إذا دخلَ أهلُ الجنةِ الجنةَ، يقول الله تعالى: تريدونَ شيئاً أزيدُكم؟ فيقولون: ألَمْ تُبَيِّضْ وجوهَنا؟ ألم تُدْخِلْنا الجنةَ وتُنَجِّنا من النار؟ فيكشفُ الحجاب، فما أُعْطُوا شيئاً أحبَّ إليهم من النظرِ إلى وجهِ ربِّهم.
نسأل اللهَ الكريمَ، أن يُدْخِلَنا الجنةَ من بابِ الريان، ولا يَحْرِمْنا رؤيةَ وجهِهِ الكريمِ، وأن يرزقَنا الشوقَ إلى لِقائِه، وأنْ يجعلَ خيرَ أيامِنا يومَ لقائِه، في غيرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّة، ولا فتنةٍ مُضِلَّة، فمن أحب لقاء الله، أحب الله لقاءه، وأن يتقبلَ منا ويغفرَ لنا، اللهم آمين آمين.
مستمعينا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.