Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق ليفرح العالم بمسح غزة عن الوجود

 

الخبر:

تتواتر الأنباء من مختلف الوكالات ومن مراسلين عدة أن عدد القتلى من سكان غزة زاد عن الألف ومائة قتيل، ولكن وكالات الأنباء الغربية تصف الحدث: أن معظمهم من الأطفال والنساء، فيما تتردد أنباء متضاربة عن مصرع ما يقارب ستين يهوديا، تقول وكالات الأنباء الغربية: أن جلهم من العسكريين.

 

التعليق:

لا شك أن صياغة الخبر وانتقاء الألفاظ في إعداد التقريرالإخباري له الأثر الأكبر في توجيه السامع إعلاميا، وشد انتباهه. وعادة ما يعمد الإعلاميون الحاذقون إلى صياغة الخبر على وجه يجعل السامع يبني رأيه ويتخذ موقفه بناء على هذه الصياغة غير عابئ بما فيها مبالغة أو مغالطة، ولا مدركاً لما تحتويه من تلفيق وتشويه في الصورة لا يستوعبها إلا السياسي، ولا يميز غثها من سمينها إلا المتابع الحصيف.

عندما تطالعنا الأخبار الغربية بتقرير عن القصف في غزة، يتحدثون بكل بساط عن “تبادل القصف”، ويتحدثون عن “سقوط قتلى في الطرفين”، ويبرعون في التحليل والتبرير والتحريف حتى يظن السامع أن المعركة بين الاتحاد السوفييتي من طرف وأمريكا من طرف آخر، ويتم استعراض الصور حتى يتخيل المشاهد أن الحرب المستعرة تدمر المنشآت والبنى التحتية في الجبهتين على حد سواء، وخاصة عندما يعرض رشقات الصواريخ القسامية لا تكاد تصيب موقعا إلا أسرعت وكالات الأنباء بتصويره وتضخيم المشهد، بينما تقصف مدرسة في غزة، فيقدم للخبر بتصريح من السيد بان كي مون، معبرا عن أسفه أن يساء استخدام المدارس والمرافق المدنية لتخزين الأسلحة، وهو بذلك يبرر فظاعة الحدث أمام العالم دون أي دليل أو شهادة عيان. ويشهد على نفسه بذلك أنه متواطئ بصورة مقززة تبلغ في قذارتها تصريحات أوباما أو ميركل أو غيرهم من قادة الغرب المنحرفين والمتحيزين ليهود بكل وقاحة في عدوانهم على الأبرياء في غزة، حين يقرون دولة يهود قصفَها وتدميرها للأحياء الشعبية، والمدارس التي لجأ لها المشردون، ومحطة التوليد الوحيدة، وتهدم البيوت فوق ساكنيها وتقتلع الأشجار وتدمر المخيمات بحجة البحث عن “إرهابيين” ومخازن أسلحة، وأنفاق تهريب.

إن (إسرائيل) تستعطف الرأي العام العالمي ليسكت عن الوحشية، بعدما يصور مشهد ترويع المغتصبين بسبب صفارات الإنذار وهروبهم إلى ملاجئهم التي بنوها في أرض محتلة بعد أن أجلوا سكانها عنها. ولو أننا قبلنا جدلا أن الإعلام يبهر العامة ويضللهم، فهل يعقل أنه يضلل الساسة والقادة أيضا؟

لو دققنا في صياغة الخبر الوارد أعلاه لوجدنا أن المشهد مقلوب في ظاهره، إلا أنه يوهم السامع أن قتل المدنيين ليس هدفا، وإنما هم ضحايا، ولا مناص من وقوع هذه الضحايا، والسبب في وقوعهم هو وجودهم بين الإرهابيين، ويسوغون بذلك قتل الأطفال والنساء بحجة الدفاع عن النفس! والعالم كله يشهد على قتل الأطفال وتشريد النساء والشيوخ في بلد يبلغ عدد سكانه مليون وثمانمائة ألف لا يزيد عدد الذين يمكن تسميتهم مقاتلين على عشرة آلاف، بينما تولول دولة يهود التي يجند فيها كل رجل وأمرأة يبلغ الثامنة عشرة من عمره، يستصرخون من مقتل مدني واحد أصيب بسكتة قلبية من شدة خوفه، أو آخر من طائشة عابرة، فيحسبون مع العسكريين ليصبح أن جُلَّ القتلى عسكريين وليس كلهم. بينما يقال أن معظم القتلى من المسلمين، مدنيون، أطفالٌ ونساءٌ وليس كلهم.

أيها المسلمون:

صدق الله العظيم إذ قال ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾، وصدق فيهم القول المأثور [الكفر كله ملة واحدة].

آن لكم أن تدركوا هذا المعنى الواقع حق الإدراك، فعداء الكفار لكم لا ينفك يتكشف لكم في كل واقعة وحادثة، حتى لكأني بمن يظن فيهم خيرا أو نفعا، كأني أراه منهم أو على طرف غير ذلك الذي عليه المسلمون. فليس في الأمم المتحدة نفع، ولا في الهيئات الدولية ملجأ ولا في المحافل الدولية منقذ، وليس في حكام العرب والمسلمين خير يرتجى حتى تتخذوا منهم وسطاء أو عونا لردع هذا العدوان الغاشم، فكل هؤلاء ينتظرون أن يخلص يهود عليكم، بل يصفقون لدولة يهود، وهي تبيدكم، وتدمر بيوتكم وتحرق مخيماتكم، وتفني أحياءكم. والعالم المتحضر شريك في ذلك كله، بسكوته وتشجيعه للغاصبين، وتأييده للقتلة والسفاحين.

ليس لكم إلا الله، وليس لكم إلا أن تتمسكوا بنهجه، صابرين على الأذى مستنصرين بقوته، متيقنين أنه سيسخر لكم جنودا اتخذوا هذا الدين مبدأ ووجهة نظر، لا يخافون في الله لومة لائم، سائرون في درب الحق لإعزاز الدين بدولة راشدة على منهاج النبوة، دولة تعد العدة، وتسير الجيوش لسحق دولة يهود، واستئصالِ شأفتها، وتشريدِ أمريكا والغرب بها، ممتثلين لأمر الله عز وجل في قوله ﴿فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾.

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سيف الحق – أبو فراس