مع الحديث الشريف باب لا طاعة في معصية الله
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في حاشية السندي، في شرح سنن ابن ماجة “بتصرف” في باب لا طاعة في معصية الله”
حدثنا محمد بن رمح أنبأنا الليث بن سعد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر ح وحدثنا محمد بن الصباح وسويد بن سعيد قالا حدثنا عبد الله بن رجاء المكي عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “على المرء المسلم الطاعة فيما أحب أو كره إلا أن يؤمر بمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة”.
قوله: (على المرء المسلم الطاعة) أي: للإمام
“مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ”، نعم النصر آت آت…بصريح هذه الآية الكريمة. ولكن أين هو اليوم؟ بل كيف يتنزل النصر وعلى من يتنزل؟! أتراه يتنزل على أمة ولاؤها لغير الله؟! أم تراه يتنزل على أناس قبلتهم غير قبلة الله؟! أم يتنزل على من لم يطع الله ورسوله؟! كيف أصبحتِ يا أمتي وأنت تطيعين من عصى الله ورسوله؟
أيها المسلمون:
اعلموا أن أبا بكر – رضي الله عنه – وهو خير من أقلت الغبراء وأظلت الخضراء بعد الأنبياء والرسل يوم قال: “أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم” قد أعلن صراحة أنه ليس حجة على الإسلام، وإنما الإسلام حجة عليه، فإذا كان هذا أبو بكر وهو من هو يعلم ويصرح أنه ليس حجة على الإسلام، فدونه من المسلمين قيادات وزعامات وحركات وأحزاب ليسوا حجة على الإسلام، وإنما الإسلام حجة على الجميع. واعلموا أنكم لما قبلتم بطاعة القادة والزعماء في معصية الله كان ما كان. فلا نصر من الله ولا عزة.
أيها المسلمون:
الطاعة الطاعة… الطاعة الطاعة يا أمة خير الأنام، ولكن في المعروف.
وحذارِ حذارِ من طاعة لقائد لا يطرح بديلا إسلاميا صافيا نقيا للحكم. بل هو الأصيل الذي غاب عن الحكم سنوات حتى كاد الناس أن ينسوه. أقول حذارِ لأننا نعيش آثار ونتائج هذا الفعل. فكم هي النتائج كارثية عندما طبل الناس وزمروا لجماعات ادعت أنها إسلامية تريد الإسلام؟! وعندما دفعت بها الثورات إلى سدة الحكم رأينا منها القول المخزي والمشين والمزري، حتى وصل بأحدهم أن قال بكل صراحة، بل قل بكل وقاحة: “نحن لا نريد تطبيق الشريعة”، وبآخر يقسم على تطبيق النظام الديمقراطي، وهكذا كان الولاء وهكذا كانت الطاعة…
أيها المسلمون:
اعلموا أن كل ممارسات وتصريحات لتلك القيادات لهي معاصٍ دامغة، بل وكبائر واضحة، معلومة من دين الله بالضرورة. فحذارِ من الانسياق أكثر من ذلك في اتباع وتأييد كل من لا يجعل أحكام الله مقياسا لأعماله.
اللهم فقهنا في ديننا، وعلمنا ما جهلنا وافتح أبصارنا على الحق، اللهمَّ عاجلنا بخلافة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرْ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
احبتنا الكرام، والى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم