Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق النظام السعودي يستخف بجراحات المسلمين ويغيّر مفاهيم نصرتهم


الخبر:

الرياض “تبلسم” جراح العراقيين بـ49 مليون دولار (صحيفة الوطن 2014/8/22).

بعد تدمير “الاحتلال” للمساجد.. “60 مصلى” من المملكة لـ”غزة” (صحيفة الوطن 2014/8/22).


التعليق:

يشعر المرء بالاستفزاز عندما يقرأ مثل هذه الأخبار والمواقف من “دول” تمتلك جيوشا وتمتلك رجالا وتمتلك أموالا، ويمتلك أهلها عقيدة قادرة على تغيير وجه العالم، ثم يصورون للناس أن نصرة المسلمين تكون بالتبرع أو الإعمار، وكأنها جمعيات خيرية أو مجموعات فردية.. بل إن بعض الجمعيات والعديد من أفراد المسلمين يقومون بأعمال أعظم وأكبر من هذه الأعمال.. علاوة على أن السعودية نفسها تقوم بتبرعات وإجراءات أكبر لإنقاذ الدول الغربية عندما تحل بها أزمة طبيعية أو مادية…

إن ما تقوم به السعودية وغيرها من الدول كقطر وتركيا بمثل هذه المواقف والتصريحات هو محاولة سمجة للضحك على المسلمين، باتت مكشوفة لأبناء الأمة الواعين، فهل هذه هي النصرة التي أوجبها الله على المسلمين تجاه إخوانهم المسلمين؟ وهل هذا هو الموقف الذي يرتضيه الله ورسوله تجاه مسلمين ينحرون ويقصفون وتخر بيوتهم فوق رؤوسهم وتقطّع أجسادهم وأطفالهم ونساؤهم؟..

وإنه لمن المثير للسخرية أن تتقمص السعودية دور “البلسم” الشافي لجراحات المسلمين في غزة والعراق وهي الراعي الرسمي للنظام المصري الذي يخنق غزة، وذات اليد الطولى في الصراعات الطائفية التي فتتت العراق تنفيذا لمخططات أمريكية وغربية نتيجة للتأجيج الطائفي الذي تمارسه الحكومة السعودية وقنوات الفتنة التي أنشأتها، كما أنه من المخزي أن تتقمص السعودية دور الأب الحاني على أبناء غزة والعراق وبيوتهم ومساجدهم وهي التي تدعم دوريا بملياراتها مراكز محاربة الإرهاب التي تمزق أمريكا العراق وأهله باسم محاربته ويدمر العدو الصهيوني غزة وأهلها باسم محاربته!..

فالنظام السعودي إذن لم يكتف بالاستخفاف بجراحات المسلمين فحسب، بل إنه شريك حقيقي في كل مأساة تحل بهم، بما يثيره من فتن في بلادهم، وبصمته عما يرتكب في ديارهم، وبموالاته لقتلتهم وأعدائهم..

إن واجب السعودية وغيرها من بلاد المسلمين الواضح والمعلوم هو تحريك الجيوش لنصرة المسلمين المستضعفين، ودحر كل عدوان أو تدخل للكافرين في بلادهم، والعمل على توحيدهم في دولة واحدة في ظل كيان واحد لا حكم فيه إلا لله، هذا ما علمناه من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، والراشدين والمؤمنين والصالحين من بعده… وأي عمل غير هذا هو استخفاف لا يحقق نصرة ولا يرفع ظلما، بل هو تخذيل وتضليل وتآمر على المسلمين… فإلى متى يرضى علماء بلاد الحرمين ومخلصوها بهذا؟..

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبوصهيب القحطاني – بلاد الحرمين الشريفين