Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق ضياع كل صوت نشاز وسط موقف الأمة الموحد بشأن غزة هل يوجد رابطة أقوى من الرابطة الإسلامية؟؟ (مترجم)


الخبر:

على هامش القلق الشديد الذي ينتاب المسلمين في إندونيسيا وفي كل العالم إزاء سفك دماء إخوانهم وأخواتهم في غزة، علا صوت نشاز في إندونيسيا في تغريدة على الوسم #prayforpapua والتي تنصّ على أنه “لا حاجة للعناية ببيت الجيران، دعونا نعتني بوطننا”، في إشارة إلى المشاكل التي يعانيها المسلمون في بابوا، التصريحات المستفزة من قبيل “أنت تدافع عن فلسطين، ولكن نسيت بوبوا” لا تزال تطرح على أنها شكل من أشكال التمييز بين غزة وبوبوا.


التعليق:

إن هذا النوع من المواقف ليس موقفا نبيلا ويدل في الوقت نفسه على أنه غير نابع من قلب مسلم. فإن المسلمين كالجسد الواحد، إذا أصاب أي جزء منه أذى، شعر بقية الأجزاء بنفس الألم. أما هذه الأصوات الاستفزازية المنفردة فلا أساس لها، لأن الحقيقة هي أن المسلمين كانوا دائما في طليعة المتحدثين عن بابوا، وحتى إن الدعوة إلى الإسلام تتنامى بسرعة هناك لتحصن الناس من الانفصال ولترفع سقف الوعي عندهم بمخاطر الاحتلال الأجنبي على أرض بابوا.

وقد أعطانا رسول الله صلى الله عليه وسلم إرثا قويا جدا وهو الأخوة الإسلامية، تلك الرابطة التي تجمع المسلمين والتي لا مثيل لها، رابطة أقوى من رابطة الوطن الواحد وحتى الدم والأسرة الواحدة، ولهذا السبب اعتبر كفار قريش دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم سحرا. وهذه الرابطة الإسلامية تجعل الروهينجا، الباتاني والسوريين يعبرون عن دعمهم الصادق للمسلمين في غزة في خضم آلامهم ومعاناتهم. وحتى المسلمون في غزة الذين يتعرضون للقصف بالصواريخ لا يزالون يظهرون تعاطفهم مع مأساة الطائرة الماليزية MH17 التي حلت أيضا ببعض المسلمين، ما شاء الله!

إن كل المآسي والمظالم التي تعانيها الأمة الإسلامية تعزز من الصحوة الإسلامية، وأينما تحدث تلك المآسي سواء في سوريا، غزة، أفريقيا الوسطى، ميانمار، شينجيانع أو بابوا، فإنها تهزّ صدر كل مسلم مؤمن. كما أن ما يحدث في الشرق يُقلق كل المسلمين في الغرب، وما يحدث في الغرب يحرّك المسلمين في الشرق. ما شاء الله، هذا الرابطة، رابطة الأخوة الإسلامية النبيلة جعلت المسلمين المشتتين أمة واحدة، بقلب رجل واحد وبصوت عالمي واحد.

دعونا ندعو الله عز وجلّ أن يحمي المسلمين من النزعة الانفصالية والطائفية والقومية التي أصبحت سلاحا قديما ساما بيد الغرب لتقسيم وحدة الأمة الإسلامية. بما في ذلك مسألة بابوا والحركة الانفصالية التي تستعملها قوى أجنبية منذ مدة طويلة للانفصال عن إندونيسيا.


﴿وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [الأنفال: 63]




كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فيكا قُمارة
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير