خبر وتعليق أمريكا اللاتينية تضرب المثل للدول العربية
الخبر:
بوليفيا هي أحدث بلدان أمريكا اللاتينية التي أعلنت أن (إسرائيل) “دولة إرهابية حيث تخلت عن اتفاق يقضي بالإعفاء من تأشيرة الدخول إلى البلاد احتجاجا على الجريمة العسكرية الإسرائيلية المستمرة في غزة والتي راح ضحيتها حتى الآن أكثر من 1300 وخلفت أكثر من 7000 جريح. فقد صرح رئيس البلاد ‘إيفو موراليس’: “أن إلغاء اتفاق عام 1972 الذي يسمح للإسرائيليين بالسفر بحرية إلى بوليفيا، يعني بعبارة أخرى نحن نعلن أن (إسرائيل) دولة إرهابية”. ثم أوضح أن عملية “الجرف الصامد” تبين بوضوح أن “إسرائيل ليست الضامن لمبدأ احترام الحياة ولا المبادئ الأولية للحقوق التي ترعى التعايش السلمي والمتناغم في مجتمعنا الدولي”. وفي وقت سابق من تموز/يوليو، قدم موراليس طلبا للمفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة لمقاضاة إسرائيل بتهمة ارتكاب “جرائم ضد الإنسانية”.
وقد استدعت هذا الأسبوع بلدان أخرى من أمريكا اللاتينية بما في ذلك البرازيل، تشيلي، الإكوادور، بيرو والسلفادور سفراءها في إسرائيل للتشاور بشأن العنف المتزايد في قطاع غزة ضد المدنيين. ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ‘إيغال بالمور’ قرار بلدان أمريكا اللاتينية استدعاء سفرائها في إسرائيل بأنه “خيبة أمل عميقة”، وقال إن هذه الخطوة تشجع حماس “هذا القرار يشجع حماس التي تم الاعتراف بها كمنظمة إرهابية من قبل العديد من البلدان. ويجب على البلدان التي تقف ضد الإرهاب أن تتصرف بمسؤولية، ولا ينبغي مكافأة الإرهابيين. وحينما تكون حماس مسؤولة عن تعطيل وقف إطلاق النار، كان من المتوقع من السلفادور وبيرو وتشيلي أن تدعم الموقف الدولي من أجل السلام ونزع السلاح من غزة” كما جاء في تصريحه. وفي وقت سابق انتقدت (إسرائيل) البرازيل بسبب قرارها استدعاء سفيرها احتجاجا على الهجوم العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة (المصدر: روسيا اليوم، وميدل ايست مونيتور)
التعليق:
إن كيان يهود هو دولة مارقة، إرهابية، دون أخلاق أو إنسانية، وهي مسؤولة عن إبادة جماعية للفلسطينيين العزل، والذين لا قدرة لهم على مغادرة غزة ولا حتى العثور على مأوى أو حماية من القصف المستمر. فالمستشفيات، والعيادات، والمدارس والأسواق دُمرت بلا رحمة في محاولة من قبل الوحوش الصهاينة لتدمير المجتمع بأكمله. على الرغم من أن مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قد أطلق تحقيقا يوم الأربعاء في جرائم الحرب الإسرائيلية إلا أن 29 صوتا فقط من بين 46 صوتوا لصالح المسودة الفلسطينية، أما الولايات المتحدة الداعم والحامي الأول لـ(إسرائيل)، فقد صوتت ضد أي استفسار والدول الأوروبية حلفاء (إسرائيل) قد امتنعوا عن التصويت.
إن حقيقة أن دول أمريكا اللاتينية قد رفعوا أصواتهم وسحبوا سفراءهم قد لا تكون مهمة في إيجاد حلّ فعلي، ولكنها تثبت أنه يمكن لأية دولة أن تقود الدعوة إلى تشكيل حوار عالمي بكل جرأة إذا كانت تمتلك الإرادة السياسية. أما مصر، أقرب بلد مسلم إلى غزة، فقد أبقت معبر رفح مغلقا والتزمت الصمت تجاه المجازر المستمرة، مبررة الرأي القائل بأن حماس هي هدف شرعي باعتبارها امتدادا لجماعة الإخوان المسلمين، الإرهابيين وفق السيسي عميل أمريكا. وبالمثل يمكن توقع الموقف السعودي الداعم للاجتياح، لذلك من غير المتوقع تحدثها علنا ضد هذه الجرائم. من بين كل البلدان المسلمة لم تتكلم سوى تركيا ضد (إسرائيل)، ولكن كلمات إردوغان الجوفاء لم تصل إلى أي شيء على الساحة الدولية، ولا يمكنها القيام بأي شيء للتخفيف من معاناة الأمة في فلسطين وسوريا المجاورة لها.
إن الحل الوحيد لوقف هذه الإبادة الجماعية التي يتعرض لها إخواننا في غزة هم المخلصون من ضباط جيوش المسلمين سواء أكانوا في باكستان، أم السعودية، أم مصر أم في تركيا، فلكل منهم ترسانة مهيبة من الأسلحة والتي تبلغ مجتمعة وبسهولة أكثر من مليون كقوة قتالية قوية لأداء فرضهم تجاه أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وشحذ هممهم لإعادة شرف المسلمين وإزالة الكيان الصهيوني ووضع حدّ لهذه المعاناة.
إذا كانت دول أمريكا اللاتينية قد وقفت ضد (إسرائيل) بمواقفهم الفكرية فقط، فإنه من المؤكد أن أفكار ومفاهيم القرآن الكريم العظيمة عندما توضع موضع التطبيق فإنها ستحقق الثورة الإسلامية الحقيقية وتحقق نصر الله كما وعد سبحانه ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ﴾ [غافر: 51]… ويقول تعالى: ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِين﴾ [الروم : 47]
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم محمد