خبر وتعليق عبدا حتى لو أصبحت رئيساً
الخبر:
توجه الناخبون في تركيا يوم الأحد إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد للبلاد خلفا لعبد الله غل، في أول انتخابات يختار فيها أهل تركيا رئيسهم مباشرة، وليس عن طريق البرلمان، حيث من المتوقع أن يفوز رئيس الوزراء الحالي رجب طيب أردوغان بهذه الانتخابات وفقا لاستطلاعات للرأي.
التعليق:
إن هذه الانتخابات هي الأولى من نوعها في تركيا، حيث تتبع آلية الاقتراع المباشر من قبل الشعب لرئيس الدولة، الذي هو شكلي ورمزي. وهنا نطرح التساؤلات الآتية: ماذا يعني انتخاب رئيس للجمهورية العلمانية في تركيا؟ وهل سيؤثر هذا الموضوع علينا نحن المسلمين عامة، وشعب تركيا المسلم خاصة، أم أن الأمر غير ذلك؟
للإجابة على هذين السؤالين نقول: إن تركيا التي كانت يوماً من الأيام مهد الحضارة والفكر ومركز أقوى دولة في العالم، والدرع الواقي لنا نحن المسلمين، هي غير تركيا حزب العدالة والتنمية اليوم. إن هذا الحزب الذي حكم على مدار أكثر من 12 سنة لم يحكم إلا بالعلمانية، وتآمر على الإسلام وأهله في كل مكان أشار عليه سيده. وإن تركيا التي تقترب الآن من الاحتفال بعيد الاستقلال المائة كما أراد أردوغان هي علمانية النظام بامتياز، وحكامها مهما تملقوا لم يخرج أحد منهم قيد أنملة عن علمانية الدولة والنظام والسير على خُطا مؤسسها مصطفى كمال. وهناك نقطة أخرى لا تغيب عن البال، وهي أن شعب تركيا المسلم (المائة مليون) قلوبهم بلا شك تنبض بالإيمان بالله وجوارحهم تسعى لرضوانه وتطبيق شرعه عليهم وعلى العالم كله، وحكامهم في حزب العدالة والتنمية لا يمثلون ما في قلوبهم وما يرجون أن يتحقق.
وهنا نسأل الرئيس القادم المتوقع (أردوغان): هل ما امتنعت عن فعله – مع استطاعتك – وأنت في سدة الحكم على كرسي رئيس الوزراء ستحققه وأنت على كرسي رئيس الجمهورية؟ أم أنك ستجتهد وتثبت المرة تلو الألف أنك العميل النشط والجوهرة المصونة لرعاة البقر الأمريكان؟ وهل ستزيد من البكاء والعويل هذه المرة، وتظهر زوجتك على المنصات مجددًا لتدغدغ مشاعر المنتخبين؟ وهل ما تطمح له هو الجلوس في قصر الرئاسة تحت صورة الملعون مصطفى كمال، الذي تزور قبره وتقبله كل سنة تخليداً لذكرى تحويله البلاد من خلافة إلى جمهورية؟! أم أنك ستفاجئ الجميع بأسلوب ماكر آخر يطيل عمر عمالتك وخدمتك للشيطان الأكبر أمريكا؟
وأخيراً نسألك يا أردوغان: أستعمل على زيادة التبادل التجاري بين تركيا وكيان يهود حتى يصل إلى أكثر من خمسة مليارات دولار كما في العام الماضي، وتزيد البكاء والعويل في المقابل لما يحدث لجيرانك في الشام وإخوتك في غزة هاشم؟ إنك سواء أكنت بائع عصير أم رئيس بلدية أم رئيس وزراء أم حتى رئيس جمهورية فحالك لن يتغير، بعمالتك وخيانتك للأمانة والأمة.
إنّ هناك مقولة قيلت في القدم، هي: “من شبّ على شيء شاب عليه”، وهذا ينطبق على حكام المسلمين ومنهم حكام تركيا، يلفظون آخر أنفاسهم وهم يخدمون أسيادهم! أما آن لكم يا حكام الضرار من أبيضكم إلى أسودكم أن تعتبروا بعاقبة أمثالكم، وتخافوا عاقبة الظلم وأهله. ألا سحقا لكم وشاهت وجوهكم يا من تتلذذون بقتل إخوانكم وتتغنون بالكفر، وتسعون لإبعاد الناس عن دينهم وتعكير صفو حياتهم.
إن الأيام دول، والعاقبة للمتقين، والعدل إلى يوم الدين، فاستعدوا لغدٍ تكون العزة فيه لله ولرسوله وللمؤمنين، وأنتم أيها الحكام استعدوا لمحاكم ستعاقبكم على جرائمكم، عندئذ يفرح المؤمنون ويكبر خليفة المسلمين، ويقول هذا ما وعدنا الله ورسوله، وصدق الله ورسوله، والحمد لله رب العالمين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ابو يوسف