Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف باب ما جاء في السواك والكحل للصائم

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جاء في حاشية السندي، في شرح سنن ابن ماجة “بتصرف”، في باب “ما جاء في السِّواك والكُحْل للصائم”

حدثنا عثمانُ بنُ محمدِ بنِ أبي شَيْبَةَ حدثنا أبو إسماعيلَ المؤدبُ، عن مُجَالِدٍ عن الشعبيِّ عنْ مَسْرُوقٍ عن عَائشةَ قالت: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ” مِنْ خَيْرِ خِصالِ الصائمِ السِّواكُ”.

السواك مندوب ومسنون للصائم ولغير الصائم، وفي كل حين، أما من ذَكَرَ أن الخُلُوف – وهو تغيُّر رائحة الفم عند الصوم- تُكره إزالَتُه بالسِّواكِ في آخرِ النهار، لأنّ الخُلُوف كما ورد في الأحاديث، أطيبُ من رائحة المسك، فيُنْدَبُ بَقاؤُهُ في آخرِ النهارِ وتُكرَهُ إزالتُهُ، فهذا ليس دليلا على كراهةِ السواك. فالقاعدة العامة تقول: إن إدخال أي مادة في الفم لا يفطّر الصائم، إلا إنْ بَلَعَ ما تَحَلَّلَ منها مِمَّا يُمْكِنُ التَّحَرُّزُ منه، أما إنْ لم يُمكن ِالتحرزُ منه كالقليلِ القليل، فلا شيءَ فيه. وبَحَسبِ هذه القاعدةِ يمكنُ القولُ: إن إدخال ميزان الحرارة في الفم لقياس درجة الحرارة جائز، وإن حفرَ الأسنانِ وتلبيسَها جائز، ولا يُفطِّرُ الصائم، ولا يُفطِر إلا إنْ تَسَرَّبَ إلى حَلْقِهِ شيءٌ من المواد الداخلةِ في فمِهِ وبَلَعَهُ. أما بقايا الأكل بين الأسنان، فإنها إن بقيت في مكانها فلا خلاف في أنها لا تفطِّر، ولا تفطر كذلك إن ازْدَرَدَ الصائمُ شيئا منه وإن كان يسيرا، لأن الشرع عفا عن اليسير، مما لا يمكن التحرز منه، وأما إن تجمع في فمه منها كمية، وشكلت جسما يبلع، فإنه واجبٌ طَرْحُهُ ولَفْظُهُ، فإن بلَعَه أفطر، كحالِ بَلْعِ حَبَّةِ العَدَس. أما ما يضعه المريض بالقلب والجلطات من حبة تحت اللسان، لتذوب تدريجيا كعلاج للحالة عند اشتدادها، فإن ذلك يفطّر الصائم قولا واحدا، إذ لا فرق بين بلع الحبة دفعة واحدة أو بلعها تدريجيا، ومثلها القطرة في الفم، لتشرب كعلاج كما هو الحال في التطعيم ضد الشلل، فإنها تفطّر الصائم.

احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.