خبر وتعليق السيسي في الحكم… وقت مناسب لضرب غزة
الخبر:
ذكرت الجزيرة في 22 من الشهر الجاري خبرا بعنوان: إسرائيل تعترف بفقدان الجندي شاؤول آرون، جاء فيه:
أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الثلاثاء فقدان الجندي شاؤول آرون بقطاع غزة، وقال إنه يعتقد أنه قتل، وذلك عقب يومين من إعلان كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها أسرته أثناء الاشتباكات شرق حي التفاح.
التعليق:
نعم، لقد نجحت المقاومة – التي لا يمكن اعتبارها كدولة ولا بأي شكل – نجحت في أسر جندي صهيوني وقتل 25 من زملائه أيضا بمقدرات حزب مسلح محاصر ومضيق عليه من الأخ والعدو، والقتل تم في جيش لطالما روج له على أنه الجيش الذي لا يقهر والجيش المزود بأعلى أنواع التجهيز العسكري أمريكيّاً.
هذا هو الكيان الصهيوني وهذا هو جيشه العتيد، يحارب أكثر مدينة مكتظة بالسكان، غزة تلك المدينة المحاصرة منذ سنين والتي أصلا يجب أن تكون ميتة الآن لطول حصارها وقلة مواردها ومصادر عيشها، يحاصرها جيش الغزاة فيقتل المدنيين العزل ويهدم البيوت على رؤوس أصحابها وعلى الأطفال والنساء والشيوخ.
المئات من الشهداء وآلاف الجرحى، ولم يسلم شيء من حربهم ولا حتى الحجر والشجر والبهائم.
التوقيت للحرب رائع بالنسبة لليهود لعاملين اثنين: الأول أهل غزة صائمون، فهذا شهر رمضان والناس في حالة استرخاء عام. العامل الثاني هو أن اليهود دائما كانوا يعتمدون على النظام المصري في خنق غزة إذا ما أرادت يهود حربها. والحقيقة الماثلة للعيان أن نظاما كنظام السيسي يندر تكراره بالنسبة للكيان الصهوني. فالسيسي لم ولا يرحم شعبه في مصر فكيف بالناس في غزة. لا أحد يشك أصلا أن السيسي أكثر عداء لغزة من اليهود أنفسهم. إنه عميل أمريكا المتميز وأنه يعتبر غزة عبئا أخلاقيا عليه وأنه ويهود يتقاسمون النظرة نفسها في ضرورة تركيع غزة.
لذا نرى كيف أطلق السيسي كلابه في الإعلام أمثال توفيق عكاشة وغيره يبثون السموم في الشعب المصري في محاولة بائسة للإيقاع بين الشعبين المصري وأهل غزة. ولكنه حلم العاجز، فما شعب غزة إلا قطعة من شعب مصر، وما الشعوب العربية والإسلامية كلها إلا جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر. إن هذه السموم التي يحاول السيسي بثها بين أهلنا في غزة والشعب المصري ستذهب أدراج الرياح وهي شبيهة بتلك السموم التي كان يبثها منذ فترة ليست ببعيدة بين الشعب المصري والسوري في مصر. ولكن سمومه لم يكن لها أي مفعول ولم يؤثر في أخوة وتلاحم الشعبين تحت عقيدة الإسلام والقرآن.
يتوقع أن يطول الاعتداء الصهيوني على غزة وذلك بسبب موقف النظام المصري بقيادة السيسي، يراد لغزة أن تركع لطلبات النظام المصري. وربما يكون الهدف من حربهم هذه على غزة هو الضغط على حماس من أجل أن تتقدم بنفسها للتفاوض مع اليهود دون حاجة للسلطة.
نكرر أن غزة ليست بدولة وإنما هي مدينة أهلها أبطال مقاومون شديدو البأس والمراس. استطاعوا أن ينكلوا بيهود ويذيقوه الويلات بإمكانات ضئيلة مقارنة بإمكانيات الدول. إلا أن هذه الخسائر التي يوقعها أهلنا في غزة باليهود ما هي إلا خدوش في جسم دولة يهود. أما حل قضية غزة وفلسطين بأكملها فهو مرهون بالعواصم العربية الكبيرة المجاورة لفلسطين. إن قضية غزة وفلسطين كلها مرهون بالجيوش العربية المجاورة الرابضة في ثكناتها. تلك الجيوش التي أصبحت عبئا على الأمة، فقد أصبحت جيوش مستهلكة لا منتجة، جيوش محاصرة لشعوبها وليس حامية لهم. على هذه الجيوش أن تنفض الغبار، غبار الذل عن كاهلها وتنهض وتستجيب لأمر ربها. هكذا فقط تحرر غزة وفلسطين كلها وليس بالتفرج عليها ومعونتها بالمال. غزة ليست بحاجة للمال، غزة بحاجة لجيش يدافع عنها.
قال تعالى: ﴿انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا في سبيل الله﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. فرج ابو مالك