Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق الدولة التي استخدمت لأول مرة المدافع الرشاشة في الحرب الجوية ضد النساء والأطفال الأكراد ستقوم الآن بتزويد القوات الكردية بالأسلحة لقتال تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (مترجم)


الخبر:

بعدما وُصفت بأنها أزمة إنسانية، ذكرت صحيفة الغارديان في 14 آب/أغسطس أن “المملكة المتحدة تستعد لتزويد الأسلحة بشكل مباشر إلى القوات الكردية التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام”.


التعليق:

إن انتشار قوات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام في شمال العراق، إلى جانب تقارير عن اضطهاد الأقليات العرقية ومطالبة المجتمعات النصرانية بدفع الجزية قد أدى إلى وجود قلق دولي، وأدى ذلك إلى بداية مرحلة جديدة من التدخل العسكري الغربي في العراق بعد انسحاب القوات الأمريكية في عام 2011. وقد جاء الانسحاب السابق للقوات الأمريكية نتيجة لعدم التوصل إلى اتفاق مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الذي بعد سنوات من إثارته للفتنة الطائفية بين الشعب العراقي قد أعلن اليوم استقالته لإفساح الطريق لحيدر العبادي، الذي سيكون أداة أوباما الجديدة لإعادة تشكيل المنطقة؛ فقد قال أوباما: “نحن متفائلون بتواضع بأن موقف الحكومة العراقية يسير في الاتجاه الصحيح”.

وبطبيعة الحال، من وجهة نظر السياسة الغربية لترسيخ الانقسامات في العراق، “الموقف يسير في الاتجاه الصحيح” كما كان عليه الحال منذ فترة طويلة. وفي الحقيقة، يعتبر الانسحاب المسرحي للجيش العراقي من شمال العراق قد سمح لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام للسيطرة على الموصل وتهديد بغداد، يعتبر جزءًا من مسرحية الدولة الكبرى هذه! لأن هناك الآن انعداماً عميقاً للثقة بين المجموعات الدينية والعرقية العراقية الكثيرة والتي بلغت ذروتها في أزمة جبل سنجار، وجاء تدخل بريطانيا وأمريكا لمواجهة ما وصفه اليوم دان فريدمان الذي يعمل في صحيفة نيويورك ديلي تايمز بقوله: “التهديد الذي يشكله القتلة الجهاديون السنة”.

بالإضافة إلى الطريقة الساخرة التي تَظهر فيها بريطانيا وأمريكا بصورة المخلّصين للعراق بعد تدميره! وإن ما يزيد من عمق الجراح أنه بعد مئات السنين من قيام بريطانيا لأول مرة بإرسال قواتها إلى العراق التي قتلت بأسلحتها الرشاشة النساء والأطفال في القرى الكردية، يريدون إطلاق وصف الإنسانية على الجروح المتفاقمة التي صنعها ورعاها الغرب منذ هدم الخلافة الإسلامية.

إن إعلان بريطانيا بقيامها بتزويد الأسلحة إلى الأكراد يمكن أن يكون الدافع وراءه أي شيء إلا الدافع الإنساني، وإن إعادة تطبيق الإسلام كنظام كامل للحياة على المنطقة هو وحده فقط الذي يضمن إنهاء الانقسام الذي أدت إليه عقود من التدخل الغربي. وإن المجتمعات التي تعيش في حالة من الاضطراب المتعمد الذي زرعه الغرب، قد عاشت في سلام لأكثر من ألف عام في ظل الحكم الإسلامي، وبعودة هذا الحكم من جديد، حقيقة وليس اسمًا، سيعود السلام!

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. عبد الله روبين