Take a fresh look at your lifestyle.

  خبر وتعليق هل سيقطف الأعداء مرة أخرى ثمار المقاومة وهل سيكون ثمن الدماء والأرواح التعايش مع دولة يهود؟  

الخبر:

ورد على الجزيرة نت بتاريخ 2014/08/29 تصريح لعباس يقول فيه: “نتنياهو” وافق على دولة فلسطينية بحدود 67. كما ورد أيضا بتاريخ 2014/08/27 نقلا عن صحيفة “لوس انجلوس تايمز” الأمريكية: ثمة محادثات صعبة تنتظر إسرائيل وحماس في الأيام القادمة أعقاب الهدنة. وأضافت الصحيفة: ينبغي للمعنيين العمل على تثبيت هذه الهدنة وإيجاد الحلول الجذرية للصراع.

 

التعليق:

كثيرة هي الاعتداءات على المسلمين في بلادهم في زمن الحكم الجبري وقليلة هي فرص الرد والالتحام مع العدو مباشرة. وفي كل مرة من هذه الفرص القليلة يظهر فيها معدن هذه الأمة وتظهر فيها البطولات. ولكن الأنظمة سرعان ما تحتوي هذه الأحداث وتحصد الثمار. ففي حروب ما يُسمى بالاستقلال وصل إلى الحكم علمانيون. وبالنسبة للفلسطينيين فقد قدموا تضحيات كبيرة قبل النكبة تمثلت في القتل والتهجير وكانت النتيجة أن ضاع القسم الكبير من فلسطين. ولسنين طويلة بعد النكبة وضمن سياسة الترويض بُذلت تضحيات كبيرة من الشعب الفلسطيني تحت قيادة منظمة التحرير وكان الحصاد الاعتراف بدولة يهود باستثناء بعض الفصائل. وجاءت الانتفاضة واستُشهد فيها الكثير من الشباب وكانت النتيجة “أوسلو”. واستمرت التضحيات الفلسطينية وكان حصادها الحصار.

هل ستوضَع دماء الشهداء والجرحى وأطراف المعاقين وركام البيوت على طاولة المفاوضات؟ وهل سيبقى الراعي للمفاوضات هو مَن صنّف حماس منظمة إرهابية وحاصر وتعاون مع من قتل أهل غزة؟ إن السلطة والأنظمة وأمريكا ومنظماتها من أمم متحدة وغيرها خبرتموها منذ عشرات السنين، فما قدمت لنا إلا القتل والدمار. فكيف نفوضهم ونوكلهم؟ ثم على ماذا التفاوض؟ لا يوجد شيء محل تفاوض. يوجد احتلال وجب قلعه. ما يجري تريد أمريكا أن توظفه في جر الطرفين إلى طاولة المفاوضات للقبول بحل الدولتين وإن كان الاتفاق حاصلاً من قبل ولكن لا بد من إدخال سلطة حماس تحت سلطة الضفة وإيجاد رأس واحد للتفاوض مع دولة يهود. وهذا ما عبر عنه عباس بالبندقية الواحدة.

هذا ما يجب تحذير المقاومة منه ونقول لها إن كل أهل فلسطين في حكم الأسرى لأن معاشهم مرهون بالمحتل. وما أنجزتموه نصر وشامة عز لكم ولأهلكم ولكل المسلمين ووصمة عار في وجه الجيوش التي أصبحت عبئا ثقيلا على الأمة. فمهمة الجيوش في كل الدول هي حماية البلاد والعباد وإذا كانت هذه الجيوش مسلمة تُضاف إليها مهمة الفتوحات. ومن عشرات السنين الاعتداءات مستمرة على المسلمين في أنفسهم وأراضيهم وأعراضهم ولا طلقة واحدة من هذه الجيوش. فهل تغيرت مهمتها ونحن لا نعلم؟! على المقاومة أن لا تذهب إلى المفاوضات وأن تُبقي جذوة الجهاد حية في الأمة إلى أن ينفلت عقال جيش من الجيوش ويحرر فلسطين أو تُقام الخلافة وتُستأنَف الحياة الإسلامية وهذا يُفضي بطبعه إلى إزالة هذا الكيان الجرثومي وهذا هو الحل الجذري الذي أشارت إليه الصحيفة الأمريكية وما ذلك على الله بعزيز.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد بوعزيزي