Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق أمريكا تقتل المسلمين بدم بارد ومشروع الخلافة الحقيقي ماض في طريقه رغم أنفها


الخبر:

“دعا رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، هادي البحرة، المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى التدخل ضد “داعش” في سوريا، كما تدخلوا ضده في العراق، مشيرًا إلى أن الصمت الدولي تجاه مجازر داعش في سوريا يرقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية”. وقرر مجلس الأمن الدولي “الموافقة بالإجماع على قطع التمويل عما يسمى تنظيم “داعش” وجبهة النصرة، ووضع عدد من الأشخاص على القائمة السوداء لارتباطهم بالجماعتين المسلحتين، والتهديد بفرض عقوبات على أي شخص يساعد الجماعتين الإرهابيتين”.


التعليق:

بعد أن غُض الطرف لمالكي العراق عن احتلال الموصل بشكل هزلي ومسرحي وخلال ساعات، لا بل وترك أسلحة متنوعة لما يقارب ثلاث فرق عسكرية، وقرابة النصف مليار من الدولارات الأمريكية، تأتي مسرحية هزلية أخرى لأوباما، وبعد أقل من شهرين من تثبيت الأوضاع لتنظيم الدولة، يأتي قراره بضربها جويًا، حتى لا يتعدى على المسموح به والمسكوت عنه، وبعدها بأيام قام مجلس الأمن الأمريكي الأممي باستصدار قرار على أشخاص من جبهة النصرة والدولة، ووضعهم على القائمة السوداء واعتبارهما إرهابيتين، وأن من يساعدهما يجب عقابه؛ وعليه فإن ما تم لهذا التاريخ هو محاولات تشويه لصورة الخلافة الإسلامية المنتظرة على منهاج النبوة، واستعداء العالم عليها قبل قيامها باعتبار تنظيم الدولة أنموذجًا لها، واستسهال ضربها حال قيامها!!

وأما المطلوب الآني لتلك القرارات الدولية فهو امتداد ملاحقة تنظيم الدولة داخل سوريا على اعتبار أنه ممتد داخل سوريا وأنه يفعل أفاعيل الإرهاب وخصوصًا بالرقة في شام الثورة، وهنا بيت القصيد الأهم، فكما ضرب تنظيم الدولة في العراق فيجب ضربه وملاحقته في شام الثورة ضد نظام الأسد، وعليه تقدم الائتلاف السوري المعارض والصنيعة الأمريكية بضرب التنظيم في سوريا كما ضربته أمريكا في العراق خوفًا وحمايةً للناس من جرائمه المعلنة على رؤوس الأشهاد والفضائيات.

وهنا نجد أن القرار الدولي أشرك به جبهة النصرة السورية المعارضة لنظام الأسد، فيكون استدعاء أمريكا وضربها للدولة في سوريا استدعاءً بطريقة غير مباشرة لضرب جبهة النصرة السورية ومعها كل الفصائل المخلصة والمرصودة مسبقًا ودون ذكر اسمها بالقرار الأممي والمعارضة لنظام بشار والمطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية وإقامة الخلافة على منهاج النبوة التي يعمل لإقامتها المسلمون في كل أنحاء الأرض، وهنا تكون أمريكا قد ضربت عصافير عدة بحجر واحد:

1. أوجدت تنظيم الدولة تهديدًا للمنطقة بأسرها، وخدمة لمصالحها مع تحديد نفوذه.

2. أسقطت المالكي الذي هيأ لها الأرضية لعودتها للعراق والمنطقة جويًا وبكل يسر وسهولة.
3. أوجدت كل المبررات المصطنعة لإتمام تقسيم العراق بشكل طائفي.
4. هيأت الأرضية لإشعال الحرب الطائفية الكبرى متى وأين أرادت.
5. التدخل بالشأن السوري بحجة ضرب تنظيم الدولة.
6. استنساخ ما فعلته أمريكا بالعراق مع شيء من التعديل المناسب لسوريا وشعبها وموقعها الجغرافي والديمغرافي.
7. تنفيذ تهديداتها السرية لكل دول المنطقة سواء الخليج أو الأردن أو لبنان وحتى كيان يهود وتحجيمها وفرض الحل السلمي عليها.
8. إبقاء ملف المنطقة مفتوحًا على الطاولة، والعمل به متى شاءت وبأيدي أهل المنطقة واستنجادهم بها لنجدتهم من تنظيم الدولة وأمثالهم.
9. التخلص من بشار ووضع البديل المناسب على الطريقة المالكية العراقية.

وهنا نرى أن أمريكا قد أعدت المنطقة بسياسة الترهيب والتقتيل الأمريكي وبدم بارد، ودون تدخل إلا وقت تشاء هي ولمصلحتها، ولذا نجد أن أوار الصراع يحتدم بشكل سريع في العراق وسيمتد لبقية المنطقة، ولذا نجد أن بريطانيا ستشارك بغارات جوية على تنظيم الدولة لحماية الناس في العراق. وفرنسا وألمانيا صرحتا بدعم دولة كردستان العراق، ودعم البشمركا وحماية النصارى في الموصل والطائفة الأزيدية وما شاكل ذلك.

وأما على صعيد دول الخليج والأردن، فإن زيارة ملك الأردن المفاجئة إلى السعودية وترحيب السعودية بالقرار الأممي بخصوص الإرهاب في سوريا، فإن الأمر يدلل على أن النار اقتربت، وأحس بها المعسكر الأوروبي وخوفه على عروشه والتهديد الأمريكي لهم، والذي يقضي بإزالتهم وإعادة تفعيل قاعدة تقسيم المقسم على الطريقة الأمريكية، وهنا نختم ونقول: إن أمريكا تتعامل مع دول المنطقة حسب ردات الأفعال وأجواء المنطقة وتأثرها بكل ما يحيط بها من نيران مشتعلة، وتحولات سياسية سواء في حرب حماس – يهود أو انتخابات تركيا ونجاح عميلها أردوغان، وقبله نجاح العميل العتيد السيسي والحراك الجاري بالخليج وعلى نار تشتد أوارها الهوينى، ولكن أمريكا لم تغمض عينها عما تحت الرماد، والذي أقلقها وهو مرئي لكل ذي عين سياسية بصيرة، ومتابع للأحداث بشكل معقول، ألا وهو تحرك الأمة نحو مشروعها ومطلبها الأساس والأصيل وهو استعادة خلافتها على منهاج النبوة، وبشكل راشدي رحيم وعادل، فلا قتل ولا تقتيل، ولا طائفية ولا عرقية ولا إقليمية، بل أمة واحدة تحفظ حقوق رعاياها بغض النظر عن الدين والمذهب أو العرق، وبدولة وقيادة فكرية سياسية وعقائدية، بدستور ودولة بشرية لا دينية كهنوتية، تمنح صكوك غفران ومفاتيح للجنّة السماوية! دولة قائدها ورائدها لا يكذب أهله وقد شق طريقه رغم التعتيم الإعلامي الذي استطاع كسره ألا وهو حزب التحرير ودولة الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ وليد نايل حجازات (أبو محمد)