ثالوث المرأة المرعب في دائرة التنمية
نشأ برنامج التنمية عقب الحرب العالمية الثانية على يد هيئة الأمم المتحدة التي ترأستها الدول الاستعمارية الكبرى شعارها التنمية «الشاملة» لبلدان العالم الثالث… ومضمونها الخفي “تشكيل العالم الإسلامي وفق مخططات الاستعمار بما يضمن ديمومة استنزاف الثروات”.
– فاعتمدت سياسة الثالوث المرعب للتفسخ الأخلاقي فيه:
الدعوة إلى التثقيف الجنسي – الدعوة لتحديد النسل – الدعوة إلى مساواة المرأة بالرجل..
وفي هذا المنطلق أعدت الدراسات والتحليل؛
فأشرفت الأمم المتحدة إشرافا كليا مباشرا على هذا الجانب حيث جندت له جنود الخفاء من (مؤتمرات عالمية – منظمات نسائية – إعلام – مثقفين) وخصصت له الميزانيات لإنجاحه وتكريسه..
فتم الإعلان لأول مرة عن مؤتمر السكان والتنمية الذي عقدته الأمم المتحدة في رومانيا عام 1974، والذي عقد لمناقشة قضايا زيادة أعداد البشر وقد اعتمدت الدول الأطراف فيه أول خطة عمل عالمية للسكان والتنمية، وجاء فيها:
• الدعوة إلى إعادة النظر فيما أطلقوا عليه دوراً تقليدياً للمرأة (الأمومة ورعاية الأسرة)، وطالبوا بدمجها الكامل في المجتمع؛ لأنه بخروجها للعمل ستقل رغبتها في الإنجاب.
• الدعوة إلى مساواة المرأة بالرجل.
• الدعوة إلى تحديد النسل عن طريق اعتراف عالمي بتملّك المرأة لجسدها.
ثم انعقد المؤتمر الدولي المعني بالسكان والتنمية في المكسيك عام 1984م ليؤكد النقاط السابق ذكرها في العقد السابق، وزاد على ذلك بـ:
• الإقرار بالأشكال المختلفة والمتعددة للأسرة.
• الدعوة إلى التثقيف الجنسي للمراهقين والمراهقات.
• الإقرار بالعلاقات الجنسية خارج نطاق الأسرة، مع تقديم كامل الدعم لأطراف العلاقة بغض النظر عن رابطة الزوجية.
ثم جاء المؤتمر الكارثة الذي أيقظ المسلمين من سباتهم والذي عقد في عقر دارهم، مؤتمر القاهرة للسكان والتنمية عام 1994م، الذي أقيم في القاهرة، ولعلها اختيرت لإضفاء صفة الشرعية على مقررات المؤتمر، إلا أنه جوبه بمعارضة شديدة بسبب مخالفة الوثيقة الدولية للشرائع السماوية والفطرة السليمة، محتويات الوثيقة ركزت على موضوعات النشاط الجنسي للأفراد بما يقترب من المائة صفحة من وثيقة تبلغ 121 صفحة، بينما أخذت التنمية ما يقارب 20 في المائة من صفحات الوثيقة، وعلى عكس مسماه نجد أن قضية التنمية فيه هامشية تماماً، ما يطرح علامة استفهام كبيرة حول الهدف الحقيقي من مؤتمرات السكان والتنمية.
هدف بدأت تتشكل معالمه وبرز فيه وجهه القبيح، تتغير المشروعات التنموية المحلية ليستمر دورانها في فلك سياسة الثالوث المرعب للمرأة.
فبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الجانب الصحي على سبيل المثال ينصب تركيزه بالأساس على الجانب الجنسي في حياة الإنسان، وكأن الإنسان لا يشغله إلا هذا الجانب، أما بقية الأمراض المتعلقة بالصحة كالفيروسات التي تدمر الكبد والكلى وغيرها، فلا ترقى إلى أن تكون في المقام الأول رغم أنها ذات أولوية قصوى لبلدان العالم الثالث التي تعاني التلوث والمبيدات والأغذية المسرطنة…
فالصندوق الإنمائي يصرّ إصراراً عجيباً على توجيه الدعم المالي لاستثمار المشاريع التالية:
1- تحديد النسل: انتشار وسائل منع الحمل بشكل كثيف وسريع مما أدى إلى سياسة تحديد النسل في ثلاث عشرة دولة من دول العالم الثالث، تسعون بالمائة من هذه الدول قائمة في بلاد إسلامية،
شرعية الإجهاض: ففي تونس ونقلا عن عيادات ديوان الأسرة والعمران البشري أكثر من 10 آلاف و 360 حالة إجهاض لفتيات عازبات في 5 سنوات مع الملاحظة أن نسبة الإجهاض الدوائي مثلت قرابة 50 بالمائة من حالات الإجهاض ووفق إحصائيات وزارة الصحة الأردنية يتم إجراء حوالي 6 آلاف عملية إجهاض في مستشفيات المملكة بشكل قانوني كل سنة…)
2- التثقيف الجنسي للمراهقين والمراهقات: من خلال توفير العوازل الذكرية وتثقيف المراهقين وغير ذلك.
3- قضية المساواة بين المرأة والرجل: والتي أصبحت من القضايا المسلَّم بها التي لا تقبل النقاش حولها، واستخدمت قضية المساواة هذه في تمرير كثير من القضايا التي تنادي بها الأمم المتحدة لعولمة النموذج الغربي للمرأة في جميع مجالات الحياة السياسية، والاجتماعية، والثقافية، والإعلامية.. الخ
هذه بعض الحقائق التي اعتمدتها هيئة الأمم المتحدة برعاية الدول الاستعمارية في إنجاز تنمية صفرية لدول العالم النامي وانسياق ذلك الأخير يعود لسياسة شراء الوهم والتلهي بأنموذج التنمية المنحطة الشاذة التي تعتمد مقياساً للتقدم في بلد ما يرجع إلى المعايير التي اعتمدتها (في تقريره عام 2010 على سبيل المثال: الفوارق بين الجنسين، ومعدل المشاركة في القوى العاملة، ومعدل انتشار وسائل منع الحمل يعتبر مؤشراً للتقدم في بلاد ما).
فكان هذا شكلاً من التبعية العمياء الذي ضمن ديمومة الغرب في بلادنا وفي تقرير مصيرنا وفي استنزاف مواردنا واغتصاب ثرواتنا وضمن لنفسه أنموذجا مثاليا زائفا يقتدى به وما شعار التنمية إلا غشاء أغشى أعيننا لكي لا نبصر الثروات التي نهبها فهو يستحوذ بيد من فولاذ على ثمانين بالمائة من ثروات العالم…
وأخيرا نقول لكم كما قال الله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ﴾ من مشاريع التنمية المقدمة لكم فهاته التنمية ربطت بالكسب المادي، فالبديهي أن ينتج عن برامجها ابتلاع الأمم القوية الأمم الضعيفة من أجل رفاهيتها هي ونتج عنها أيضا ثالوث مرعب يراد به سلخ المرأة المسلمة عن فطرتها السليمة فالحذر الحذر.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأخت كريمة – تونس