خبر وتعليق اقتحام المساجد وتدنيسها واعتقال المصلين هو سعي في خرابها وصد عن سبيل الله
الخبر:
ذكرت جريدة المصريون الاثنين، 21 تموز/يوليو 2014 أن قوات الجيش والشرطة قد داهمت مسجدا في حي الفواخرية بالعريش، وألقت القبض على العشرات من الأفراد كانوا داخل المسجد. وبحسب روايات أهلية فقد قامت القوات المعززة بتشكيلات تستقل عربات الهَمَرْ والمدرعات بالوصول إلى المسجد والقبض على العشرات واقتيادهم لمقر أمني، ولم يفسر شهود العيان أسباب القبض على الأشخاص.
التعليق:
عجيب أمركم يا جنود مصر الكنانة أيما عجب، بارعون في اقتحام كل المساجد إلا المسجد الأقصى، متنمرون مستأسدون على أبناء الأمة العزل، نعامة أمام عدوها، ولا غرابة فمن قتل المصلين يوم الحرس الجمهوري، ثم قتل إخوانهم في رابعة والنهضة وأحرق جثثهم وأحرق المسجد عليهم، يفعل أي شيء، ويستحل كل شيء، فها هم يقتحمون مسجد العريش ويعتقلون المصلين الساجدين الراكعين الذاكرين، وقبلها بأشهر قليلة أطلقوا النار على المصلين في مسجد هدى الإسلام في الإسكندرية أثناء صلاة الجمعة، الأمر الذي أخرج المصلين من المسجد قبل أداء الصلاة.
وهنا يحار العقل في وصف هؤلاء، في أي دين وأية عقيدة وأية شريعة أو قوانين يُمنع المصلي من صلاته، وتُقتحم دور العبادة وتُدنس، ثم يتقول علينا البعض بحرية العقيدة وحرية الرأي، متبجحين على الإسلام زاعمين أنه يكمم الأفواه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي جيش المسلمين: «أوصيكم بتقوى الله وبمن معكم من المسلمين خيراً، اغزوا باسم الله في سبيل الله من كفر بالله، لا تغدروا ولا تغلوا ولا تقتلوا وليداً ولا امرأة ولا كبيراً فانياً ولا منعزلاً بصومعة ولا تقربوا نخلاً ولا تقطعوا شجراً ولا تهدموا بناء».
والغريب أن يحدث هذا في بلد إسلامي فيه جامعة من أعرق الجامعات التي تدرس الإسلام، ويذكر التاريخ أنها كانت الدرع الحامي للأمة بعمومها أمام كل هجمة بربرية استهدفتها، وأن هذا الجيش الذي يقهر أهله الآن ويصدهم عن سبيل الله، قَوامه من أحفاد من خرجوا مع صلاح الدين محررين للأقصى، ومن خرجوا مع سيف الدين قطز وقاتلوا التتار ودحروهم وردوهم عن بلاد الإسلام، والأغرب أن نفقاتهم وسلاحهم الموجه لصدور إخوانهم في الكنانة، من مال مقتطع من أرزاقهم وأقواتهم وأقوات عيالهم، بحجة حفظ الأمن، بينما لا أمن بل ترويع للآمنين، ولا أدل على ذلك من هؤلاء الجنود الذين قتلوا قبل أيام تغمدهم الله برحمته.
إن الأمن لا يأتي بالقمع، وإنما يأتي به العدل، فالله لا يصلح عمل المفسدين، ولنا في عمر بن الخطاب خير مثال، فقد حكم فعدل فأمن فنام في ظل شجرة متوسداً ذراعه، فأين دعاة الأمن المختبئون عن أنصارهم قبل باقي رعاياهم!
يا أهل مصر الكنانة، يا أهل العزة والمنعة والنصرة، يا أحفاد صلاح الدين وقطز، إنكم قلب الأمة النابض، ومن في هذه الجيوش هم أبناؤكم وإخوانكم، عظوهم بالله. وذكروهم حرمة مساجد الله وحرمة دم المسلم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَعِرْضُهُ وَمَالُهُ»، وقال تعالى: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾، واعلموا أنه لا نجاة لكم ولهم إلا باحتضانكم فكرة تطبيق الإسلام كاملا شاملا في خلافة على منهاج النبوة، ينصرها أهل قوتكم من إخوانكم في جيش الكنانة، فتتبدل حياتكم، ويصلح حالكم، ويطيب عيشكم في الدنيا، ذلك وثواب الله أعلى وأعظم.
أما أنتم يا أبناء جيش الكنانة، يا أحفاد المجاهدين العظام، يا أهل القوة والمنعة، أليس فيكم رجل رشيد، أليس فيكم رجل ينتصر لحرمات الله التي تنتهك، ويغضب لله ورسوله، أليس فيكم رجال كأسعد بن زرارة وسعد بن عبادة وأسيد بن حضير، ينصرون الإسلام كنصرتهم، ويكونون أنصارا له ولدعوته اليوم كما كان هؤلاء بالأمس، فتقام على أكتافكم خلافة على منهاج النبوة، يعز بها الإسلام والمسلمون وتصان الحرمات والأعراض والدماء.
يا أبناء جيش مصر الكنانة، لا يسبقنكم أحد إلى نصرة الإسلام، فأنتم أولى به من غيركم، أولى ببراءة ذمتكم أمام الله، وأولى بنصرة الله ورسوله ونيل رضوانه، وحيازة ما في الأمر من أجر عظيم، فضعوا أيديكم في يد المخلصين وأعلنوها معهم خلافة على منهاج النبوة، تنالوا به عز الدارين وكرامة المنزلين.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مصطفى هاشم زايد
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر