الجولة الإخبارية 2014-7-20
العناوين:
• الأميركيون ينظرون إلى اليهود والنصارى نظرةً أكثر مودّة منها إلى المسلمين
• النظام في مصر يفتح الحدود مع غزّة أمام مَن أثخنته الجراح مِن أهلها فقط
• كابوس أفغانستان المرعب ما زال يقضّ مضاجع الأميركيين وأشياعهم
التفاصيل:
الأميركيون ينظرون إلى اليهود والنصارى نظرةً أكثر مودّة منها إلى المسلمين:
خلص مسحٌ أجراه مركز Pew إلى نتيجة مفادها أن الأشخاص البالغين الأميركيين يتبنون النظرة الأشد مودّة تجاه الناس الذين يشاطرونهم دينهم، ومن يعرّفونهم على أنهم أفراد من عائلاتهم أو أصدقائهم أو زملائهم في العمل. فقد أعطى الأميركيون أعلى التصنيفات، على مقياسٍ مؤشَّر من صفر إلى مئة طرحه عليهم المسح، لليهود والكاثوليكيين والإنجيليين (البروتستانتيين). وكان عنوان هذا المسح الذي تم نشره يوم الأربعاء “شعور الأميركيين تجاه الجماعات الدينية”.
ولوحظ أن الأرقام التي حصلت عليها الشرائح السابقة كانت قريبة للغاية من بعضها. فقد نال اليهود 63، والكاثوليكيون 62، والبروتستانتيون 61 نقطة. وحلّ في وسط اللوحة البيانية البوذيون 53 نقطة، والهندوس 50، والمورمونيون 48. أما حينما نصل إلى الشطر السلبي، الذي تقشعرّ له الأبدان، من المقياس، فنجد أن الذين حلّوا فيه هم اللا دينيون 41، ثم المسلمون، الذين نالوا 40 نقطة! وبيّن غريغ سميث، المدير المشارك لشؤون البحوث الدينية في مركز بيو هذا، السبب وراء إجراء المسح قائلاً “إن فهم الكيفية التي تنظر بها الجماعات الدينية المختلفة إلى بعضها بعضاً في بلدٍ يلعب فيه الدين دوراً مهماً في الحياة العامة مسألةٌ ذات قيمة كبيرة.” [المصدر: صحيفة Salt Lake Tribune]
إننا إذا ما أخذنا وجبة رُهاب الإسلام اليومية التي لا تفتر وسائلُ الإعلام الأميركية عن تغذية عقول الناس بها في الاعتبار، فإن نتائج هذا المسح لا تكاد تثير لدينا شيئاً من دهشة أو استغراب. وما دامت أميركا مستمرة في حربها على الإسلام، فإن هذه النتائج ستبقى مرشَّحة للازدياد سوءا بالنسبة للمسلمين الذين يعيشون في الولايات المتحدة. ولذلك، بات من المتعين على المسلمين هناك المبادرة إلى الدخول مع المجتمع الأميركي الأوسع في الحوار والنقاش من أجل بيان عظمة الإسلام، عقيدةً وشريعة، ومحو أية التباسات أو تلبيسات في الأذهان بشأنه، وبشأن معتنقيه، قبل فوات الأوان.
—————
النظام في مصر يفتح الحدود مع غزّة أمام مَن أثخنته الجراح مِن أهلها فقط:
قالت مصر أنها فتحت المعبر الحدودي مع قطاع غزّة من أجل السماح لذوي الإصابات الأشد خطراً جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية بالوصول إلى مرافق الرعاية الصحية المصرية. وجاء هذا الإجراء عقب اتهامات وجهت إلى النظام المصري بأنه تخلّى عن دوره المعتاد كوسيط بين القيادتين الإسرائيلية والفلسطينية. وقد رافق فتح المعبر تصريحات عدة لمسؤولين مصريين شددوا فيها على الدور المصري النشط الرامي لوضع نهاية للنزاع الأحدث بشأن غزة، الذي يقول الفلسطينيون أنه أدى إلى مقتل ما يزيد على 70 مواطناً غزّيّاً. حيث صرّح الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية بدر عبد العاطي لصحيفة الغارديان قائلاً “إن لدينا اتصالات مكثفة ومستمرة مع كافة الأطراف ذات الصلة، سواء أكانت مباشرة أو على صعيد دولي. وهدفنا الرئيسي هو وقف الهجوم الإسرائيلي. كما أننا نجري اتصالات ونضغط بشدة من أجل تقديم كل المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة.” وقد جاءت تعليقات بدر عبد العاطي على إثر تصريحات صدرت عن مكتب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تفيد بأنه أجرى اتصالات مع شخصيات دولية كبيرة بهذا الشأن، كان من بينها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون. [المصدر: محطة BBC الإخبارية]
إنه لظُلمٌ ما بعده ظلم يجري تدبيره من قبل السيسي ونظامه في مصر. فبدلاً من أن يرسل الجيش المصري لتحرير غزة، بل وفلسطين كلها، من أيدي يهود الغاصبين، يقوم نظام السيسي باستقبال ذوي الإصابات الحرجة من أبناء غزة فقط، وإجراء الاتصالات التلفونية مع أصدقاء دولة يهود. فلير شعب مصر الآن هذا السيسي على حقيقته، جبّاراً متعنّتاً على شعبه وعلى المسلمين، خوّاراً ذليلاً لأوليائه وأصدقائه اليهود؟!
