Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق إستقلال الأكراد عن العراق


الخبر:

نقل الموقع الإخباري الألماني DW موضوعا عنوانه “بريد القراء: تفكك العراق وقيام دولة كردية ممكن، ولكن!”.

ومما جاء في الموضوع: “كردستان مستقلة منذ أكثر من 15 سنة ولكن يبقى الاعتراف الدولي فقط، أما بخصوص جاهزيتها لذلك، نعم جاهزة لعديد من الأسباب:

 

1- لديها إمكانيات مادية ضخمة 2- لديها طاقة مثل نفط وغاز تفوق بعض الدول 3- قدرة عسكرية كبيرة 4- صداقة مع شعوب ودول الجوار. أما الاعتراض على دولة كردية في هذا الوقت هو من قبل جمهورية إيران الإسلامية الشيعية. فإيران تريد العراق موحدا وتحت تصرف الشيعة ويكون حليفا لها أيضا. (…) من المتوقع خلال شهرين أن يستقل شمال العراق وباقي أجزاء العراق ستقسم بين الشيعة والسنة، ومن المتوقع تدخل قوات حفظ سلام من الأمم المتحدة لسنوات”.


التعليق:

أولا: إن مسألة استقلال الأكراد عن العراق مسألة قديمة حديثة. فقد وعدت بريطانيا بإيجاد دولة للأكراد في منطقة كردستان والتي كانت جزءا من جسم الخلافة العثمانية، وكان ذلك وفقا لأحد بنود معاهدة (سيفر) سنة 1920. ثم تبنت أمريكا فكرة إقامة دولة كردية حيث:

– نادى الرئيس الأمريكي ويلسون بمنح الأكراد حق تقرير المصير.

– نشرت مجلة السياسة الدولية (الصادرة عن مؤسسة الأهرام) في عدد كانون الثاني 1999 دراسة للبروفيسور الأمريكي كابوري أصدرها عام 1992 يقول فيها “إنه ومنذ خمسين عاما، وعد الرئيس الأمريكي روزفلت بإقامة الدولة الكردية النفطية لحماية النفط في الشرق الأوسط”.

– طرحت أمريكا فكرة أن يكون العراق دولة اتحادية من ثلاثة أقسام منذ أن استولى عبد الكريم قاسم على الحكم سنة 1958.

– أسست أمريكا مشروع تقسيم العراق إلى ثلاثة كيانات ضمن دستور العراق الذي صاغته عام 2003 عند احتلالها للعراق، فقد نصت المادة الثالثة والخمسون من الدستور العراقي فقرة (أ): (يعترف بحكومة إقليم كردستان بصفتها الحكومة الرسمية للأراضي التي كانت تدار من قبل الحكومة المذكورة في 19 آذار 2003م الواقعة في محافظات دهوك وأربيل والسليمانية وكركوك وديالى ونينوى).

ثانيا: من العوائق التي كانت تحول دون قيام دولة كردية:

1) أن تركيا وإيران كانتا تعارضان ذلك لإدراكهما أن قيام دولة كردية يعني انسلاخ جزءٍ من أراضيهما مع الدولة الكردية.

2) الخلاف والاقتتال بين الحزبيين الكرديين الفاعلين:

أ‌) الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي تأسس عام 1946 ويتزعمه اليوم مسعود بارزاني.

ب‌) حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي تأسس عام 1975 بزعامة جلال طالباني بعد أن انفصل عن الحزب الديمقراطي الكردستاني.

3) عدم تمتع شمال العراق بمقومات دولة مستقرة.

فهل زالت تلك العوائق؟

بالنسبة لمعارضة تركيا:

فقد صرح جاهد توز مستشار نائب رئيس الوزراء التركي بأن بلاده تسعى للحفاظ على وحدة العراق، لكنه أوضح أن هذا يبدو مستحيلا في ظل سيناريوهات الانفصال التي تحدق بـ”بلاد الرافدين” في هذه الأثناء. وأضاف في حديث للجزيرة نت أنه في حال لم ينجح العراق في البقاء موحدا “فنحن نرحب بانفصال إقليم كردستان للحفاظ على استقرار المنطقة”.

فهل أصبحت تركيا ترى أنه من مصلحتها استخدام الأكراد كمنطقة عازلة ضد الفوضى في العراق؟

بالنسبة للخلاف بين الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني في هذه المسألة:

فقد قال عدنان مفتي، القيادي البارز في الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه رئيس الجمهورية السابق جلال طالباني في حديث لـ(الشرق الأوسط) إن «قرار رئيس الإقليم بإجراء الاستفتاء لم يكن وليد ذلك اليوم بل كان هذا الموضوع مدار البحث والمناقشة بين كافة الأطراف الكردستانية ورئيس الإقليم على مدى أشهر».

فهل أجمع الحزبان على الانفصال؟

بالنسبة لمقومات الدولة:

يقول هيمن هورامي، مسؤول العلاقات الخارجية للحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه رئيس الإقليم مسعود بارزاني، لـ(الشرق الأوسط)، إن «الظروف الذاتية والموضوعية تغيرت في كردستان، فمن الناحية الذاتية لم يبق للكرد مشكلة أرض وهناك وحدة داخلية واسعة بين الأطراف الكردية، كردستان استطاعت خلال الـ22 عاما الماضية أن تؤسس مؤسساتها الحكومية بشكل جيد، وأن تضع أساسا اقتصاديا للدولة».

ومن المعلوم أن إقليم كردستان العراقي يتصرف بالفعل، في نواح عدة، كدولة مستقلة، إذ تقدم السلطات الكردية كل الخدمات العامة، ولها جيشها الخاص وتسيطر على حدودها الخاصة. فهل حان اقتطاف كل ذلك؟

أما اعتماد الأكراد على الخزينة العراقية في معظم ميزانيتهم الإقليمية، فربما يتغير ذلك سريعا بعد أن سيطر الأكراد على كركوك الغنية بالنفط.

وأما رفض أمريكا للاستفتاء الذي اقترحه بارزاني فربما مرده، كما علق الكاتب الناصر دريد، لعدم إثارة غضب حلفائها في المنطقة، وبالأخص تركيا وإيران.

ثالثا: لقد عانى الأكراد في العراق من الظلم والقتل، إلا إن الحل لا يكون إطلاقا بإنشاء دولة أو كيان مستقل يستمد الحياة من الغرب الكافر المستعمر، فالانفصال لم يكن يوما حلا، وما جنوب السودان عنا ببعيد. بل الحل هو قيام دولة على أساس الإسلام (لا وطنية ولا قومية ولا مذهبية)، وهذه هي ذاتها دولة الخلافة التي يعمل لأجلها حزب التحرير.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو عيسى