Take a fresh look at your lifestyle.

وَا أَوْسَاْهُ وَا خَزْرَجَاْهُ نِداءٌ حَارٌ لِلشُرَفَاءِ من القَادَةِ وَالْضُبَاْطِ وَالجُنُوْدِ فِيْ جُيُوْشِنَا

نعلم أن فيكم الرجال والرجولة، وفيكم الأبطال وصانعي البطولة، نعلم أن فيكم النخوة والشهامة والمروءة. فأنتم من سلالة رجال علّموا الدنيا كيف تُصنع البطولة، بطولة الرجالِ على الرجالِ في ساحات الوغى، فلم يسجل عليكم التاريخُ انتهاكا لحُرمات الآمنين من النساء والأطفال والشيوخ، نعلم ذلك وأكثر يا أحفاد خالد وسعد وعمرو بن العاص وصلاح الدين، ونعلم أنه لا يرضيكم ما جرى ويجري لأمتكم في شتى بقاع بلادنا، ونعلم أن الدماءَ تغلي في عروقِكم، وأنكم في صراعٍ مع النفسِ وفي حِـيرة مع الذات، تنازِعُكم رجولتكم ومسؤولَيتكم فلا يستقر لكم بداخلكم حال، نعلم كم أنتم مُحرجون أمام أنفسكم وأمام مقاماتكم العسكريةِ ورُتبكم، تحُسّون بكل التقصير والهوان، ينظر أحدكم إلى نفسه في المرآة وهو بكامل قِيافَتِه العسكرية فيجدُ نفسَه جِنرالاً لا يليق به إلا أن يكون لساعات الشدة التي تمرُ بها أمتُه، ثم ينظر بِفكره إلى واقعه والواقع من حوله فيجدُ أنه إذا بقي على هذه الحال فلن يكون جنرالا إلا على نفسه، ويكون قد دخل الحياة وأنعمَ الله عليه بالفرصةِ الذهبيةِ لكي يضع بصمته في هذه الحياة الدنيا مُخَّلِدا ذكره للأبد كأسلافه العِظام، ولكنه ركن إلى الحياة خوفا من شيء أو طمعا في شيء من حُطام الدنيا، فيخرج من الحياة كأي إنسان عاديّ لا يذكره أحد ولا يعرفه، “قائد عسكري برتبة نكرة” حارب طوال حياته نوازع الخير تلك التي طالما تجاذبته ليكون علماً بارزاً يشار إليه بالبنان، لكنه رضي بأن يكون مع الخوالف.

واعلموا أيها الرجال أنه لا خيار لأمتكم المحتلة من الغرب الكافر المستعمر، إلا أن تتوجه بأنظارها إليكم يحدوها أملٌ كبير في أن تستيقظ فيكم تلك الرجولة والبطولة التي تعرفها فيكم فَتُمسِكوا بزمام الأمور وتَأخذوا على أيدي السفهاء من الخونة والعملاء الذين باعونا وباعوكم وباعوا ديننا وأرضنا ومقدراتنا، بل باعوا كل شيء بثمنٍ بخسٍ وما زالوا فينا من الزاهدين، نعم لا خيار لأمتكم إلا بكم ، فهذا قَدَرُ أمتكم وقَدَرُكم فلا تركنوا إلى الخوف من أي شيء إلا من الله، وأطلقوا نفوسكم وقلوبكم وعقولكم باتجاه بارئها ليحل الرجاء من الله والخوف منه محل أي خوف أو رجاء من سواه، فإن الرجاء عندما يكون من الله ولله فإنه يملأ النفس راحة وثقة وطمأنينة بأنك الأولى بنصر الله والأقوى في كل نِزال، فإن الذي خَلَّد ذكر خالد وسعد وعمرو بن العاص وصلاح الدين وغيرهم هو انتماؤهم لأمتهم وصدقُهم وإخلاصُهم لربهم، والرسالة التي حملوها للدنيا، رسالة الإسلام التي أنارت ظلمات الجهل وفَتَحَت النافذة الصحيحة أمام الانسانية، نافذةً أبصر الناس من خلالها حقيقةَ وجودهم في هذه الحياة الدنيا الفانية، فسمعوا منهم أن العبودية لا تكون إلا لله فلامس هذا الكلام عقولهم فآمنوا، وسمعوا منهم أن الله يأمر بالعدل والإحسان، فلامس هذا الكلام قلوبهم فاطمأنوا، وأن لا أحد أكرم عند الله من الآخر إلا بتقواه، فعرفوا أن هؤلاء ليسوا قادة عسكريين جاؤوا ليحتلوا بلادهم وينهبوا خيراتهم، بل هم رسل سلام ومحبة ليخرجوهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور السلطان إلى عدل الإسلام، فكم من البلاد فُتحت لهم دون ضربة سيف واحدة، نعم هذا شأن القادة العسكريين عندما يكونون أصحاب رسالة كرسالة محمد صلى الله عليه وسلم، فلم يسجل عليهم أعداؤهم عيباً أخلاقيا واحدا فعرفوهم مؤمنين أَنِسُوا بهم، يعطون للإنسان أيَّ إنسان مهما كانت ملته، يعطونه حقه الذي فرضه الله تعالى له كاملا ويحمونه ما دام تحت رعايتهم، ولم يُكْرِهُوا أحدا ليؤمن بما جاؤوا به، فدانت لهم الدنيا، يسبقهم إليها طِيْبُ السمعة والأخبار وحسن الإدارة والرعاية والجوار، وليس كما يفعل بالإنسانية رعاة الأبقار وإخوان القردة والخنازير؛ الذين ما دخلوا بلدا إلا وخلفوا وراءهم الدمار، وما زالوا للآن يفعلون بنا وبغيرنا الأفاعيل التي لا تمت للإنسانية بشيء، أيرضيكم أيها الأبطال أن تظلوا وأنتم أخيار من أخيارٍ تحت إمرةِ هؤلاء الأشرار وأذنابهم من حكامنا الذي خانوا أمانتهم فينا، فساقونا أمامهم إلى حظيرة المذلة والهوان والعار، أيرضيكم ذلك؟! أيرضيكم صمتهم عن تقطيع أوصال أطفالنا في غزة لمدة أسبوع وأكثر، ولم يُسمع لأحدهم صوت، وعندما سقطت صواريخ المقاومة على رؤوس الصهاينة في فلسطيننا المحتلة، هَبُّوا لنجدتها كالكلاب المسعورة، فتجمع وزراء الدول الكرتونية في قاهرة المُعِز، ليعززوا موقف شقيقتهم دولة يهود، فمن لغزة أيها الأبطال؟! أنتم لا تدرون كم نحن على يقين من أنكم أنتم لها، نعم أنتم لها في اللحظة التي تتصلون فيها مع ربكم ورسولكم ودينكم، فلن تجدَ غزة وأمتكم الإسلامية خيرا منكم أنتم، يا من ستكونون عما قريب بإذن الله حماة للإسلام وأهله وحراسا لعقيدته، فالله الله أيها الأبطال لنصر دين الله فتفوزوا فوزا عظيما في الدنيا والآخرة، فأنتم أَوْسُنَا وخَزْرَجِنا، أنتم أَمَلُنا وسلاحُنا بعد التوكل على الله، افعلوها كما فَعلها أنصار دين الله وأنصار رسوله، فَفُتِحت لهم جَنَّات المأوى قبل أن تُفتح على أيديهم أرض الله، افعلوها يرحمكم الله واحجروا على تلك الشرذمة التي ما جلبت لنا ولا علينا إلا العار والدمار، افعلوها فكبرياء أمتكم مجروح من هؤلاء السفهاء، وجسد أمتكم ينـزف، افعلوها يرحمكم الله، لله ومن أجل الله ولكم أجر الأوس والخزرج أنصارِ رسول الله وفوق ذلك جنات الله ورضوان منه. فإذا عزمتم فتوكلوا على الله.