—————
كابوس أفغانستان المرعب ما زال يقضّ مضاجع الأميركيين وأشياعهم:
ها هي أفغانستان، وللمرة الثالثة خلال خمس سنوات، تقف وجهاً لوجه أمام أزمة انتخابية. لكن ما يختلف هذه المرة هو أنه، على عكس ما كان عليه الحال في انتخابات الرئاسة الأفغانية المزورة في 2009 وأختها الانتخابات البرلمانية التي قامت على الخداع في 2010، لم تعد الولايات المتحدة تحتفظ بما يزيد على 100 ألف جندي في أفغانستان. إن سياسة الولايات المتحدة القائمة على دعم نظامٍ سياسي مصطنع من خلال وجود أعداد هائلة من الجند وضخّ مبالغ نقدية ضخمة للحيلولة دون حدوث تصدُّع تام في بنية شعب يبلغ تعداده 30 مليوناً، لم تكن هذه السياسة يوماً طريقة عملٍ مستدامة في أفغانستان، ويبدو أن الانهيار الحتمي لهذه السياسة قصيرة النظر قد أصبح ماثلاً للعيان. فقد قامت مفوضية الانتخابات المستقلة في أفغانستان، وهي المفوضية التي لم يتوفر ولو دليل واحد على استقلاليتها أو موضوعيتها، قامت هذا الشهر، وبعد عدم تحقيق أيٍ من مرشحي الرئاسة أغلبية صريحة في انتخابات نيسان/أبريل العامة، بنشر النتائج الأولية لجولة انتخابات التصفية بين أكبر مرشَحيْن التي تمت في 14 حزيران/يونيو. حيث تبين منها أن أشرف غاني، الأكاديمي البشتوني، والموظف الكبير السابق في البنك الدولي الذي عاش خارج أفغانستان طول الفترة 1977- 2001، قد هزم عبد الله عبد الله البشتوني من أصل طاجيكي. لكن الأمر المحزن في هذا الشأن أن عملية الانتخابات العرجاء وغير الشرعية هي أقل القضايا إثارة للقلق لدى كثير من الأفغان. فالاقتصاد الأفغاني، بالرغم من حقنه بما يقرب من 100 مليار دولار كمساعدات خارجية منذ 2001، غير قادر على الوقوف على رجليه. وإننا إذا ما عدنا لاستعراض شريط الأخبار على مدى 13 عاماً الماضية، فإننا سنسمع الكثير من السياسيين الأميركيين يكيلون المدح للقادة الأفغان “العصريين” مشبِّهين لهم بالديمقراطيين الجيفرسونيين، وسنجد جنرالات يسبّحون بحمد المبادئ المضادة للتمرد التي ستؤدي إلى إلحاق الهزيمة النكراء بالعدو من خلال كسب قلوب وعقول شعبٍ محتل، وسنشعر بفخر لا يُدانى بسخاء مليارات الدولارات التي يخصصها الكونغرس لدينا لبرامج التعليم والبنية التحتية لدى أمة نائية عنا. لكن أياً من هذه الخيالات النبيلة لم يتحقق على أرض الواقع. وإنما تكشّفت هذه الأحلام عن كابوس مرعب جماعي ومتواصل لشعب أفغانستان. ولذلك، فإن الأزمة الحالية في أفغانستان، بالرغم من التكلفة الباهظة التي دُفعت لها من أرواحٍ وأطرافٍ كانت أكثر بكثير مما يمكن القبول به، وهي تكلفة من المتعذر استردادها بطبيعة الحال، ما هي إلا درسٌ مأساوي يبيّن الحدود الحقيقية للقوة الأميركية. [المصدر: صحيفة US News]
إن فشل أميركا الذريع في أفغانستان بات واضحاً وضوح الشمس في رابعة النهار، حتى أصبح أبناء شعبها أنفسهم يكتبون عن حدود القوة الأميركية. وبالرغم من ذلك، ما زال زعماء أفغانستان وباكستان يكابرون، كأنهم لم يروا تَهاوي أميركا، ويصرّون على الاستمرار في بذل قصارى جهدهم لدعم حُكم أميركا المتهالك في أفغانستان.