خبر وتعليق صندوق النقد الدولي دواء أم هو الداء؟
الخبر:
قال صندوق النقد الدولي أن الوضع الاقتصادي في تونس لا يزال هشا، لأن النمو ليس مرتفعا بالقدر الكافي لإحداث تغيير ملموس في مستوى البطالة ولا سيما بين الشباب. وذكر الصندوق أن التضخم في تونس ارتفع إلى 5.7٪ في نهاية الشهر الماضي، مدفوعا في المقام الأول بارتفاع أسعار الغذاء.
وأوضح البيان أن بعثة من الصندوق بإشراف أمين ماتي زارت تونس في الفترة من 10-24 حزيران/يونيو الماضي وعقدت مناقشات مع كبار المسؤولين في الأجهزة الحكومية وبنك تونس المركزي وممثلي القطاع المصرفي والقطاع الخاص والاتحادات المهنية وأعضاء البرلمان والمجتمع المدني.
التعليق:
لم يعد خافيا على كل ذي بصيرة وصاية صندوق النقد الدولي على بلاد المسلمين ومنها تونس، وبات واضحا مدى تأثير هذه المنظمة في الوضع الاقتصادي للبلد، فهي ترتع من هنا وهناك، وتقوم بالاتصال بالقطاعات المسيرة والفعالة في الاقتصاد وتتواصل مع الأوساط المؤثرة سياسيا وعلى مستوى التشريعات القانونية من أجل تحقيق غاياتها المرسومة وحرصها على تطبيق شروطها حتى تسدد أقساط القرض التي قررت تسليمه في السنة الفارطة.
نعم، إنّ نتيجة سياسة القروض التي انتهجتها الحكومات في تونس على التوالي جعل القرار السياسي والاقتصادي مرتهناً للدول الرأسمالية الاستعمارية ومؤسساتها مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وما هذه الزيارة المطولة ومراقبتها للوضع ومناقشتها له مع العديد من الأطراف إلا دليل على ذلك وما خفي كان أعظم…
هذا بالإضافة إلى أن الصندوق يعتمد على مقاييس رأسمالية في تقدير الوضع الاقتصادي ببحثه نسبة النمو وكأنّ المشكلة تكمن في الندرة النسبية، وبالطبع لن تكون معالجته المفروضة على البلاد إلا منبثقة من نفس النظام، معالجات تخدم رؤوس الأموال ولا تنظر للفقير وكيفية ضمان حاجاته الأساسية، معالجات من مثل رفع الدعم وخصخصة الشركات والتخفيض من قيمة العملة والرفع في نسبة الربا “الفائدة”…
إن اقتصادنا لم ولن يتعافى بالحرام، ولن ينهض بمخالفة شريعة الله الغراء وطريق الهدي المستقيم، قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً﴾ ومن يفعل ذلك فكأنما يتجرع الداء ليتداوى، ويترك البلاد فريسة لمزيد من النهب من قبل الدول الكبرى ومؤسساتها. وحتى تنهض البلاد اقتصادياً النهضة الصحيحة يجب تطبيق النظام الاقتصادي الإسلامي كاملاً في إطار تطبيق المنظومة الإسلامية الكاملة دون اجتزاء أجزاء منها، هذا ما فرضه علينا رب العالمين فاستجيبوا له.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسامة الماجري – تونس