مع الحديث الشريف باب في ليلة القدر
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في حاشية السندي، في شرح سنن ابن ماجة “بتصرف” باب “في ليلة القدر”
حدثنا أبو بكرِ بنُ أبي شَيْبَةَ حدثنا إسماعيلُ ابنُ عَلِيَّةَ عن هشامٍ الدُّسْتُوَائِيُّ عن يحيى بنِ أبي كَثيرٍ عن أبي سَلَمَةَ عن أبي سعيدٍ الْخُدْرِيِّ قال: “اعتكفنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العَشْرَ الأوسطَ من رمضانَ فقال: إني أُرِيْتُ ليلة القدر فَأُنْسِيْتُهَا فالتمسوها في العشرِ الأواخرِ في الوِتْرِ”.
قَوْلُهُ: (فَأُنْسِيتُهَا) عَلَى بِنَاءِ الْمَفْعُولِ.
لقد دَأَبَ المسلمون على إحياء ليلةِ القدْر، في السابع والعشرين من رمضان، وهذا خطأٌ شائعٌ بين أبناءِ الأمة، وفي الحديثِ الشريفِ ما يُشيرُ إلى ذلك الخطأ، فالرسول – صلى الله عليه وسلم – لم يَعُدْ يَعْلَمُ متى ليلةُ القدْر بعد أن أنساه اللهُ إياها. وأنّ هذا الأمرَ قد أراده الله، وقضاه لخير المسلمين، كما جاء في رواية عبادةَ بْنِ الصامتِ “فَرُفِعَتْ وعسى أن يكونَ خيراً لكم”، وما دامَ الخيرُ في رفع ليلة القدر وعدمِ تحديدِها، فلماذا يُجهِدُ المسلمون أنفسَهم في تحديدها؟ ولماذا يرفضونَ الخيرَ لأنفسِهم؟ لماذا لم يتوقفوا عند قولِ رسولِنا الكريمِ – صلواتُ اللهِ عليه وسلامُهُ – “إن الله لو شاء لأطلعكم عليها”، وهل بعد مشيئة الله سبحانه تبقى مشيئةٌ لأحدٍ من البشر؟ لذلك على جميعِ المسلمين، علماءَ وغيرِ علماء، أن يكتفوا بتحرِّيها والتماسِها في العشر الأواخر من رمضان، في الوتر منها.
أما ما نجدُه في بعضِ الكتب، من معاينةِ ليلةِ القدر والتحققِ منها، ورؤيةِ بابِ السماءِ يُفْتَحُ عِياناً، وخُروجِ أنوارٍ ساطعةٍ من السماءِ فيها تَغْمُرُ الكون، وغيرِ ذلك من الأمورِ والمشاهدِ الخارقة، فلم يثبتُ منه شيءٌ في الأحاديث، وهيَ إنْ كانت من الكراماتِ لأصحابها، لكنها خاصةٌ بهم، ولا اعتبار لها في التشريع وتحديدِ ليلة القدر.
أما ما وردَ عن أَمارتِها، فشمس ذلك النهار تشرق حمراء ضعيفة، كحالها عندما تتدلى للغروب، يسهل النظر إليها لأن أشعتها ضعيفة فلا تؤذي العيون، وهذا الضعف يعود لحالة الجو بسبب انتشار الرطوبة أو بعض السحب. ولكنَّ هذه الأَمارة توجدُ إن وجدتْ بعد انقضاء ليلة القدر، وليس قبلها أو أثناءَها، فإذا ما عاينتم أَمارتها – أيها المسلمون – فادعوا الله أن يخلصَكم من حكامكم – عصاباتِ الفترةِ الجبرية – الذين أضلوا الأمة، وأبعدوها عن دينها، ادعوا الله في الوتر من العشر الأواخر، أن يعجلَ لنا نصرَه، فجندُ الشامِ يَتُوْقُوْنَ للحكم بالإسلام، والقضاءِ على بشارٍ، طاغيةِ هذا الزمان، وأهلُ الشام لا تعلمون كيف يصومون؟ وكيف يفطرون؟ ينتظرون دعاءكم، فاللهم انصرْ أهلَنا هناك، انصرْ عبادَك في الشام، هيئْ لهم فرجاً عاجلاً قريباً في رمضان هذا، وقِرَّ أعينَهم وأعينَنا برؤية خليفة المسلمين، معتلياً صهوة دبابةٍ يخاطب الملايين بقوله: ها قد عدنا أيها الصليبيون، ها قد عدنا يا أوباما ويا كل قادة الكفر، عدنا من جديد لندير دِفَّةَ العالم من جديد، فهيئوا أنفسكم واستعدوا لما سترون بأعينكم، اللهم إنا نتوقُ لهذا اليوم، فاجعله قريبا. اللهم آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.