خبر وتعليق السياسيون في السودان لا يعرفون علاجاً لأزمات الاقتصاد إلا بإفقار الناس
الخبر:
في حوار أجرته صحيفة المجهر السياسي بتاريخ الثلاثاء 7 ذو القعدة 1435هـ الموافق 2 سبتمبر 2014م مع أمين أمانة الاقتصاد بالمؤتمر الوطني (الحزب الحاكم في السودان) وفي سؤال له عن أن ما يسمى برفع الدعم يؤثر على الفقراء في جوانب أخرى كارتفاع الأسعار؟ فأجاب نعم سيؤثر على الفقراء ويرفع الأسعار ولا يوجد حل آخر.
التعليق:
منذ انفصال جنوب السودان وذهاب 75% من عائدات البترول والسودان يعيش أزمات اقتصادية متلاحقة جعلت الحياة جحيماً لا يطاق فانخفض سعر الجنيه السوداني لأدنى مستوى له مقابل الدولار حيث كان الدولار يساوي جنيهين قبل الانفصال والآن يقارب العشرة جنيهات مما انعكس على أسعار المحروقات أكثر من مرة كان آخرها في سبتمبر 2013م، وفي ظل هذا الوضع المتدهور تعتبر الحكومة على أن يكون دواء هذه الأزمات هو الداء، فتتحدث عما أسمته رفع الدعم عن المحروقات الذي هو في حقيقته رفع لأسعار المحروقات حيث لا دعم أصلاً وهذا العلاج هو روشتة صندوق النقد الدولي الذي يطالب الحكومة برفع الدعم عن السلع والخدمات وتحرير الاقتصاد تحريراً كلياً، وهو في حقيقته ليس تحريراً وإنما استعباد للشعوب وإفقار لها، حتى تمتص الدول الاستعمارية الكبرى ثروات بلادنا بل تمتص دماء شعوبنا المغلوبة على أمرها والتي تسلط على رقابها في حين غفلة من الزمان رويبضات يخدمون الغرب الكافر وينفذون مخططاته في بلادنا ولو كان الثمن إفقار الناس وإهلاكهم، فهؤلاء الحكام لا يعرفون سبيلاً لعلاج أزماتنا التي هي بصنع أيديهم، إلا بإفقار الناس رغم غنى البلاد بثرواتها الظاهرة والباطنة، تنفيذاً لمخططات الغرب الكافر عبر صناديقه الربوية ذات الروشتات الإهلاكية.
إن النظام الاقتصادي في الإسلام وحده القادر على علاج أزمات البلاد الاقتصادية باستغلال ثروات الأمة فيما يخدمها وحشد طاقاتها وتفجيرها بما يصلحها بل ويصلح العالم أجمع، فلن يرتبط الاقتصاد في ظل دولة الإسلام الخلافة الراشدة باقتصاديات الغرب الكافر القائمة على النفعية والاستقلالية للناس وإنما سيقوم الاقتصاد بمعالجة الفقر وغيره بأحكام الإسلام التي توجب ذلك على الدولة وعلى الأمة فإن ما تملكه من ثروات ظاهرة وباطنة كفيلة بمحاربة الفقر بل إحسان الرعاية سيجعل الناس في رفاه من العيش، كما ستعمل الخلافة على قطع يد الغرب الكافر التي تنهب ثرواتنا وتوقف الربا الذي هو حرب على الله ورسوله، وهذا يوجب علينا جميعاً أن ننبذ هذه الأنظمة الباطلة الظالمة ونعمل على إقامة دولة الحق والعدل دولة الإسلام دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إبراهيم عثمان (أبو خليل)
الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان