Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق شهادة المفتش العام الأمريكي المكلف بإعادة إعمار أفغانستان ضد الإنفاق الزائد للغزاة! (مترجم)

 

الخبر:

أظهر تقرير نشره المفتش العام الأمريكي المكلف بإعادة إعمار أفغانستان مؤخرا بأن الولايات المتحدة أنفقت في جهود إعادة الإعمار في أفغانستان أكثر مما أُنفق على خطة مارشال، التي أعادت الحياة إلى أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.

ووفقا للمفتش العام الأمريكي المكلف بإعادة إعمار أفغانستان فإن اعتمادات الكونغرس لإعادة الإعمار في أفغانستان وصلت إلى 104 مليار دولار بحسب سعر الصرف الحالي للدولار، بالمقابل فإن خطة مارشال أنفقت 103 مليار دولار بحسب السعر الحالي للدولار لـ16 بلدا أوروبيا بين عامي 1948 و1952. إلا أن وزارة الاقتصاد الأفغانية نفت المبالغ المذكورة في التقرير وقالت بأن ما أعطي لأفغانستان هو فقط 73 ملياراً، 18٪ منها فقط تم إنفاقه على أيدي الحكومة الأفغانية.

التعليق:

على الرغم من أن الصليبيين أنفقوا 62 مليار دولار لتعزيز الديمقراطية فقط في أفغانستان باستخدام طائرات بي-52 والمروحيات والدبابات وتجهيز الوكالات الأمنية الأفغانية، إلا أنهم لم يتمكنوا لغاية الآن من التأثير على مجرمي الشوارع ناهيك عن التعامل مع “الإرهابيين”. وعلى الرغم من حصول تلك الوكالات الأمنية والعسكريين على التدريب وتزويدهم بجميع أنواع المعدات، إلا أنهم لا زالوا لا يثقون بالديمقراطية وقيمها. ورغم كل هذه الأموال والجهود، فإن أفغانستان صنفت، للمرة الأولى في التاريخ، الأولى من بين الدول الأكثر فسادا في العالم.

لقد فشلت الحكومة الأفغانية حتى الآن، في تقديم أي مشروع يمكن أن يلعب دورا بارزا في ازدهار شعبها أو يحظى بأي أهمية استراتيجية. فإن إنشاء الطرق الواسعة المعدة بشكل جيد لم يكن لعامة الناس، بل كانت لتسهيل حركة القوات الصليبية ولخدماتها اللوجستية، بحيث يتم تأمينها من هجمات المجاهدين حتى تتنقل بأمان. ومع ذلك فإن تلك الطرق على وشك الدمار في معظم المناطق، والحكومة ليس لديها خطة إستراتيجية ولا أية ميزانية لإصلاحها. وبالتالي، يمكن أن يكون هذا مجرد ادعاء ولكن ليس هناك أي شيء ملموس في الواقع.

بالرغم من الإنفاق الضخم، والحرب والقتل وغيرها من الجرائم التي لا تعد ولا تحصى فإن الديمقراطية لم تلقَ قبولا من الشعب الأفغاني، فالانتخابات الرئاسية الأخيرة هي شهادة واضحة على ذلك؛ ذلك أن ثلاثة ملايين فقط أدلوا بأصواتهم ولم يكن ذلك بسبب إيمانهم بالديمقراطية وبأن أصواتهم ستجلب التغيير، وإنما صوتوا بناء على انتماءاتهم العرقية، واللغوية والقبلية والولاء لبعض القيادات. وأما بالنسبة للـ 4-5 ملايين صوت الأخرى فهي كما نعلم جميعا أصوات وهمية تمت بالتعاون بين المنظمات الحكومية ومفوضية الانتخابات والمراقبين الذين تم تعيينهم من قبل المرشحين، وهذا النزاع لم يتم حله لغاية الآن رغم تدخل الولايات المتحدة وجون كيري.

في الوقت نفسه، وفي داخل أمريكا نفسها، فإن النخبة الحاكمة تحذر وتخوف شعبها من أزمات اقتصادية حادة في المستقبل القريب، وأنه بسبب هذه الأزمات فإن أمريكا قد تواجه ظروفاً أسوأ مما حصل في إسبانيا واليونان. وفيما يتعلق بهذا الأمر قال دونالد ترامب في مقابلة أجرتها معه مؤخرا فوكس نيوز في برنامج “أون ذي ريكورد” إن أمريكا لم تعد تعتبر من الدول الغنية. وأضاف أيضا أنه عندما تكون الدولة فقيرة فإنها تلجأ إلى الاقتراض، ونحن نحصل على القروض من الصين وغيرها من البلدان. لقد وصلت ديوننا الآن إلى 16 تريليون وقريبا جدا سوف تتجاوز أكثر من هذا. ولم يكتف بوصف ديون أمريكا التي وصلت إلى عنان السماء، بل تطرق أيضا إلى الوضع المزري للبطالة فقال إنها في الحقيقة 15% وليس 8.2%، وأشار إلى أن بعض الخبراء يعتقدون بأنها وصلت إلى 21%.

وأخيرا، هذا هو المبدأ الرأسمالي، المبدأ الذي وضعه البشر بعقولهم المحدودة. وهذا هو السبب في أننا نرى النخب الحاكمة تقوم بخلق المشاكل لبقية الناس من أجل الحصول على مصالحهم الخاصة، وفي الوقت نفسه نراهم يحذرون شعوبهم من المستقبل المظلم وذلك لتبرير غزوهم الوحشي، واستعمارهم لدول أخرى من أجل نهبها وسلب مواردها تحت ستار الحرية والديمقراطية، ويخفون جرائمهم وراء الشعارات الرنانة. ومع ذلك فإن اليوم الذي سيشهد فيه العالم قيام نظام الخلافة الراشدة ليس ببعيد، النظام الذي أنزله الله الخالق سبحانه وتعالى، والذي لن يخرج الأمة الإسلامية فقط من هذه الفوضى السياسية والاقتصادية والاجتماعية بل إنه سوف يحرر البشرية جمعاء من وحشية وضراوة الواقع الذي تعيش فيه. وسيتم ذلك بتطبيق أحكام الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، من خلال إعادة الخلافة الإسلامية.

وسوف يكون ذلك اليوم يوم الندم والعار لأولئك الذين يرفضون دعوة الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، كما قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾.

 

 

كتب لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سيف الله مستنير – كابول – ولاية أفغانستان