خبر وتعليق حكام تركيا لا يستحون من خداع شعوبهم
الخبر:
أعرب رئيس الوزراء أردوغان في تصريحاته حول عدوان (إسرائيل) على غزة بأنه ينبغي على الأمم المتحدة اتخاذ إجراءات حقيقية على أرض الواقع بدل التمنيات. وحول قرار سحب السفير الإسرائيلي قال: “إن علاقاتنا ليست إلا على مستوى الأعمال فقط، ومن غير الممكن تحسن علاقاتنا مع إسرائيل ما دام الوضع هكذا”.
التعليق:
بعد العملية البرية التي شرع بها الكيان اليهودي على غزة بدأ رئيس الجمهورية غول ورئيس الوزراء ومسؤولو الدولة الآخرون بالتخفيف من هيجان الشعب بخطاباتهم المليئة بالحماسة العفنة، فهم يقومون بذلك دائما. فيرعدون على الدوام دون إمطار قطرة واحدة. وخصوصا أردوغان، فقد أعرب مرات عديدة عن عدم عودة العلاقات مع (إسرائيل) قطعا إلى سابق عهدها بعد أحداث مرمرة، ولكن هل الوضع كذلك فعلا؟
لفهم مستوى العلاقات بين أي دولتين يكفي النظر إلى علاقاتهما الاقتصادية. وبالنظر إلى ذلك نرى أن العلاقات بين تركيا و(إسرائيل) ليست في حرب بل بينهما صداقة وشراكة كبيرة…
كذلك فإن حجم التجارة بين البلدين عام 2002 وهو العام الذي وصل فيه حزب العدالة والتنمية إلى السلطة كان 1.2 مليار دولار، بينما زاد عام 2011 عن 4 مليارات دولار. هذا يعني أن تجارتنا الخارجية مع (إسرائيل) قد ارتفعت عام 2011 إلى 300%، يعني ثلاثة أضعاف السابق. وعلى الرغم من حصول عدة أحداث مثل أزمة دافوس ومجزرة مرمرة وبعض الجدالات الشفهية فإن ذلك لم يحُل دون ارتفاع حجم التجارة إلى ما يقارب 5 مليارات دولار. (4.858 مليار دولار).
إن استثمارات تركيا في (إسرائيل) في عام 2013 وصلت إلى 1.3 مليار دولار في 147 مشروعاً. أما استثمارت (إسرائيل) في تركيا فقد تعدت الـ 4 مليارات دولار. كذلك فالغريب أنه على الرغم من انتقادات تركيا اللاذعة لـ(إسرائيل) إلا أنها لن تلغي الاتفاقيات العسكرية بينهما.
أما أهم الادعاءات التي تسربت إلى الإعلام في هذه الأيام فتتمثل بأن (إسرائيل) تحضر الغاز عبر جيهان أولا ثم تسوقه إلى أوروبا عبر تركيا. وفقا للادعاء فإن (إسرائيل) ستجلب الغاز إلى تركيا عبر خط أنابيب يكلف 2.5 مليار دولار من زورلو القابضة… ولا ننسى أن زورلو القابضة هي التي تشغل محطة تحويل الغاز الطبيعي (دوراد) في (إسرائيل) يعني أنها شركة تركية بدأت بإنتاج الكهرباء للإسرائيليين.فهدف زورلو هو التمكن من بيع (إسرائيل) 3.3 كيلو واط من الكهرباء…
كما أن زورلو وهو رئيس مجلس إدارة “زورلو القابضة” صرح أنه لم يواجه أي عقبات في تعامله مع (إسرائيل) سواء خلال أحداث “دافوس” أو “مافي مرمرة”…لا من قبل تركيا ولا من قبل (إسرائيل).
فكما نرى على الرغم مما ادعاه رئيس الوزراء أردوغان إلا أن العلاقات التركية – (الإسرائيلية) نادرا ما تتدهور. ففي فترة حكم حزب العدالة والتنمية أصبحت العلاقات التركية – (الإسرائيلية) أفضل ما يكون. لذلك فكما في جميع النواحي فإن الحكام الأتراك في هذا الشأن أيضا لا يستحون من خداع شعوبهم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يلماز شيلك