الجولة الإخبارية 2014-7-29
العناوين:
• مسؤول أمريكي ينشر تقييما متشائما لمستقبل أمريكا في المنطقة
• أردوغان يقول إن السيسي طاغية حاليا
• النظام المصري يخوض الحرب إلى جانب كيان يهود
التفاصيل:
مسؤول أمريكي ينشر تقييما متشائما لمستقبل أمريكا في المنطقة:
نقلت رويترز تصريحات رئيس وكالة المخابرات في وزارة الدفاع الأمريكية الجنرال مايكل فلين المنتهية ولايته حيث أدلى بها في 2014/7/26 محذرا من تدمير حماس قائلا: “لو دمرت حماس واختفت فربما ينتهي الأمر بنا بشيء أسوأ بكثير. سينتهي الأمر بمواجهة المنطقة لشيء أسوأ بكثير”. وجاءت تصريحات مايكل رئيس وكالة المخابرات الأمريكية للدفاع حول “القتال في غزة خلال تقييم متشائم أوسع للاضطرابات في الشرق الأوسط بما في ذلك سوريا والعراق” قائلا: “هل سيكون هناك سلام في الشرق الأوسط؟ ليس في حياتي”. فهذا المسؤول الأمريكي الكبير يعكس تخوف أمريكا من القادم في المنطقة وتشاؤمها من المستقبل حيث سيتهدد نفوذها بسيطرة حركات إسلامية مبدئية على المنطقة لا تقبل بمشاريعها وحلولها ولا بالتسويات مع يهود ولا بالسلطة الفلسطينية وتلغي الحدود والناحية الوطنية. لأن المنطقة بدأت فعليا تتغير، بعدما بدأت الحيوية تدب فيها بنشوء أحزاب إسلامية سياسية مبدئية منذ 60 عاماً عندما انطلقت الدعوة لإقامة الخلافة وتوحيد الأمة كلها تحت ظلالها في دولة إسلامية واحدة إلى أن نضجت هذه الفكرة وصارت على كل لسان، وبدأت محاولات جادة لإقامتها، إلى جانب ذلك قام البعض بمحاولات غير ناضجة بشروط غير مكتملة لها وبدون مقومات للدولة، حيث قام في التسعينات من القرن الماضي أحد المشايخ وهو يرأس جماعة تركية بإعلان الخلافة في ألمانيا حتى يتمكن من الانتقال إلى تركيا، ومن ثم ورثها لابنه بعد وفاته حيث سلمت ألمانيا الابن الخليفة فرضيا إلى تركيا ليسجن هناك على خلفية بعض الجرائم التي ارتكبها ضد مخالفيه، وكذلك أعلنها شخص آخر في باكستان ونسب نفسه إلى قريش، وحينئذ وصلتنا أوراقٌ منه كان يرسلها إلى العديد من المسلمين يطلب فيها مبايعته، وذكر أن جيشه سيزحف من خورسان بالرايات السود حتى يصل الشام، وآخر أعلنها في منطقته على إحدى جبال أفغانستان، وآخر أعلنها هناك إمارة إسلامية. وما يجري الآن في المنطقة على العموم وفي بلاد الشام على الخصوص يقلق أمريكا بشكل جدي، حيث إن المسلمين بدأوا ينادون إلى الخلافة، فلجأت أمريكا ودول الغرب إلى تمييع موضوع الخلافة حيث سهلت للبعض لأن يسيطروا على مناطق في العراق حتى يعلنوا خلافة وغضت البصر عن الأفعال الشنيعة التي يرتكبونها حتى تشوه صورة الإسلام والخلافة فيتخلى المسلمون عن المطالبة بإقامتها حقيقيا.
————-
أردوغان يقول إن السيسي طاغية حاليا:
استدعت وزارة الخارجية المصرية في 2014/7/26 القائم بالأعمال التركي للمرة الثانية هذا الشهر احتجاجا على تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على إثر مقابلة أجرتها معه محطة (سي إن إن) في رده على سؤال للمحطة عما إذا ما زال متمسكا بتصريحه السابق بأن “السيسي طاغية غير شرعي”. فقال “إنه طاغية حاليا، لا تساورني أي شكوك في ذلك”. وقال “إن مصر في الوقت الحالي ليس لديها نهج صادق تجاه القضية الفلسطينية”. ومن جانب آخر أعلنت هيئة الطيران المدني التركي رفع حظر الطيران إلى مطار بن غوريون اليهودي في فلسطين المحتلة في ظل الاتفاق الحالي على وقف إطلاق النار في غزة لمدة 12 ساعة. فقد علق أردوغان كلامه عن الطاغية السيسي بأنه طاغية حاليا، ويعني هذا الكلام أن السيسي ربما يصبح في المستقبل غير طاغية، لأنه يشير إلى أن المسألة مؤقتة حتى تتم بعض التسويات، وبعد ذلك تعود المياه إلى مجاريها، ولأنه قال سابقا إنه طاغية غير شرعي والآن يقول إنه طاغية حاليا أي لوقت معلوم. هذا إذا ما علمنا أن أردوغان يتكلم كثيرا ولا يتبع كلامه بعمل، وقد فعل مثل ذلك مع أهل سوريا عندما قال لن نسمح بحماة ثانية، فنفذ النظام السوري الإجرامي في كل مدينة وقرية حماة ثانية وثالثة ورابعة وما زال متواصلا في جرائمه، ولم يفعل أردوغان شيئا. وكذلك فعل أردوغان مثل ذلك تجاه عدوان يهود على غزة عام 2009 وكذلك عام 2012، وكذلك في العدوان الأخير على غزة فتكلم كثيرا ولم يفعل شيئا لأهل غزة فلم يحرك الجيوش ولم يرسل