خبر وتعليق سي أن أن تنشر تحقيقات مطولة حول النظام الاقتصادي الإسلامي
الخبر:
خصص موقع الأخبار الأمريكي المعروف سي أن أن بالعربي صفحات كثيرة على موقعه لتناول قضايا تتعلق بالنظام الاقتصادي الإسلامي، تحت عنوان: الشريعة والمال، وتوجه بالسؤال إلى شخصيات مسلمة يسألها فتعلق على قضايا اقتصادية، مثل: تقرير: بريطانيا أول دولة غربية بصدد إصدار صكوك إسلامية سيادية قريبا، تقرير: أصول المصارف الإسلامية ستتجاوز 3.4 ترليون دولار في 2018، البشير: على الرأسمالية التعلم من الإسلام وخلاف الفقهاء محدود، المصرفية الإسلامية على CNN بالعربية.. صفحة متخصصة لقطاع واعد. وجاء في مقدمة الخبر:
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — طرحت الأزمة المالية العالمية التي هزت الاقتصاد الدولي خلال السنوات الماضية – وما تزال ذيولها ماثلة للعيان – العديد من التساؤلات حول الأخطاء التي مهدت لها، والممارسات التي سببت بوقوعها، خاصة بعد التكلفة الهائلة التي تكبدها الاقتصاد العالمي وما تبع ذلك من تبدلات سياسية ومالية مست حياة الملايين من البشر.
وقد تعددت بالفعل تقديرات المحللين حول أسباب الأزمة، ورأى البعض أنها متعلقة بطبيعة النظام الرأسمالي الذي يدور في حلقات من الانتعاش والركود، في حين رأى البعض الآخر أن السرعة الهائلة التي تطورت معها المنتجات المالية أدت إلى ظهور اقتصاد “وهمي” لا يعكس حالة انتاجية حقيقية، ما سهّل السقوط السريع للمنظومة ككل، بينما وجه خبراء ورجال أعمال وفلاسفة ورجال دين انتقادات إلى “الطمع البشري” محملين إياه مسؤولية الأزمة.
ومن بين أبرز تداعيات الأزمة المالية العالمية بروز الحاجة إلى بدائل للممارسات الاقتصادية الراهنة، فدعت مؤسسات مالية كبيرة إلى تعديلات هيكيلية على الاقتصاد الرأسمالي، في حين تزايد الاهتمام بالأسس الاقتصادية الإسلامية وبالمصارف الإسلامية التي نجت من الأزمة وتمكنت من الحفاظ على مستويات نمو قوية بفضل ابتعادها عن المنتجات المالية الخطيرة وعن شراء وبيع الديون.
التعليق:
الناظر المدقق في الخبر أعلاه، يعلم أن البنوك الإسلامية، وأصولها، واهتمام بريطانيا بالصكوك الإسلامية لجلب الاستثمارات الهائلة إلى بنوكها، كل هذا وغيره ليس بالأمر الجديد، وهو سابق للأزمة الاقتصادية العالمية، واهتمام الأمريكان بهذا الأمر على أرض الواقع لا يتمثل بتوجه حقيقي نحو اعتماد الصيرفة على أسس قريبة من الأسس التي اعتمدتها بريطانيا كرديف للأسس التي تعتمدها في بنوكها ومؤسساتها، فها هو تقرير على الجارديان البريطانية تحت عنوان: هل يمكن لمبادئ الاقتصاد الإسلامي أن يفيد في بث الاستقرار في النظام العالمي؟
لكن أمريكا لا تدرس الموضوع من أجل اعتماد الصيرفة الإسلامية، ولا من أجل أن ترقع النظام الرأسمالي المشرف على الهلاك بحلول مستمدة من الشريعة الإسلامية.
لكن ما أرجحه هو أن الولايات المتحدة وهي تدرك أن العالم الإسلامي يتفلت من بين يديها بسرعة هائلة، وأنه يسير سيرا عموديا نحو إقامة الدولة الإسلامية التي ستبني قواعد اقتصادها على أساس النظام الإسلامي، وهي ترى هذا ماثلا أمام عينيها، فتريد أن تفهم طبيعة هذا النظام وكيف ستتعامل معه في حال فشلت في إحباط إقامته.
الكاتبة اليهودية “روث كنج” المشرفة على موقع “الربيع العربي” والثورات في العالم العربي تقول: “إذا كان الإسلام في شكله المعاصر هو الذي يوحِّد الشعوب والقبائل العربية، فلن يكون هناك مكان للديمقراطية، فهما عنصران لا يلتقيان، لكننا إذا نجحنا في زرع ديمقراطية علمانية في مصر، وتونس، وليبيا، وسوريا، فهنا نستطيع أن نحتفل ببزوغ فجر جديد، يمهد لمرحلة جديدة من السلام والرفاهية العالمية.
أما إذا انتصر الإسلام في هذه الثورات؛ فإنه سيكون كالداء الذي يفسد وينسف أنسجة النباتات والحيوانات، وعلينا بعدها أن ندفن تحت الثرى كل مفاهيمنا القديمة عن الأنظمة السياسية العالمية وعن التنافس بينها… علينا أن نعرف أنه لو انتصر الإسلام فإن مرحلة جديدة من الصراع الدولي القائم على الدين سوف تنشأ، وقد يكون هذا التصور خياليًّا، لكنه لوحدث فإننا سوف نفتقد كل مكتسباتنا الفكرية ونلقي بها وراء ظهورنا.
ولو أن الشعوب العربية احتضنت الإسلام، وتحركت به نحو إقامة دولة الخلافة الإسلامية – فإن على علماء السياسة أن يعودوا إلى المدارس مرة أخرى لإعادة دراسة التاريخ والسياسة، وعليهم أن يقضوا كل أوقاتهم للدراسة في أقسام اللاهوت”!.
يقول جون شيا في رسالته إلى أوباما بعنوان: حتمية المصالحة مع دولة الخلافة الخامسة ما يلي: “إنَّ المعركة بين الإسلام والغرْب معركة حتميَّة لا يمكن تجنُّبها، وهي ذاتُ تاريخ قديم، ولا بدَّ أن نضعَ حدًّا لهذا الصراع، وليس أمامنا إلاَّ أن ندخل في مفاوضات سلام مع الإسلام.
إني أتوقَّع أن يخبرَك البعض بأنَّه من المستبعد تمامًا أن ندخُل في مفاوضات مع عدوّ متخيَّل اسمه “الخلافة الخامسة”، لكنَّه يجِب عليك كقائد عسكري وأنت تصوغ سياستك في التعامل مع الإسلام أن تعترِف بسخافة الادِّعاء بأنَّ الإسلام منقسم على نفسه، وأن تعترف كذلك بأن توحيد بلاد الإسلام تحت إمرة قائد كارزمي أمر محتمل.” انتهى
إذن فأمريكا ترى الخلافة رأي العين، وهي تبحث الآن بجدية أكثر في دراسة طبيعة هذه الدولة التي لن تستطيع الوقوف في طريق إقامتها.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو مالك