خبر وتعليق أردوغان والسيسي وجهان لعملة واحدة
الخبر:
حمل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بعنف على الجنرال عبد الفتاح السيسي الذي وصفه “بالطاغية”. قال أردوغان: “إن مصر متآمرة على حماس، وإن السيسي طاغية!”. وردًا على سؤال عن العملية البرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة قال أردوغان: “إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لا يختلف عن الآخرين، إنه هو نفسه طاغية”. واتهم الإدارة المصرية بالعمل “معا” إلى جانب إسرائيل ضد حماس المدعومة من الحكومة التركية. وعرضت مصر اتفاق تهدئة بين إسرائيل وحماس، لكن حركة حماس اعتبرت أنها لا تلبي مطالبها. وكان الجيش قد انقلب على الرئيس المنتخب محمد مرسي الذي ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين والمدعوم من الرئاسة في أنقرة. وقد حظرت جماعة الإخوان وحماس في مصر. وقال أردوغان إن “الإدارة في مصر ليست شرعية” متهما السلطات المصرية بأنها تريد استبعاد حماس من أي اتفاق سلام في غزة. وهاجم أردوغان إسرائيل من جديد واتهمها بارتكاب مجزرة. وقال: “إن إسرائيل دولة تهدد السلام في العالم والشرق”.
التعليق:
أردوغان الإسلامي المعتدل يتهم السيسي العلماني بالتآمر على غزة، وهما وجهان لعملة واحدة! إذ لا فرق بين حاكم عربي أو مسلم على وجه الكرة الأرضية، وحرارة دم كل واحد منهم على دماء المسلمين سواء أكانت في غزة أو في غيرها لا تكون إلا بمقدار عمالتهم لأسيادهم الكفار أو بمدى ما تخدم مصالحهم الآنية الأنانية لإنجاح العمليات الانتخابية، والبيع والشراء والعبث والضحك والتلاعب بمشاعر المسلمين!
وهنا يهاجم أردوغان يهود، وفي آن يعيد العلاقات الدبلوماسية معهم، حتى إذا سالت دماء أهل فلسطين المسلمين، هاجم يهود واستنكر وشجب كما الجامعة العربية (العبرية) فماذا قدمت يا أردوغان غير الكلام والطحن بلا رؤية طحين وأنت تملك سادس قوة في العالم؟ والمسلمون من إخواننا الأتراك، لا، بل العثمانيون كما يفضلون أن نناديهم ونخاطبهم يأكلون يهود أكلا بلا ملح وبلا تسمية على مذبوح منهم؛ أأنت من سلالة الخليفة عبد الحميد وسليمان القانوني وكل خلفاء بني عثمان… !؟
نعم نعترف بكارزميتك الخطابية وقوة بديهيتك في مخاطبة مشاعر وعواطف المسلمين في العالم أجمع، عندما تسأل عن غزة وعن العملية العسكرية البرية، تحول الأمر إلى هجوم على السيسي وتخوينه وتعامله مع يهود…!!
أهو سفيرك أم مندوبك لدى يهود ولم ينفذ ما طلبت منه …!! ولكن لعلمك بسخط الأمة على السيسي وأمثاله من حكام المسلمين أمثالك، فإنك تري السهام للمغضوب عليه حتى يسهل إلصاق الخيانة به، وتبعدها وتبعد التخاذل والخيانة عن نفسك …. أليس كلكم في الخيانة والتخاذل سواء …؟؟ لا بل إنك وادعاءك الالتزام الإسلامي ونجاحك بأصوات المسلمين العاطفية أشد إثما وخيانة للإسلام والمسلمين!! ودماء غزة الزكية الطاهرة التي سفكت وسالت وروت أرض فلسطين، أنت وحكام المسلمين جميعًا لستم منها بُرَءاء، بل أنتم شركاء يهود في سفكها!
إنك يا أردوغان تتهم السيسي بالطاغية؛ فالغريق لا يخشى من البلل كما يقولون … وكل منكما خريج المدرسة الأمريكية نفسها بامتياز: فأنت يا أردوغان خريج مدرسة الإسلام المعتدل بامتياز، وأنت أيها السيسي خريج المدرسة العسكرية الدينية الكهنوتية بامتياز… والأيام إن بقي لكما فيها نصيب ستكشف الصداقة البينية بينك يا أردوغان أنت والسيسي وستكشف علاقتكما مع إيران، فأنتما اللذان يمسكان لأمريكا الخط المقاوم والمدافع لعودة الإسلام الحق للحكم وتطبيق شرع الله تعالى، وكل أعمالكما تدلل عليكما، وهي أوضح من الشمس في رابعة النهار! ليت رأيي بك يا أردوغان يكون خاطئًا وخائبًا، وتكون كما تدعي تنصر غزة وأهلها، فتكون مثل سلفك من خلفاء بني عثمان فتجيِّش الجيوش وتحركها الوجهة الصحيحة وتعلن الجهاد لخلع يهود من جذورهم فتكون بحق كرزميًا للمسلمين، ومن أصحاب العقول النيرة والسياسة الحكيمة منهم، لا أن تعلي صوت الطحن ولا طحين، لتأكل بعواطف المسلمين خبزًا وأصواتا انتخابية، ستكشفك الأيام أنت وغيرك من الحكام …!! فحركة الأمة المباركة بربيعها الإسلامي ومطالبتها بعودة الخلافة الإسلامية الحقيقية وتطبيق شرع الله تعالى لن تدع زيفًا إلا وتكشفه بعون الله تعالى ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
وليد نايل حجازات /أبو محمد/ ولاية الأردن