خبر وتعليق فكرة الممر المائي بين قطاع غزة ولارنكا مقترح أوروبي
الخبر:
نقلت وكالة سما الفلسطينية مقترحاً قدّمه الاتحاد الأوروبي يقضي بإقامة ممر مائي بين قطاع غزة وميناء لارنكا القبرصي لحل مشكلة الحصار مع وجود مراقبين أوروبيين في كلا الجانبين للتأكد من عدم وجود اختراق أمني، وقال مصدر أوروبي: “نريد حلاً لمشكلة غزة من خلال تفعيل اتفاقية المعابر لعام 2005”.
التعليق:
إن هذا المقترح الأوروبي قد شجّع حركة حماس على طرح فكرة الميناء على طاولة المفاوضات وتحميله للوفد الفلسطيني المفاوض في القاهرة.
غير أنّ هذا المقترح لم يلق قبولاً من القيادة المصرية وذلك قبل عرضه على الوفد اليهودي، وبالتالي لم يتم مناقشته ولا التداول في حيثياته.
وهذا إن دل على شيء فإنّما يدل على أن أمريكا تتحكم بمفردها بالقضية الفلسطينية، وهي لن تسمح للأوروبيين بلعب أي دور في الوقت الراهن، لأنّها ترى أنّ الظروف غير مواتية للحل، فقد صرّح الرئيس الأمريكي باراك أوباما لنيويورك تايمز في 8/8 بأنّه: “من الصعب على نتنياهو أن يتقدم باتجاه اتفاق سلام مع الفلسطينيين بدون ضغوط داخلية، وأنّه أقوى من اللازم، في حين أنّ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أضعف من اللازم”.
وهذا معناه أنّ الإدارة الأمريكية ترى أنّ الحل غير جاهز حالياً، وهو ما يُفسر جعل مصر هي الراعي الوحيد للمفاوضات.
فيبدو أنّ أمريكا تريد ترك الأمور عائمة غائمة في غزة، وذلك لإنهاك الطرفين، وحملهما على قبول حلول وسط برعايتها، كما يعني من جهة أخرى أنّها ما زالت تُفشل أية محاولة أوروبية للتدخل في المنطقة التي تعتبرها منطقة نفوذ خاصة بها.
وللأسف الشديد فإنّ هذا التحكم الأمريكي بإحدى أهم قضايا الأمة الإسلامية ألا وهي القضية الفلسطينية يُقابل بتواطؤ عربي كامل مع الإدارة الأمريكية يصل إلى حد الانبطاح، فحتى اجتماع شكلي للدول العربية يُناقش المشكلة لم يُعقد.
إنّ على المفاوضين الفلسطينيين – لا سيما الإسلاميين منهم – أن ينسحبوا فوراً من مفاوضات القاهرة العبثية، لأنّهم لا شك يدركون مدى عداوة نظام السيسي لهم، وبالتالي فعليهم أن لا يقبلوا بجعل هذا النظام سيفاً مسلطاً على رقابهم. فليتوكلوا على ربهم، وليستعينوا بالشعوب الإسلامية وليس بالأنظمة الحاكمة لأنّها كلها أنظمة عميلة تابعة معادية للإسلام، فعسى الله سبحانه وتعالى أن يجعل لهم مخرجاً وينصرهم ويثبت أقدامهم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو حمزة الخطواني