خبر وتعليق الجزائر بين المطرقة والسندان
الخبر:
نشرت صحيفة الخبر الجزائرية يوم 2014/08/23 خبرا بعنوان الجزائر يطعنونها في الظهر حيال التهديدات الغربية من الأوضاع الأمنية من قبل جهات تربطها صلات وثيقة في الملفات الأمنية.
التعليق:
بلغ صيت الجزائر عنان السماء وأصبحت محط أنظار العالم وحديث القاصي والداني لما تمتلكه من قدرات فائقة في مجال مكافحة الإرهاب، وظلت الجزائر طوال فترة ما بعد العشرية السوداء يسوقون لها “البلد الرائد” حيث فرضت نفسها كلاعب أساسي دوليا في مجال مكافحة الإرهاب بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 فتعتبر البلد القوي عسكريا يستلهم من تجربته وخبرته الاستخبارية والعسكرية الإشراف على منطقة شمال أفريقيا وأمنيا على دول الجوار حيث وقعت اتفاقية أمنية، ومع تونس اتفاقية عسكرية وإنشاء منطقة عازلة يشرف عليها الجيشان إضافة إلى مساعدات مالية وعسكرية.
الجهود المبذولة لزعزعة الاستقرار في الجزائر وإضعافها عسكريا من قبل دول استعمارية لها شراكة مع الجزائر القوية أمنيا وعسكريا واقتصاديا، كانت البداية في تصريح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لبوتفليقة أثناء الأزمة الأوكرانية بأن “دولة أجنبية تريد زعزعة استقرار أمن الجزائر” في إشارة إلى أميركا وعمليا حينما صرَحت وزارة الخارجية الأمريكية بتوخَي رعاياها الحذر من هجوم محتمل في الجزائر ثم أثناء نشر الجزائر لبيانات صادرة من وزارة الخارجية على إثر مذكرات إيطالية بخصوص التحذير من السفر إلى الجزائر وتوخي الحذر بالنسبة للمقيمين فيها، وأخيرا اتهام فرنسا وإسبانيا وكندا بأنها تشجع الإرهاب وتموله، في حين صرَح علي الزاوي الخبير في الشؤون الأمنية ومكافحة الإرهاب “أن الجزائر أكثر تحصنا وأمنا من البنتاغون” ثم صدر بيان لقيادة الجيش نشرته صحيفة التحرير الجزائرية مفاده أن وحدات الجيش مستعدة ويقظة بغرض التصدي لكل التهديدات والخروقات المحتملة، حيث نشرت الجزائر عبر الحدود مع مختلف الدول المجاورة قوات عسكرية ومنصات صواريخ دفاعا عن سيادتها وأمنها واستقرارها وحدودها ووحدتها الترابية إضافة إلى اتخاذ السلطات إجراءات استثنائية تتعلق بتشديد مراقبة الفنادق والمنشئات العامة.
تأتي هذه الاتهامات والطعنات أولا كردة فعل على موقف الجزائر من فلسطين والإعانات المالية والغذائية التي بعثتها لحماس، وثانيا خدمة لجارتها المغرب التي برزت أخيرا على الساحة السياسية بتحركاتها المخابراتية خاصة بعد حرص الجزائر على إبعادها وإقصائها من كل الاتفاقات المبرمة أمنيا وعسكريا كي لا يكون لها موطئ قدم في أنشطة مكافحة الإرهاب لدواع مرتبطة بالخلاف القديم الجديد حول الصحراء الغربية، وأخيرا هي صفعة لبوتفليقة العجوز المقعد على كرسي متحرك لعدم دخوله مع أميركا وفرنسا حربهما على الإرهاب في ليبيا ومالي وسنَه لقوانين دستورية تمنع تدخل الجيش عسكريا خارج الحدود.
تلك هي طبيعة القوى الاستعمارية مجتمعة حينما تشعر بخطر قطر ما يتقوى عسكريا واقتصاديا لتبقى كل الدول العربية خاضعة وخانعة وتابعة للاستعمار وإضعافها من فك ارتباطها بالأجنبي.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سالم أبو عبيدة – تونس