خبر وتعليق فلسطين تتعرض للقصف جواً وبراً وبحراً
الخبر:
تعهد رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو “بتصعيد الهجمات على حماس” في قطاع غزة. وقد أفادت التقارير بمقتل 50 فلسطينياً في الهجمات الأخيرة. وكان نصف الضحايا من المدنيين، بما في ذلك نساء وأطفال. [المصدر: محطة BBC الإخبارية].
التعليق:
لقد كانت قضية فلسطين هي القضية القديمة الجديدة لعقود. وها هي غزة تتعرض لهجمات يهود بصورة مستمرة كل عام. لكن قضية فلسطين هي مسؤولية الأمة الإسلامية كلها، لا الفلسطينيين وحدهم. وبالرغم من أن هناك مجاهدين مخلصين يقاتلون نظام بشار الأسد المجرم، وأنه ثمة دعوة إلى المسلمين في العالم كله لدعم ومساندة الجهاديين في سوريا وفي العراق، بالرغم من ذلك، لم تعلن السلطات الحاكمة في أية “دولة” في بلاد المسلمين إرسال جيوشها لمد يد العون للمسلمين في فلسطين وتحريرهم من أعداء الله يهود.
كان الخليفة المعتصم بالله قد أعطى مثالاً للحاكم المسلم الحريص على الذود عن حياض الإسلام والدفاع عن كرامة المسلمين رجالاً ونساء. حيث أسر الرومان في عصره امرأة مسلمة، وحاولوا النيل من شرفها. وعندما سمع الخليفة المعتصم بالله أنها كانت قد صرخت عند أسرها: “وا معتصماه!”، صعق وقال: “والله، لأرسلنّ لهم جيشاً أوّله عندهم وآخرُه عندي. ما هي أكثر مدنهم تحصيناً؟ فقيل له “إنها مدينة عمّورية.” فقال “سأرسل الجيش إذن إلى تلك المدينة”. وذهب الجيش بالفعل، وحاصر المدينة حتى فتحها الله عليه.
هكذا كان الردّ الجازم الحاسم من قبل الخليفة، عندما حاول الأعداء مسّ كرامة امرأة واحدة من أخواتنا وأمهاتنا.
إن الحرب على كيان يهود ليست مسؤولية أهل فلسطين وحدهم. بل الواجب على المسلمين كافةً أن يتحدوا تحت راية واحدة، يرفعها أو يعقدها أمير الجهاد، الخليفة، الذي يعلن الجهاد ضد كيان أعداء الله يهود في فلسطين. فيستأصل شأفتهم. ولن يتوقف قتل المسلمين وترويعهم وإذلالهم، رجالاً ونساءً وأطفالاً، إلا بوجود دولة الخلافة. إن المسألة بالنسبة لإخوتنا وأخواتنا في فلسطين مسألة أرواح تزهق، وأعراض تنتهك، وكرامات تداس، ومقدسات تدنّس. وهذه لا تحميها ولا تحفظها تبرعات مالية من هنا أو هناك. وإنما تحفظها وتحميها الخلافة، لا غير.
وها هي ذكرى غزوة بدر الكبرى، في 17 رمضان من السنة 2 للهجرة، على الأبواب. التي أعلن فيها قائد الدولة الإسلامية الوليدة في المدينة المنورة، رسول الله صلى الله عليه وسلم، الجهاد ضد أعداء الله. فكانت أول حرب وأول نصر يتحقق، ما أظهر أهمية الدولة الإسلامية في جزيرة العرب، وشكّل تهديداً مباشراً لكل الدول والكيانات السياسية المحيطة. ثم جاء من بعد رمضان شهر شوال من السنة ذاتها، الذي تعرضت فيه امرأة مسلمة لمحاولة كشف عورتها من قبل أحد فسّاق يهود بني قينقاع. فقتل مسلمٌ كان في السوق مَن قام بتلك الفعلة، فتكالب اليهود على المسلم فقتلوه. فعدّ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم نقضاً للعهد الذي كان بينه وبين يهود. فقام بحصارهم ثم نفيهم من المدينة. وعولجت المشكلة العلاج الشرعي، العلاج الناجع والشافي، العلاج الذي يرضي الله سبحانه وتصان به حُرمات المسلمين.
هكذا يكون الردّ يا من تسمّون أنفسكم، ويسمّيكم البعض، حكاماً للمسلمين. وهكذا يكون العلاج يا من تتسمّون، زوراً وبهتاناً، “دولاً إسلامية”.
أما نحن فنقول لكيان يهود، ومن يقفون وراءه، أو أمامه لا فرق، ما قاله الله عز وجل:
﴿قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ ۚ وَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾
وإن غداً لناظره قريب!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو أحمد