Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق وفد استخباراتي أميركي يزور مصر بشأن تنظيم الدولة

الخبر:

علمت “إيلاف” من مصادر خاصة أن وفدًا مشتركًا من جهاز الاستخبارات والكونغرس الأميركيين زار مصر سرًا، في الأسبوع الماضي، في إطار خطة أميركية لفك طلاسم تنظيم “الدولة” في العراق، لاسيما في ظل الانتصارات الساحقة التي حققها على الجيش العراقي، وبات يسيطر على غالبية المحافظات السنية في العراق.

أضافت المصادر أن الوفد التقى مسؤولين أمنيين مصريين متخصصين في مكافحة الإرهاب، في القوات المسلحة وجهاز الأمن الوطني التابع لوزارة الداخلية. كما التقى شخصيات من الجماعات الإسلامية الجهادية السابقة، ممن مارسوا الجهاد في أفغانستان ضد القوات السوفيتية، وخضعوا لمراجعات فكرية، ونبذوا الفكر الجهادي. واتفق الجانبان المصري والأميركي على التنسيق في ما بينهما بشأن الجماعات المسلحة، ولا سيما تنظيم الدولة وتنظيم القاعدة.

وذكرت المصادر أن إعلاميًا شهيرًا شغل منصبًا مهمًا في التلفزيون المصري، قبل وأثناء ثورة 25 يناير، رافق الوفد في لقاءاته من الجهاديين السابقين، وتولى عملية تنسيق المقابلات للأميركيين. وحصل الوفد على معلومات وصفتها المصادر بـ”الجيدة” عن قيادات تنظيم الدولة في العراق، لاسيما أبو بكر البغدادي ومساعديه.

 

التعليق:

قبل أقل من شهر حذر “محمد الإبياري” مستشار الرئيس الأمريكي للأمن الداخلي، في تغريدة له على موقع (التواصل الاجتماعي) “تويتر”، من قيام الخلافة الإسلامية، مؤكدًا أن الخيار الوحيد للولايات المتحدة هو احتواؤها لجعلها مثل الاتحاد الأوروبي، على حد قوله.

ويشغل “محمد الإبياري” بحسب موقع وزارة الأمن الداخلي، منصب مستشار المنظمات الفدرالية على مستوى الولايات الأمريكية في الأمن القومي الداخلي.

فهل الخشية من قيام “الخلافة” يعبر عنها عبر التغريدات فقط أم لدى الإدارة الأمريكية ما هو أكثر من ذلك؟

متابعة سريعة للتصريحات الأمريكية منذ عدة سنوات تشير إلى أن هاجس الخلافة يؤرق مضجعهم منذ زمن.

ما نعلمه أن ما حدث في العراق قبل إعلان البغدادي لدولته من الدفع باتجاه تقسيم العراق إلى كيانات ثلاثة هو عمل أمريكي بامتياز. فهل فوجئت أمريكا بإعلان دولة البغدادي حقا؟

هذا من جهة الوقائع على الأرض، على أن الخبر أعلاه لا يشير إلى تعاون استخباراتي لصيق بين مصر وأمريكا فقط، فهذا أمر قائم منذ ثورة الضباط الأحرار. ولكن كيف يتفق كون الزيارة ـ سرية ـ وفي الوقت نفسه يقوم “إعلامي بارز” في مصر بمرافقة الوفد إلى شخصيات إسلامية جهادية ـ سابقا ـ لأخذ رأيها والسماع منها؟

ثم كيف تقبل مثل تلك الشخصيات بلقاء وفد كهذا؟ أليس في هذا اتهامٌ لها؟

وما الذي تحتاجه أمريكا لسماعه من هؤلاء؟ هل تريد أن تطمئن فقط إلى أن “بيعة” للبغدادي لن تتم في مصر أم هناك ما هو أكثر من ذلك.

وقد ورد في الخبر أيضا: “وصف الشيخ نبيل نعيم، مؤسس تنظيم الجهاد السابق، “تنظيم الدولة” بأنه صناعة أميركية إسرائيلية، وقال لـ”إيلاف” إن هذا التنظيم صنع على أعين المخابرات الأميركية والموساد الإسرائيلي. وأوضح أن هذا التنظيم وغيره من الجماعات الإسلامية المسلحة التي تقاتل ضد الأنظمة العربية في سوريا أو العراق أو ليبيا أو مصر، لن توجّه أسلحتها باتجاه الجيوش الغربية أو الأميركية أو الإسرائيلية، لأنها مموّلة من حكومات تلك الدول، والهدف تفتيت وتقسيم دول المنطقة على أسس طائفية وعرقية لتظل تتناحر إلى ما لا نهاية، في إطار مخطط استراتيجي يعرف باسم “حرب المائة عام””.

فهل هذا فعلا ما أرادت أمريكا سماعه ممن التقتهم؟

والسؤال الأخير الذي يخطر في الذهن فيما إن كان الرفض الواسع لدولة البغدادي من قطاع عريض من المشايخ والعلماء ـ على اختلاف تياراتهم ـ قد صدم أمريكا وجعلها تراهن على اندثار دولة البغدادي سريعا؟

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس حسام الدين مصطفى