Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق اعتقال الحاج حسام الصبّاغ حلقة في سلسلة تصفية خصوم حلف الأقليات الحاكم في لبنان والمنطقة


الخبر:

نشرت جريدة الديار الموالية لفريق 8 آذار الذي يتزعّمه حزب إيران اللبناني الخميس (31-7) خبرًا عن مضمون اللقاء الذي جمع الزعيم الدرزي وليد جنبلاط بزعيم حزب إيران حسن نصر الله. وممّا أشار إليه المقال نقلًا عن مصادر معنية: (أنّه تمّ التداول في موضوع توقيف الشيخ حسام الصباغ، خصوصًا أنّ بعض الأصوات أطلقت أخيرًا صفة المجاهد على الشيخ وتبيّن فيما بعد أنّه عنصر مهمّ في “القاعدة”، الأمر الذي أثار هواجس البيك)، والمقصود بالبيك جنبلاط. وقبل أسبوع (25-7) نشر موقع قناة “LBC” أنّ مصادر قضائية أفادته أنّ حسام الصبّاغ له “ارتباط بتنظيم القاعدة من خلال التنظيم الذي أسّسه وهو على اتّصال بعدد من مسؤولي القاعدة في العالم العربي”.

وكانت أجهزة السلطة اللبنانية اعتقلت الحاج حسام الصبّاغ ليلة العشرين من تمّوز الفائت في الأيّام الأواخر من شهر رمضان المبارك بذريعة وجود مذكّرة توقيف بحقّه منذ سبع سنوات! وأضيف إلى هذه الذريعة اتّهامه بأنّه من قادة المحاور المسؤولين عن جولات الاشتباكات التي كانت تحصل بين منطقة بعل محسن والأحياء المجاورة. علمًا أنّ الرجل كان من الرافضين بتاتًا لهذه الاشتباكات العبثية التي كانت في حقيقتها من صنع أجهزة الفريقين المتنازعين التابعين لكلّ من حزب إيران وتيار المستقبل فضلًا عن أصابع العصابة الحاكمة في دمشق وأطراف أخرى. وقبل أن يُعتقل الصبّاغ كان قادة الأجهزة (الأمنية) على اختلاف انتماءاتهم يصفونه بصِمام الأمان في طرابلس إذ يحظى باحترام واسع في صفوف الشباب الملتزم في طرابلس والشمال عمومًا.

 

التعليق:

إنّ أهم ما يفيده الخبر الأول – وهو مباركة نصر الله وجنبلاط توقيف الحاج الصبّاغ – أنّ هذا التوقيف وكثيرًا من التوقيفات والاستجوابات والمحاكمات في هذا البلد التعيس ليست إجراءات قضائية ولا قانونية، وإنّما هي توقيفات سياسية يقرّرها حكام لبنان الفعليون، إمّا بالتفاهم وإمّا بالتواطؤ وإما بالتفرّد، وخاصة بعد حكومة الشراكة الإيرانية – السعودية التي رعتها أميركا. ولا يخفى أنّ الكلمة العليا في هذه الأجهزة هي لحزب إيران الذي كان الرابح الأكبر بتشكيل هذه الحكومة التي أنشئت لتغطية الحملة (الأمنية) على أنصار الثورة في لبنان وعلى كلّ من لا يذعن بالخضوع لحلف الأقليات الحاكم.

أما ما يفيده الخبران الأوّل والثاني الذي يربط الصبّاغ بتنظيم القاعدة وفق مصدر أمني، فهو رسالة تفيد أنّ أيّ كلام بإخلاء سبيله لا حظّ له ولا فعالية، لأنّ مجرّد اتّهام شخص بالارتباط بالقاعدة حقًّا أم زورًا هو إسقاط لأيّ حقّ قانوني له أو شفاعة سياسية أو غيرها. وهذا بالاتّفاق بين الفريقين المتنازعين على السواء. وقد سبق لسعد الحريري أن صرّح برفع الغطاء عن كلّ متّهم بالانتماء إلى القاعدة. علمًا بأنّ الأجهزة التي يهيمن عليها حزب إيران كفيلة بأن تُصدر التهمة التي تريد للتحفّظ على أيّ معتقل تستنسب حجزه، بمحاكمة أو بدون محاكمة، بتهمة حقيقية أو زائفة، بجرم تافه كحمل مسدّس أو بندقية أو حتّى بلا أيّ جرم يذكر، بل بتهمة إطلاق صاروخ بدائي على اليهود المحتلّين في فلسطين. بل يكفي وبكلّ وقاحة أن يُتّهم شخص بتأمين الطعام للثوّار في سوريا كي يُعتقل ويُعذَّب ويُحال إلى المحكمة العسكرية. أمّا مرتزقة حزب إيران فلهم الحقّ بأن يذهبوا برعاية أجهزة السلطة إلى سوريا لقتل أهلها، وأن يستعرضوا سلاحهم وصواريخهم في الشوارع والطرقات والأزقّة دونما حسيب أو رقيب، بل أكثر من ذلك كلّه: لهم الحقّ في أن يشاركوا القوى الرسمية بالقتال جنبًا إلى جنب كما حصل في عبرا!

والخلاصة أنّ لبنان يحكمه حلف الأقليات اللبناني التابع لحلف الأقليات الإقليمي بقيادة حكام إيران، يشاركه أتباع النظام السعودي الذين يمثّلون بدورهم الأقلية العلمانية الحاكمة في العالم الإسلامي. فما الذي جمع الأميركيين والأوروبيين الرأسماليين المتنافسين وحكام إيران العنصريين وزنادقة سوريا المجرمين وبعض زعماء الطوائف والنخب العلمانية الحاكمة في المنطقة على اختلافهم وتناقضهم ليشكِّلوا حلفًا واحدًا في مواجهة حراك الأمة؟!!! إنّه الخوف من المشروع السياسي الإسلامي الحقيقي الذي إن ارتكز في قُطرٍ ما وانتصب واقفًا على قدميه فإنّه سوف يقضي على مصالحهم الفئوية وينسف كياناتهم العنصرية البغيضة التي أشقت الناس وجعلتهم عبيدًا عند السيد الغربي ووكلائه الإقليميين والمحليين.

فاعلموا يا أتباع محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّ الحملة عليكم ليست من أجل مناصب محلية أو مكاسب ضيّقة، ولا على محاصصة طائفية، ولا على كراسيّ وزّعها اتفاق الطائف بين قبائل لبنان، بل هي حرب على إسلامكم ومشروعه السياسي وحضارتكم الماثلة في الأفق بعد تغييبها قرنًا من الزمان. إنّها حرب على مشروع “الخلافة” التي عمدوا إلى تشويه صورتها بأخبث الوسائل وأمكرها. ﴿وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَال﴾. فشمِّروا عن سواعدكم وأعدّوا للصراع عدّته التي يستحقها من حيث هو صراع حضاري عظيم، لا من حيث هو نزاع على لُعاعة من المناصب والمحاصصات الدنيئة السخيفة. فخصومكم يحاربونكم بوصفكم أمّة عظيمة مَهيبة، لا بوصفكم طائفة لبنانية أو غير لبنانية.

وصدق الله العظيم القائل في كتابه العزيز:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ * هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾.




كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد القصص
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير / ولاية لبنان