خبر وتعليق النظام السعودي أصم أبكم أعمى عما يجري في فلسطين
الخبر:
“المليك يتوجه بتقديم دعم عاجل قدره مائتا مليون ريال للهلال الأحمر الفلسطيني” (صحيفة المدينة 2014/07/14).
“مجلس الوزراء يستنكر التصعيد الإسرائيلي وسلسلة الغارات الوحشية” (جريدة الرياض 2014/07/15).
التعليق:
جاوزت الحملة الصهيونية المسعورة على أهل غزة المرابطين أسبوعا، سبقه فترة من الأعمال الإجرامية في باقي أرجاء فلسطين المباركة، وكما العادة لم نر أو نسمع موقفا مشرفا من نظام آل سعود تجاه المسلمين هناك، بل ذر للرماد في العيون بتنديد هنا أو تبرع مالي هناك وبعد سبعة أيام من القتل! وكأنه يقول للمحتل الصهيوني اقتل ودمر كيفما شئت ونحن نتكفل بشيء من العلاج أو الترميم بعد أن تشبع من الدماء!..
إننا لا نستهجن هذه المواقف الخائنة لله ولرسوله وللمؤمنين من عصابة آل سعود المتآمرة على المسلمين منذ نشأتها، بدءا من التآمر على الخلافة الإسلامية حتى هدمها، مرورا باحتلال فلسطين ثم مآسي العراق وأفغانستان ومصر وليبيا واليمن ومالي والشام…، وهم في كل مرة يتصرفون حسبما يمليه عليهم أسيادهم الإنجليز والأمريكان شبرا بشبر وذراعا بذراع، فهم ليسوا من هذه الأمة بل هم خدمُ أعدائها وحراسُ مصالحهم ومنفذو مخططاتهم، وصدق الحبيب المصطفى الذي لا ينطق عن الهوى حين قال: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» رواه البخاري، وقال: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يُسْلِمُهُ» متفق عليه، ونحن نرى بأم أعيننا كيف يخذل هذا النظام أهلنا المسلمين في فلسطين ويظلمهم ويُسلمهم لأعدائهم ويتآمر عليهم، ولا يوادهم ولا يتعاطف معهم أو يحرك ساكنا لأجلهم، ولا يتداعى لهم بسهر أو حمّى أو أدنى اهتمام … فهو ليس عضوا من جسد المؤمنين ولا أخا لهم بل هو ولي الكافرين المحاربين لله ورسوله ﴿وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ﴾ سورة المائدة…
ولكننا نستهجن ونستنكر ونرفض صمت علماء ودعاة ومشايخ هذه البلاد الذين ملأوا وسائل الإعلام و(التواصل الاجتماعي)، والذين يتفاخرون بكثرة أعداد معجبيهم ومتابعيهم يوما فيوم، فلم نجد منهم موقفا مشرفا يرضاه الله ورسوله كما كان عهدنا بعلماء الصحابة وتابعيهم وتابعي تابعيهم من علماء السلف الربانيين، فخطبة واحدة كخطب ابن تيمية أو العز بن عبد السلام لكفيلة أن تحرك أبناء البلاد كلهم نحو فلسطين لاجتثاث الصهاينة المحتلين، ودوس الأنظمة العميلة في طريقهم.. ولكنهم للأسف أقنعوا الأمة أن ليس بيدها إلا الدعاء الذي لم يتركه النظام السعودي دون تقييد أو حساب!!..
كما أننا نستهجن ونستنكر ونرفض صمت جيوش هذه البلاد الذين يستطيعون ببعض ما عندهم من الأسلحة التي تنفق عليها المليارات سنويا، أن يمسحوا كيان يهود عن وجه الخريطة، ولكنهم للأسف في سبات غافلون..
إننا نرسل هذه الصرخة من بلاد الحرمين المباركة لنُسمع من لم يسمع بعد من مشايخها وعلمائها وإعلامييها وعسكرييها.. أننا سنحاججكم أمام الله على هذه المواقف المشينة بتخذيلكم لهم عن نصرة إخوانهم وبصمتكم عن استنفارهم وقيادتهم لتحرير فلسطين وأهلها، وبتواطئكم مع هذا النظام العميل الخائن بسكوتكم عنه، وإننا والله لنذكّركم ونحاول إيقاظكم فقد آن لقلوبكم أن تخشع لذكر الله، ولعلمكم وقوتكم وأسلحتكم أن تتحرك في سبيل الله ولنصرة دين الله ولنجدة عباده المستضعفين، فهل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي تزعمون اتباع سنته، أو أحد من خلفائه أو تابعيهم أو من تبعهم من العلماء الحقيقيين ليصمت مثل صمتكم أو يكتفي بما اكتفيتم به؟، فالله الله في فلسطين وأهلها، الله الله في المسجد الأقصى المبارك وما حوله، والله الله في دماء المسلمين الأعظم عند الله من فلسطين ومن الأقصى ومن الكعبة، ﴿وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ﴾، ثم إننا بعد ذلك لن نسامحكم، بل سنشكوكم إلى الله الذي لا يخيب من شكا له ظلما، وأي ظلم أعظم من هذا، وحسبنا الله ونعم الوكيل..
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد بن إبراهيم – بلاد الحرمين الشريفين