قواته لمجابهة هذا العدوان. بل إنه استأنف حركة الطيران بين تركيا وكيان يهود التي توقفت لبضعة أيام بسبب سقوط الصواريخ على مطار اليهود، وليس احتجاجا على العدوان، فمن ناحية عملية لم يقم أردوغان بأي فعل يضيق على يهود فلم يقطع العلاقات معهم لا الدبلوماسية ولا التجارية ولم يعلن أية مقاطعة مع العدو ولم يفرض حصارا عليهم، بل لم يعلن في تركيا رسميا عن أن كيان يهود عدو، بل هو كيان معترف به رسميا. والجدير بالذكر أنه في عام 2010 عندما اعتدى يهود على سفينة مرمرة وقتلوا 9 أتراك تكلم أردوغان كثيرا ولم يفعل شيئا في الواقع، فلم ينتقم لهم من العدو ولم يعتبرهم شهداء رسميا، ولم يقطع علاقته مع هذا العدو، بل ازداد التبادل التجاري بين تركيا في السنوات الثلاث الأخيرة إلى حدود قياسية حسب الإحصائيات التركية الرسمية. فقد ذكرت وكالة الأناضول شبه الرسمية أن حجم التبادل التجاري بعد سنة من حادثة سفينة مرمرة قد ازداد بين تركيا وإسرائيل، حيث ازدادت صادرات تركيا إلى إسرائيل بمقدار 1,86 مليار دولار بنسبة 41% وازدادت الواردات من إسرائيل إلى تركيا بمقدار 1,6 مليار دولار بنسبة 25%. وفي عام 2013 قفزت إلى رقم قياسي حيث بلغت 4,8 مليار دولار. في الوقت الذي ظل أردوغان لمدة تزيد عن السنتين ينتظر اعتذارا مجرد اعتذار من كيان يهود على مقتل أبناء شعبه، حتى طلب أوباما من رئيس وزراء يهود نتنياهو أن يقدم اعتذارا بأية صيغة، فقام نتنياهو بالاتصال تلفونيا بأردوغان وقال إنه يعتذر إذا كان هناك خطأ قد حصل، وهو في الوقت نفسه لا يعتبر أن كيانه قد أخطأ بقتله للأتراك، مع العلم أن الاعتذار يجب أن يكون رسميا موثقا بأوراق رسمية. فأغلق أردوغان ملف الاعتذار ولكنه ما زال ينتظر تعويضات لهؤلاء القتلى حيث يساوم على سعرهم حتى يغلق ملف هذه القضية نهائيا.
————-
النظام المصري يخوض الحرب إلى جانب كيان يهود:
نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية (أ ش أ) في 2014/7/27 عن مصادر أمنية مصرية قولها أن الحملة الأمنية الموسعة جنوب الشيخ زويد ورفح أسفرت عن قتل 14 شخصا من أهل البلد الذين وصفتهم بالتكفيريين واعتقلت 47 من المطلوبين و5 مشتبه بهم. ودمرت 18 منزلا وصفتها بأنها بؤرٌ إرهابية بالإضافة إلى حجز 6 سيارات وتدمير 8 دراجات بخارية. وقد تمكنت من تدمير 13 نفقا بين مصر وقطاع غزة تمد أهلها بالمواد الضرورية. مع العلم أن النظام المصري يشارك في حصار غزة منذ عدة سنوات بجانب كيان يهود وقد دمر مئات الأنفاق على عهد مرسي ويواصل النظام حملته هذه للتضييق على أهل غزة حتى يستسلموا ويقبلوا بالصلح مع يهود والاعتراف لهم باغتصابهم للجزء الأكبر من فلسطين وقبول المشروع الأمريكي القاضي بحل الدولتين لتركيز كيان يهود على أغلب أراضي فلسطين. وفي الحملة الأخيرة التي شنها العدو على غزة وقف النظام المصري وأبواقه بجانب العدوان اليهودي. وفي المبادرة التي أطلقها النظام لوقف إطلاق النار وصف ما يقوم به أهل غزة بالعدوان على يهود، حيث ورد في المبادرة “تقوم كافة الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بإيقاف جميع الأعمال العدائية (Hostilities) من قطاع غزة تجاه إسرائيل جوا وبحرا وبرا وتحت الأرض مع التأكيد على إيقاف إطلاق الصواريخ بمختلف أنواعها والهجمات على الحدود أو استهداف المدنيين”. (أ ش أ 2014/7/14) فساوت مبادرة النظام المصري بين المعتدي على أهل غزة والمغتصب لفلسطين وعدو أهل مصر والمسلمين كافة وبين المعتدى عليهم والمهجرين من بيوتهم من أهل فلسطين في غزة. والنظام المصري يصف من يريد قتال يهود ودحرهم من فلسطين يصفهم بالتكفيريين والإرهابيين، فيقتل الأبرياء بلا رحمة ويدمر بيوتهم كما يفعل الكيان اليهودي. فيظهر أن النظام المصري بقيادة السيسي قد أصابه العمى من جراء عداوته للإخوان الذين قلبهم قبل عام ولكل من يعارض انقلابه وحرصه على إرضاء يهود وأمريكا، فلم يعد يرى الحقيقة فحمله ذلك على أن يحارب شعبه وأمته وينصر كيان يهود ويحافظ على هذا الكيان ويصف أبناء شعبه الذين يريدون قتال يهود بالتكفيريين وبالإرهابيين ويضربهم بلا هوادة. وهذا العمى الذي أصابه يمنعه من رؤية المستقبل الذي ينتظره من أن الشعب المصري لن يسكت على تصرفاته وسياساته التي تسير لصالح أعداء الشعب.