فإليكم أيها الضابط والجنود الغيورون على دينهم وأمتهم، يا من تحبون أن تروا بلادكم عزيزة وأهلكم يعيشون بكرامة وأمتكم تتبوأ مكانتها الصحيحة بين الأمم، نوجه نداءنا الحار هذا نحن شباب حزب التحرير الذي تأسس منذ 1953 كحزب سياسي على أساس الإسلام، من أجل استئناف الحياة الإسلامية في واقع الأمة لنعيش عيشا إسلاميا وفق الأحكام الشرعية، عن طريق تنصيب خليفة يعاهدنا على أن يحكم بكتاب الله وسنة رسوله ونبايعه على السمع والطاعة.

إننا نتوجه مخلصين إلى كل أبناء قواتنا المسلحة المنتشرة على ربوع عالمنا الإسلامي في هذه الأيام المباركة قائلين لكل منهم: إلى العمل أيها الإخوة فمشروع الخلافة الإسلامية يدق الأبواب ويناديكم أن هلموا لبناء مجد أمتكم فتكونوا أسياد العالم من جديد وما يجري لأمتكم من حوادث هنا وهناك إلا إرهاصات لمرحلة المخاض الذي تعيشه الأمة فلا يفوتنك شرف المشاركة في العمل على تحقيقه، ليتحقق وعد نبينا فينا هذه الأيام «ثم تكون خلافة على منهاج النبوة» فالله الله نصرة لله ولدينه ولرسوله وأنتم أهل لها.

فحزب التحرير الذي سار على نهج المصطفى صلى الله عليه وسلم في دعوتكم للعودة للإسلام كنظام حياة، شارحاً طريقته التي يسير عليها المأخوذة من طريقة رسولنا الكريم، لتطلعوا عليها وتتبنوها وتنصروها، ليـَرجو من الله وحده أن يمنَّ علينا بالنصر من عنده، وأن يمن عليكم فتكونوا أهل نصرة تحمون هذا الدين ودعوته وتنصرونه إنه وحده القادر على ذلك، وإننا ومن شدة إيماننا بقرب نصر الله لدينه، فإننا لنجد رائحة فجر الخلافة الإسلامية تملأ آفاقنا الرمضانية فإياك أيها الضابط القائد أيها الجندي المرابط أيها الرجال الذين يخشاهم العالم وهم صامتون إياكم أن تفوتكم فرصة نصر دين الله ودعوته، قوموا وكبروا الله أكبر وحيَّ على الفلاح.

واستجيبوا لنداء حار أطلقناه أن وا أوساه وا خزرجاه يا أيها المخلصون في جيوش أمتنا.

﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾



كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو حذيفة – مصر

 

2014_07_17_WaAwsah_WaKhazrajah_AR.pdf