مع الحديث الشريف باب الصائم إذا أكل أو شرب ناسيا
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني ” بتصرف” في ” باب الصائم إذا أكل أو شرب ناسيا”.
حدثنا عَبْدانُ أخبرَنا يزيدُ بنُ زُرَيْعٍ حدثنا هشامٌ، حدثنا ابنُ سيرينَ عن أبي هريرةَ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:” إذا نَسِيَ فَأَكَلَ وَشَرِبَ فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فَإِنَّمَا أطْعَمَهُ اللهُ وَسَقَاهُ”.
إن هذا الحديثَ وغيرَهُ، لََيُدُلُّ دِلالةً واضحةً، كمْ يَجِبُ أنْ تكونَ العلاقةُ مع اللهِ قويةً، فالصائمُ إذا أفطرَ ناسياً، مَنِ الذيْ يُحَدِّدُ إذا كانَ بالفعلِ ناسياً؟ هل هو الحاكمُ؟ أم ولي الأمر؟ أم من؟ لا يستطيعُ أنْ يعلمَ ذلك إلا اللهُ سبحانه، فهذه العلاقةُ والخصوصيةُ ليست لأحدٍ إلا للمسلمِ، فالحديثُ يبينُ لنا بوضوحٍ أنَّ من أكلَ أو شربَ ناسيا، فلا قَضاءَ عليه ولا كَفَّارة، وصومُه صحيحٌ، سواءٌ منه ما كان فرضاً كصوم رمضان، أو كانَ تطوعاً، وسواءٌ أكانَ الأكلُ والشربُ وصلا إلى درجةِ الشِّبَعِ أم كانَ دونه.
وكذلك بيَّنَ لنا الحديثُ أنِّ هذا الأكلَ والشربَ من الصائمِ في حالةِ النسيانِ إنما هو هِبَةٌ من اللهِ سبحانه وتعالى لعبدِه، يطعمُهُ ويسقيه.
وانظروا عبادَ الله، يطعمُهُ ويسقيهِ وهو صائمٌ للهِ تعالى، وعابدٌ له وحدَهُ، ثم يثيبُه ويَجزيهِ الجنةَ.
فهل من رحمةٍ أكبرُ من هذهِ الرحمةِ؟
فانظروا إلى رحمة الله يرحمْكم اللهُ.
احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.