خبر وتعليق مفتي السعودية يصف مظاهرات نصرة غزة بالغوغائية التي لا خير فيها
الخبر:
قال مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء عبد العزيز آل الشيخ إن المظاهرات التي انطلقت في العديد من الدول العربية والإسلامية لنصرة أهل غزة في ما عرف “بيوم الغضب “مجرد أعمال غوغائية لا خير فيها، ولا رجاء منها. وأضاف آل الشيخ في تصريحات نشرتها له صحيفة “عكاظ” أن الغوغائية لا تنفع بشيء، إنما هي ترّهات، مشيراً إلى أن بذل المال والمساعدات هي التي تنفع، في إشارة منه إلى المساعدات التي أمر العاهل السعودي بتقديمها لأهل غزة.
التعليق:
إن العلماء هم ورثة الأنبياء في تبليغ الدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكن علماء المسلمين اليوم – إلا من رحم ربي – بدل أن يضطلعوا بهذه المسؤولية الكبيرة ويؤدوا الأمانة العظيمة الملقاة على عاتقهم تجاه دينهم وأمتهم، بدلاً من ذلك فإنهم يسيرون في فلك الحكام الظلمة ويفتون لهم بما يحقق مصالحهم ومصالح أسيادهم، وفوق ذلك يضللون الناس بأن هؤلاء الحكام ولاة أمور تجب طاعتهم ولا يجوز الخروج عليهم، فغطى الحكام أفعالهم الإجرامية تجاه شعوبهم بغطاء من فتاوى هؤلاء المشايخ.
لقد كان حرياً بك أيها الشيخ أن تدعوَ إلى الجهاد وتحرير فلسطين، وأن توجه نداء إلى جيوش المسلمين ليتحركوا لنصرة إخوانهم المظلومين والمقهورين في غزة وفي جميع بلاد المسلمين، بدل أن تدعو إلى جمع الأموال والمساعدات، فأهل غزة يحتاجون إلى من يوقف جرائم يهود بحقهم، وليس إلى أموال ومساعدات غالباً لا تصل.
وقد كان حرياً بك أيضاً أيها الشيخ أن تنتقد موقف ملك السعودية المتآمر والمتخاذل (كباقي حكام العرب والمسلمين)، الذي خرج علينا في ظل المجازر التي ترتكب بحق أهلنا في غزة ليتحدث عن (الإرهاب) وينتقد صمت العلماء وكسلهم في التصدي (للإرهاب)، فلم تهمه دماء المسلمين التي تسيل في غزة وفي بورما وفي أفريقيا الوسطى… بل ما يهمه فقط حماية عرشه، بدل أن تنتقد تضامن المسلمين مع إخوانهم في غزة وتصفه بالغوغائية والترهات التي لا خير فيها.
فماذا ستقول يا شيخ عبد العزيز، وماذا ستقولون يا علماء الحرمين لرب العزة حين يسألكم عن الأمانة التي حُمِّلْتُمُوها ثم لم تؤدوها بحقها، فأين أنتم من المواقف المشرفة التي وقفها علماء المسلمين الأفذاذ كالعز بن عبد السلام؟! إلى متى ستسكتون على هذا النظام المجرم الذي يدعي تطبيق الإسلام والإسلام منه براء؟!
إننا نناديكم أيها العلماء لتضطلعوا بواجبكم الذي أناطه الله بكم في تبليغ الدين، فلا تخافوا في الله لومة لائم، واعملوا مع أمتكم من أجل التخلص من الطواغيت وإقامة حكم الله في الأرض بإقامة الخلافة.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم براءة