خبر وتعليق النظام السعودي الكافر يعلن مزيدًا من القوانين غير الإسلامية التي تنظم زواج مواطنيها من غير السعوديين (مترجم)
الخبر:
صدر مؤخرًا تقرير في صحيفة “مكة دايلي” وقد نشر أقوالًا للقائد العام لشرطة مكة المكرمة، اللواء عساف القرشي، بخصوص تشديد قوانين الزواج في المملكة العربية السعودية بين الرجال السعوديين وغير السعوديين. وذكر القرشي أنه من الآن فصاعدًا على الرجال السعوديين الذين يتقدمون بطلبات للزواج من بلدان أخرى يجب أن تكون أعمارهم أكبر من 25 عامًا ولا بد من موافقة الحكومة. وقال أيضًا إن الرجال المطلقين الذين يسعون لمثل هذه الزيجات لن يسمح لهم بتقديم الطلبات في فترة ستة أشهر من طلاقهم. وأبرز ما ذكره رئيس الشرطة أن المملكة العربية السعودية قد منعت مواطنيها من الزواج من الوافدين من أربعة بلدان محددة هي باكستان، وبنغلادش، وتشاد، وبورما. وتهدف هذه الخطوة بشكل واضح إلى عدم تشجيع الرجال السعوديين على الزواج من جنسيات مختلفة.
التعليق:
لقد أظهر النظام السعودي الكافر مرة أخرى استخفافه السافر بأحكام الإسلام، وتقديسه المصالح الوطنية الفاسدة وتقديمها على أوامر الله سبحانه وتعالى. فمن خلال الإعلان عن هذه القوانين الجديدة العنصرية والسخيفة المتعلقة بالزواج، والتي تتناقض بشكل صارخ مع أحكام الشريعة الإسلامية، فإن النظام السعودي قد كشف عن الكذبة بأنه صوتٌ يمثل الإسلام! وكشف عن تمثيله الرخيص في تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية. منذ متى جعل الإسلام الحد الأدنى لسن الزواج هو 25 عامًا؟ منذ متى كانت دولة الشريعة الإسلامية هي “ولي الأمر” التي لا بد للرجال المسلمين من أخذ موافقتها على عقود زواجهم؟ منذ متى جعل القرآن والسنة “فترة عدة” الرجال المطلقين هي 6 أشهر؟ ومنذ متى حرم ديننا الزواج من جنسيات معينة؟!
هذه هي الدولة التي دمرت العديد من المواقع التاريخية الإسلامية داخل أراضيها على أساس ما تطلق عليه محاربة البدعة في الدين. ومع ذلك فهي لا تتورع عن تشريع القوانين التي تتناقض بشكل صارخ مع أحكام الإسلام، ولا تتورع عن أن تستند في كل حكمها إلى الكفر. في الحقيقة إن مجرد وجود هذا النظام الملكي القمعي هو “بدعة”!
إن قيود الزواج الفاسدة هذه تنبع من مفهوم “القومية” الفاسد الذي عمل الإسلام على استئصاله من عقول وقلوب المسلمين، ودعاهم إلى المؤاخاة والتوحد في نظام واحد وفي ظل حاكم واحد. إلا أن النظام السعودي قد تأسس على أساس هذا المفهوم الفاسد، وهو منذ نشأته يسعى إلى غرسه وتعزيزه بين الناس، في محاولة منه لإعادتهم إلى عصور الجاهلية. فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن العصبية: «دعوها فإنها منتنة»، وقال أيضًا: «يا أيها الناس إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وتعاظمها بآبائها، فالناس رجلان بر تقي كريم على الله وفاجر شقي هين على الله أنتم بنو آدم وآدم من تراب، ليدعن رجال فخرهم بأقوامٍ إنما هم فحم من فحم جهنم أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن».
هذه هي نفس القومية المقسمة والخبيثة التي جعلت حكومات السعودية ومصر وتركيا والأردن وغيرها في جميع أنحاء العالم الإسلامي، لا تحرك ساكنًا، في الوقت الذي منعت فيه جيوشهم المسلمين من التدخل في فلسطين وسوريا وميانمار وأفريقيا الوسطى وغيرها من البلاد التي يقوم أعداء الإسلام فيها بذبح المسلمين. إنه نفس المفهوم الفاسد الذي يدفع علماء السلاطين لإصدار التصريحات والفتاوى أمثال مفتي السعودية عبد العزيز آل الشيخ، الذي قال إن المظاهرات تضامنًا مع الفلسطينيين “هي مجرد أعمال غوغائية عديمة الفائدة”. ولذلك، إذا أرادت السعودية رفض ما هو حقيقة “أجنبي”، فإنها لا بد أن تبدأ من خلال رفض المفهوم “الأجنبي” المفروض على الأمة والمتمثل في “الدولة الوطنية”، وهو مفهوم دخيل على الإسلام ولا مكان له في بلاد المسلمين. وإذا أراد الملك عبد الله منع الزواج من “الأجانب” الحقيقيين، فإن ذلك الزواج الذي يعقده هو ونظامه مع أسياده الغربيين هو أول زواج لا بد من منعه!
إن آخر ما شرعه النظام السعودي من أنظمة للزواج يقدم ببساطة دليلًا إضافيًا على أن حكم هذا النظام لا يتشابه مع الحكم الإسلامي الحنيف قيد أنملة. وبالتالي فإننا في أشد الحاجة إلى القضاء على هذا النظام وغيره من الأنظمة القائمة في العالم الإسلامي، واستبدال نظام الخلافة الإسلامية بها جميعها، فالخلافة هي وحدها القادرة على تطبيق أحكام الإسلام بشكل كامل وشامل وصحيح في بلادنا، بما في ذلك القضاء على مفهوم القومية الخبيث الذي سمم بلادنا لفترة طويلة جدًا.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. نسرين نواز
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير